المقالات

غزو من نوع أخر .؟!

654 09:17:00 2011-10-11

حامد الحامدي كاتب وإعلامي عراقي

اغلب الشعب العراقي الان ينتظر نهاية العام الحالي ، ليشهد الانسحاب الكامل للقوات الأمريكية من العراق كما هو معلن وتم الاتفاق عليه مع الجانب الامريكي في الاتفاقية الأمنية التي عقدت بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية . فالقسم الأكبر من الشعب العراقي يؤيد انسحاب تلك القوات وإعادة السيادة الكاملة وغير المنقوصة إلى أحضان العراقيين ، أما القسم الأخر فأنه يتخوف من هذا الانسحاب ويعزو السبب إلى ضرورة أن تبقى مجموعة من هذه القوات لمساعدة القوات العراقية وقت الحاجة او لتدريب الكوادر العراقية كما أشيع بالإخبار . وكلا الرأيين له أسبابه وتحفظاته . أما ما يقوله الواقع فهو غير ذلك ، لان هناك مصادر تشير إلى إن هناك خطط تجري في السر تارة وفي العلن أخرى حول إمكانية بقاء عدد من القوات الأمريكية في العراق ليقوموا بمهمة تدريب القوات العراقية على التعامل مع الأحداث بشكل يعطي خبرة أكثر للقوات العراقية ، على فرض إن القوات العراقية الان لا تملك الخبرة الكافية في السيطرة الكاملة على الملف المني ومسك الأرض ، فهم بحاجة إلى من يقوم بتدريبهم بشكل فاعل ، وهذا ما سيكون عليه دور القوات الأمريكية التي ستبقى في العراق . ولكن الكثير من العراقيين كما قلنا رفضوا هذا المبدأ جملة وتفصيلا وأيدوا رفضهم بان العراقيين قادرين على إدارة شؤونهم الخاصة بأنفسهم ولا يحتاجون إلى من يكون وصيا عليهم . وهنا كان لزاما على الولايات المتحدة الأمريكية إذا ما أرادت لهذه القوات أن تبقى في العراق أن تبحث عن طرق جديدة وملتوية لكي تبقي هذه القوات في العراق بشكل رسمي . فهناك عملية تبديل ممنهجة ارتكزت على الحيل التي مررها بعض ساسة العراق والكتل السياسية مع واشنطن لبقاء قوات الاحتلال ، وأن ما يجري في واقع الأمر هو تغيير الملابس فقط بعملية مناقلة للجيش الأميركي . أي بمعنى أخر إن خروج الجندي العسكري الامريكي سيقابله دخول أخر بملابس مدنية وبجنسية أخرى ، وبذلك لن يكون هناك انسحابا خارج العراق بل للقواعد فقط . وهنا فقد أصبح الجندي الأميركي يحمل جنسية أوربية ( لحلف الأطلسي) مرادفة لجنسيته الأميركية كي يتمتع بالحصانة التي أبقاها الساسة العراقيين ، وبحيلة سياسية مرتبة على جنود الأطلسي فقط.. هذه العملية ( المفبركة ) هي غزو من نوع أخر ربما لم يحدث في العالم من قبل وبذلك فأن المطالبين برحيل القوات الأمريكية سيجدون أنفسهم أمام نفس تلك القوات ولكن بصبغة شرعية وغزو من نوع أخر .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك