حامد الحامدي كاتب وإعلامي عراقي
اغلب الشعب العراقي الان ينتظر نهاية العام الحالي ، ليشهد الانسحاب الكامل للقوات الأمريكية من العراق كما هو معلن وتم الاتفاق عليه مع الجانب الامريكي في الاتفاقية الأمنية التي عقدت بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية . فالقسم الأكبر من الشعب العراقي يؤيد انسحاب تلك القوات وإعادة السيادة الكاملة وغير المنقوصة إلى أحضان العراقيين ، أما القسم الأخر فأنه يتخوف من هذا الانسحاب ويعزو السبب إلى ضرورة أن تبقى مجموعة من هذه القوات لمساعدة القوات العراقية وقت الحاجة او لتدريب الكوادر العراقية كما أشيع بالإخبار . وكلا الرأيين له أسبابه وتحفظاته . أما ما يقوله الواقع فهو غير ذلك ، لان هناك مصادر تشير إلى إن هناك خطط تجري في السر تارة وفي العلن أخرى حول إمكانية بقاء عدد من القوات الأمريكية في العراق ليقوموا بمهمة تدريب القوات العراقية على التعامل مع الأحداث بشكل يعطي خبرة أكثر للقوات العراقية ، على فرض إن القوات العراقية الان لا تملك الخبرة الكافية في السيطرة الكاملة على الملف المني ومسك الأرض ، فهم بحاجة إلى من يقوم بتدريبهم بشكل فاعل ، وهذا ما سيكون عليه دور القوات الأمريكية التي ستبقى في العراق . ولكن الكثير من العراقيين كما قلنا رفضوا هذا المبدأ جملة وتفصيلا وأيدوا رفضهم بان العراقيين قادرين على إدارة شؤونهم الخاصة بأنفسهم ولا يحتاجون إلى من يكون وصيا عليهم . وهنا كان لزاما على الولايات المتحدة الأمريكية إذا ما أرادت لهذه القوات أن تبقى في العراق أن تبحث عن طرق جديدة وملتوية لكي تبقي هذه القوات في العراق بشكل رسمي . فهناك عملية تبديل ممنهجة ارتكزت على الحيل التي مررها بعض ساسة العراق والكتل السياسية مع واشنطن لبقاء قوات الاحتلال ، وأن ما يجري في واقع الأمر هو تغيير الملابس فقط بعملية مناقلة للجيش الأميركي . أي بمعنى أخر إن خروج الجندي العسكري الامريكي سيقابله دخول أخر بملابس مدنية وبجنسية أخرى ، وبذلك لن يكون هناك انسحابا خارج العراق بل للقواعد فقط . وهنا فقد أصبح الجندي الأميركي يحمل جنسية أوربية ( لحلف الأطلسي) مرادفة لجنسيته الأميركية كي يتمتع بالحصانة التي أبقاها الساسة العراقيين ، وبحيلة سياسية مرتبة على جنود الأطلسي فقط.. هذه العملية ( المفبركة ) هي غزو من نوع أخر ربما لم يحدث في العالم من قبل وبذلك فأن المطالبين برحيل القوات الأمريكية سيجدون أنفسهم أمام نفس تلك القوات ولكن بصبغة شرعية وغزو من نوع أخر .
https://telegram.me/buratha