حامد الحامدي كاتب وإعلامي عراقي
لا عجب إن كل من يتبوأ منصبا مهما يبدأ مباشرة في استغلال هذا المنصب لمنافعه الشخصية ، ومنافع عائلته . وهذا ليس غريبا في هذا الزمن الغريب ..؟؟ إذ لطالما شهدنا في العراق الجديد إن الكثير من المسؤولين الحكوميين ــ ولا أقول جميعهم ــ لا سامح الله ، يحاولون جعل المناصب الخاصة بهم وسيلة للوصول إلى ما ينمي أموالهم وعلاقاتهم . أنا هنا أتكلم عن جانب من هؤلاء المسؤولين من الذين اختارهم الشعب ليكونوا ممثلين له في البرلمان العراقي ، ويدافعوا عن حقه أمام التحديات التي تجابه هذا الشعب . وإذا ببعض هؤلاء النواب يكونون أول من يبتعد عن ما انتخب لأجله ، وكأنه لا يعرف أحدا من أبناء الشعب سوى متزلفيه واقاربه . على كل حال فما يثير الاستغراب إن نوابنا الكرام باتوا يبحثون عن أي فرصة او ذريعة يمكنهم من خلالها تعطيل عمل البرلمان العراقي لآي مدة كانت ولو على حساب المصلحة والحاجة الوطنية ، فما يريد أن يقوم به ( 70 ) نائبا في البرلمان العراقي من الذهاب إلى الديار المقدسة لأداء فريضة الحج هو أمر مستحق وشرعي ، ولكن الذي ليس بمستحق هو ذهاب هذا العدد الكبير منهم ، لما يشكله من تعطيل واضح ومقصود لعمل البرلمان العراقي ولفترة ربما تصل إلى أكثر من ( 40 ) يوما . ووفقا لامتياز متفق عليه فأن لكل عضو في مجلس النواب الـ 325 الحق باصطحاب شخصين معه للحج، وهو إجراء طبق في مجلس النواب السابق أيضا . ومن المعلوم إن لمجلس النواب عطلة تشريعية نهاية كل فصل تمتد 60 يومياً ، فانا هنا لست بصدد الاعتراض عن ذهاب النواب إلى بيت الله الحرام وأداء مناسك الحج ، ولكني اعتقد إن على نوابنا الكرام أن يضعوا بالاعتبار إن هناك الكثير من القوانين المعطلة التي تحتاج إلى اختصار الوقت وبذل الجهد في سبيل إقرارها ، وإلا كيف يمكن لشخص مسؤول أن يذهب إلى مكان لأداء فريضة شرعية وذمته متعلقة بفريضة أخرى ألا وهي رعاية مصالح الناس التي ائتمنوه عليها . فما أريد أن أصل إليه هو إن على نوابنا الكرام أن يجعلوا مصلحة الوطن والمواطن قبل كل شيء ومن ثم يفكرون بمصلحتهم الخاصة
https://telegram.me/buratha