المقالات

لماذا لم يستقر الحكم في العراق بعد سقوط الدكتاتور صدام

966 04:29:00 2011-10-11

خضير العواد

يمتلك العراق الكثيرمن العقول السياسية (الأسلامية والعلمانية) مما جعله رائد وقائد لكل التيارات السياسية في منطقة الشرق الأوسط بكل دولها من الخليج ولبنان وسوريا واليمن وفلسطين , فأصبح المفكّر العراقي ( الأسلامي والقومي والشيوعي ) له أتباعه ومريده في كل هذه الدول , وجميع شعوب المنطقة تغبط العراقيين على هذا الكم الهائل من المفكّرين الذين رفدوا الساحة العربية بأنتاجهم الفكري وعطائهم المتميز والمتنوع في كل المجالات السياسية ,وبعد التغير الكبير في عام 2003 أصبح العراق محط أنظار كل الأحرار من شعوب المنطقة لأنهم يعلمون من سيقود العراق ؟؟؟ سيقوده أصحاب التنظيمات العريقة ذات التاريخ الكبيركحزب الدعوة ومنظمة العمل الأسلامي والمجلس الأعلى والحزب الشيوعي والتيار القومي التقدمي والتيارات الوطنية بالإضافة للحزب الأسلامي والأحزاب الكردية والشخصيات المستقلة فهذه الكوادر والشخصيات قد ملؤا الإعلام العربي والعالمي بأطروحاتهم ومقالاتهم ومنشوراتهم القيمة التي كانوا ينادون بها بكل ماهو رائع للحياة الأنسانية ,ولكن بعد مضي هذه الفترة التي ليست بالقصيرة نلاحظ الوضع في العراق قد خيب أمال كل العراقيين وأشقائهم العرب فوضعوا علامات الأستفهام على كل شئ يجري في العراق وأنصدم الجميع بالواقع الحزبي الجديد فيه , فأين المفكّرين والمنظّرين والأحزاب الذين فتحوا الأفاق الثورية لشعوب المنطقة من أجل الحصول على كل الحقوق والحياة الكريمة , هل سقطوا في أول أمتحان ؟ هل الواقع يختلف عن التنظير ؟ هل قوة الباطل أكبر منهم ؟ وغيرها من الأسئلة التي تدور في رؤوس العراقيين والأشقاء العرب الذين يريدون كل الخير للعراق والعراقيين .هناك ثلاث عوامل أدت الى هذه النتيجة المآساوية التي يعاني منها الشعب العراقي :يتصدى للحكم في العراق بصورة فعلية ثلاثة مجاميع هم إتلاف دولة القانون والأكراد والعراقية , أما البقية فهم تكملت عدد ليس إلا والدليل على ذلك إتفاقية أربيل لم يطّلع على محتواها إلا الذين وقّعوا عليها وهم الثلاثة أعلاه وهذا قد أثببته تصريحات بقية الفرقاء في العملية السياسية .المجموعة الأُولى الأكراد وهؤلاء عندهم أستقلالية في كل شئ والواقع يقول أنهم دولة ولكن لم يحن الوقت لأعلانها , فتعامل الأكراد مع العاصمة تعامل الضغط والأبتزاز من أجل الحصول على أكثر ما يمكن من المكتسبات , ولا يعنيهم العراق بشئ لأنهم يعيشون ضمن دولة إسمها كردستان ذات العلم الذي يرفرف في كل مكان وحتى مع الوفود القادمة من العاصمة أو الأجنبية نلاحظهم يبرزون علمهم بشكل واضح وجلي أما العلم العراقي فيضعوه عن الخجل خلف العلم الكردي, وحتى الوزراء الأكراد فيعطون الأولوية للحقوق الكردية كما ركّز السيد الطلباني في خطابه الأخير في الأمم المتحدة على المشاكل الكردية مع دول الجوار وكذلك السيد زيباري يعلن من منصة الأمم المتحدة على أن ميناء مبارك لا يؤثرعلى الملاحة العراقية كأنه يتكلم على لسان أهل الكويت , علماً لقد أثبت جميع الخبراء العراقيين وغير العراقيين على أن ميناء مبارك الكبير له تأثير سلبي واضح على مستقبل الملاحة في العراق , من خلال هذين الموقفين نلاحظ الجانب الكردي يحاول بأقصى جهد عنده يعمل من اجل الحصول على أكثر ما يمكن من الكتسبات في كل شئ .أم أئتلاف العراقية فهو مزيج من أهل السنة وكذلك البعثيين أو المتعاطفين معهم وهؤلاء يمثلهم السيد علاوي وقد حصلوا بقدرت قادر في الإنتخابات الأخير على أعلى الأصوات وبسبب عدم قدرتهم على تكوين تحالف يؤهلهم لتكوين الحكومة لأن عدد مقاعدهم 91 مقعد وهذا أبعدهم كثيراً من تكوين الأغلبية في البرلمان , وقد حصلت هذه القائمة على كل طلباتها إلا المجلس السياسي الذي نتج من رحم إتفاقية أربيل وهذا المجلس يربك عمل الحكومة لأنه يكوّن حكومة وسط حكومة وبهذا سوف تتقاطع الصلاحيات , لهذا السبب فأن التحالف الوطني يرفض هذا المجلس إذا كان له صلاحيات تنفيذية لأن هذا يخالف الدستور, ومن خلال هذا المجلس والوزارات الأمنية نلاحظ هذه القائمة تحاول عرقلت العملية السياسية وتضع العصي أمام عمل الحكومة التي هي جزء منها , بالإضافة الى أعضاء هذه القائمة وحتى قياداتها لهم تاريخ يشوبه الضباب أتجاه العملية السياسية , بل كان بعضهم له دور واضح في العمليات الأرهابية وقد أثبتت الأدلة على ذلك وهذه بعض الأمثلة كمهزلة أطلاق الصحفية الأمريكية من قبل الحزب الاسلامي الذي كان تحت قيادة طارق الهاشمي في تلك الفترة وكذلك المجموعة الأرهابية التي ألقي عليها القبض وهي تحمل هويات حماية طارق الهاشمي وكذلك علاقة مسؤولي الدولة الأسلامية باعضاء هذه القائمة وخصوصاً طارق الهاشمي وكذلك حماية الأرهابيين مع أسلحتهم وقد داهمت وزارة الداخلية بعض بيوت المسؤولين فيها كما حدث في تكريت , حتى علاقات أعضاء هذه القائمة الخارجية فأنها تتسم بالغموض والشك لأنها تتمحور مع الدول التي تقف موقف سلبياً من العملية السياسية في العراق.أما دولة القانون فيقودها حزب الدعوة ذو الاسم الكبير لما يمتلك من تاريخ معارض للنظام البعثي وأسماء لها وجود كبير في الحياة السياسية العراقية لما تمتلكه من أمكانيات سياسية وثقافية ولكن تفتقر الى قاعدة شعبية توازي الأسم الذي تحمله بعد أن أصبحت أغلبية الشعب في الوسط والجنوب تتجه الى تنظيمات أخرى ,عملية التغير في العراق جعلت حزب الدعوة أمام التطبيق العملي بعد أن أستهلك سنوات كثيرة في التنظّير السياسي , وقد فشل في تطبيق ما كان ينظّر له خلال فترة حكمه أو توليه الحكومة لأكثر من ستة سنوات , نعم توجد الكثير من العوامل التي عرقلت عمل الحزب كما يجب أو كما كان يتمناه جميع من أحب هذا الحزب إن كان في داخل العراق أو خارجه , لقد حاول حزب الدعوة في إضعاف التنظيمات الشيعية الأخرى لكي يستحوذ على أكبر فترة لحكم العراق وقد ظهر هذا جلياً من خلال ضرب التيار الصدري عدت مرات بالإضافة الى إبعاد المجلس الأعلى من كل المناصب المهمة ومحاولة أبعاد المؤتمر الوطني من الحياة السياسية العراقية من خلال ضرب زعيمه الدكتور أحمدة الجلبي ومحاولة إقصاء إقصاء أغلب المستقلين الذين يخالفون أراء حزب الدعوة , بالإضافة الى هذه التحركات التي أربكت الساحة الشيعية فالحزب لم ينجح في إخيتار الشخصيات الملائمة في ملئ الحقائب الوزارية فالكثير منهم قد أثبت فساده وأيضاً المدراء العاميين فقد أصابهم الفساد الأداري أيضاً , وأما تحركات رئيس الوزراء السياسية نلاحظ هذه ىالتحركات لم يكن هدفها المصلحة العليا لأغلبية الشعب العراقي بل كان مصلحتها الأساسية الأنا الحزبية وسيطرة الحزب لأكبر فترة في إدارة حكم العراق . بالإضافة الى عدم تحقيق أي إنجاز حقيقي يخدم العراقيين بشكل عام , فالحكومة ضعيفة الى درجة لا يمكن لها أن تتخذ أي قرار مهم في القضايا الدولية التي تمس سيادة العراق وشعبه .العامل الثاني هو العامل الخارجي وقد تدخلت دول الجوار جميعها في العملية السياسية في العراق حفاظاً لمصالحها السياسية أو الأقتصادية , لذلك نلاحظ هذه الدول قد دعمت كل تنظيم يحقق مصالحها وغاياتها , وأغلب العمليات الأرهابية التي حدثت في العراق كانت مدعومة من هذه الدول أما بشكل مباشر أو بطرق غير مباشرة , فالدول التي تقف موقف إجابي من العملية السياسية نلاحظها تدعم هذه العملية من خلال التنظيمات التي تحاول إنجاح العملية الديمقراطية بالعراق وأما التي تقف موقف سلبي للعملية السياسية نلاحظها تدعم كل شئ يقوض العملية السياسية وكذلك تدعم التنظيمات التي لم تقتنع بهذه العملية السياسية .العامل الثالث هو الجانب الأمريكي الذي يريد أنجاح العملية السياسية في العراق ولكن على طريقته التي من خلالها يحافظ على مصالحه التي من أجلها قدم الى العراق وخسر هذه الخسائر الفادحة والكبيرة إن كانت بشرية أم مادية , لذلك نلاحظه يقف وراء الكثير من الأعمال الأرهابية التي من خلالها يريد تحقيق أهدافه التي من أجلها غير النظام في العراق , فالجانب الأمريكي له تأثير كبير على العملية السياسية في العراق بل يلعب دور خطير في هذه العملية ويدعم التنظيمات التي تحافظ على مصالحه الاستراتيجية , فلم يكن الجانب الأمريكي وسيطاً عادلاً مابين التنظيمات العراقية بل كان إنتقائياً في تعامليه مع هذه التنظيمات بما يحافظ على مصالحه وأهدافه .هذه العوامل جميعاها أدت الى عدم أستقرار الحكم في العراق بل جعلت مستقبل العراق أكثر ضبابية وأهم عامل هو عدم الثقة مابين التنظيمات التي تحكم العراق وأختلاف الأهداف التي يعمل من أجلها كل تنظيم , مما جعلوا الساحة العراقية والفرد العراقي وسيلة لتحقيق هذه المصالح والأهداف ولم يعملوا من أجل الفرد العراقي بل جعلوا الفرد العراقي يعمل من أجلهم , فلو تكاتفت أيدي هذه الكتل الثلاث من أجل العراق أرضاً وشعباً فسوف تقل أهمية العاملين الأخرين لأن أهميتهما تعتمد على تنافر هذه التنظيمات وليس تقاربهم أي عدم أستقرار العراق ما بعد التغير الكبير تتحمل مسؤليته كل الكتل السياسية المشاركة في حكم العراق والمسؤولية تكبر مع كبر المشاركة في الحكم .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
العراق
2011-10-12
من لا يعتمد على الشعب يسقط وينتهي
samy
2011-10-11
YOU ARE GREAT MR.ALWADY WHAT YOU SAID REALLY TRUTH IN IRAQ.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك