بقلم:فائز التميمي.
نشر الأستاذ زهير الزبيدي مقالاً تحت عنوان حزب الدعوة هو المستهدف وما يهمنا من المقال هو أن المحتل يستهدف حزب الدعوة فقط!! ويتحتم علينا وضع مقدمات مهمة: (1) إن في العالم عامة والعالم العربي تأثير كارزما القائد في الحزب أكثر من كونه كبير العدد أو صغيره هذا عندما يكون في المعارضة .(2) إن كل من يحكم يكون له نفوذاً وحالما يترك الحكم ينفض تنظيمه فعبد الناصر على قوته أنذاك وكان يحرك العالم العربي بخطاب واحد كان تنظيمه السياسي الأتحاد الإشتراكي أضعف التنظيمات لذلك إنتهى بإنتهاء حكمه.(3) إن الدليل الساطع على تأثير الحاكم على الشعب أن الناس كانوا يسمون في الزمن الملكي الاسماء التالية بكثرة: غازي وفيصل ونوري لتأثرهم وتيمناً بالملوك والحكام ثم إنتشر إسم قاسم وبعدها عدي (لأن صدام إسم قديم نوعما فلم يسمون الناس به إلا القليل منهم).(4) إن امريكا ليست لها نظرة وتعامل واحد فهي قد تعادي فئة ما في عام 1990م وتعود فتصالحها في عام 2005 والعكس صحيح.فلا يمكن الإستشهاد بموقف قديم لأنهم يغيرون وبسرعة سياستهم فهي ليست ثابتة.(5) إتهم كاتب المقال بأن المجلس يسعى لرئاسة الوزراء: وهل غيره زاهد فيها!!إن كل من العراق يحق له أن يسعى لرئاسة الوزارة!! .(6) إن المجلس يتحالف خارج التحالف :بالله عليك هل إتفاق أربيل هو بين التحالف أم هو خارج التحالف!!.(7)إن الفئة المستهدفة من قبل صدام والمحتل هي الشخصيات المؤثرة وليست الأحزاب أو الحركات فإستهداف السيد مهدي الحكيم عام 1988م .ومن ثم إستهداف السيد محمد باقر الحكيم(قده) في فترة مبكرة عام 2003م و لم يكن فيها إرهاب بالتفجير ولا نوعية المتفجرات هي من نمط إستعمال القاعدة لذلك والشيء بالشيء يُذكر أن إستهداف الحريري وفق محللين عسكريين جنائيين لبنانيين لا يمكن أن يتم من قبل قوى محلية لا نوعاً ولا كماً.(8) كيف نعرف أن الجهة الفلانية عندها أموال كثيرة أو قليلة: للمجلس قناة الفرات فقط ولحزب الدعوة قناة وللسيد الجعفري قناة وأنت إعتبرتهما جهة واحدة مستهدفة. فهم رقمياً أغنى من المجلس على أن قولك أن المجلس من أغنى الجهات جزافي بلا دليل. وما علاقة هذا بنفوذ المجلس هل إذا طبقنا منهجك هذا يكون الحزب الذي يحكم بحكم تسلطه على المال كثير النفوذ لكثرة المال المتوفر لديه حتى لو كان الصرف قانونيا ولكن يُحسب للجهة الحاكمة ويجير الإنجاز لحسابها ويزيد من جمهورها!!. (9) أهمل صاحبنا لعله نسياناً إستهداف البعث للسيد محسن الحكم(قده) والذي لا يمكن أن ينكره إلا مجحف. (10) لكون حزب الدعوة في الحكم فمن البديهي أن يتعرض للضغط من قبل الأمريكان ولو كان غيره فلان أو علان لإستهدفته أيضاً لأن غرضها توطيد نفوذها في العراق فالضغط موجه لمن يحكم وليس لهذه الجهة بالذات .(11) أن أحد أسباب المشاكل بين قوى الإئتلاف هو إنعدام الثقة وهذه مسألة قديمة منذ أيام المعارضة. (12) إن تصويرك لحزب الدعوة بالحمل البريء ولغيره من قوى الإئتلاف بالمخادعة فيه شيء من الغرابة ففي كل جهة هنالك حمل وديع وصقر وفيه مهادن ولين وفيه صلف وعنيد وهكذا طبع البشر.(13) لم يحكم حزب الدعوة ولا غيره على أساس أنه حزب إسلامي أي بمعنى أن يطبق الشريعة لذلك لا نجاحه ولا فشله يُحسب على الإسلام أو الشرع الإسلامي وهذا ينطبق على الجميع لأن الصورة في العراق معقّدة فلا يمكن أن يحكم أي حزب إسلامي بروى إسلامية في الظروف الحالية لذلك هنالك نهج للغرب عام: وهو أنه ليس على مايرام مع أي حزب أو جهة ذات توجه إسلامي.(14) إن أكثر رموز الدعوة الذين جاءوا بعد الإحتلال جهاداً وتفانيا هو الشهيد عز الدين سليم(رض) ومع ذلك فإن تنظيمه صغير (وربما إضطر الى العودة الى حزب الدعوة بعد إستشهاده) وكان مجاهدية في الأهوار وتأمّل لقد أُستهدف هو أيضاً وليس هذا مصادفة أن يُستهدف كل من السيد محمد باقر الحكيم والأستاذ عز الدين سليم دون غيرهم من الرموز في وقت مبكّر!!.(15) وعلى الرغم من كل المناكفات فإن المجلس وكتلة المواطن في جلساتهم الخاصة وفي تصريحاتهم العلنية تقول: إسقاط حكومة السيد المالكي خط أحمر!! وهذا الموقف المبدأي في رأيي المتواضع لسبب أن سقوط الحكومة في خطر على مجمل الوضع العام وليس الخروج من الحمام مثل الدخول فيه.(16) بالبارحة صلرح السيد المالكي بأن دولة المواطن هي الهدف وهذا أمر جيد ومتوافق مع ما أعلنته قبل فترة كتلة المواطن في المجلس الأعلى.نتمنى مخلصين ممن يكتب في مثل هذه المواضيع أن لايغبن الناس حقّهم فهل السيد محسن الحكيم (قده) شيء بسيط لكي يتجاهل إستهداف البعث له في كلا حكميه وهذا مثبت تأريخياً وليس كلاماً جزافياً.وبدون مبالغة من يكتب عن إستهداف الإسلاميين ولا يذكر السيد محسن الحكيم(قده) فهو كمن يحاول أن يحجب الشمس بغربال!!.
https://telegram.me/buratha