وسام الجابري
طال كثيرا انتظار العراقيين وهم على امل الاستقرار والعيش الرغيد ومن ثم التفكير بالترويح عن النفس وايجاد سبل ممارسة الهوايات وتحقيق الامنيات وهم رغم هذا لا ذنب لهم الا كونهم اختاروا اناس لم يفقهوا ان كرسي الحكم حاله حال كرسي الحلاق الذي يتناوب عليه الزبائن بالجلوس وكلا يستخدمه حتى انتهاء صلاحياته فالسياسيين اليوم في خلاف لم يشهده التاريخ على اناس في مركب واحد ويتصارعون على القيادة متناسين ان لا شرط من يكون ربان السفينة بل المهم من يقودهم الى بر الامان , قديما قالوا وصدقوا بالقول ( اتفق العرب على ان لا يتفقوا ) , اما في العراق فأنهم قطعوا على انفسهم وعدا بعدم الاتفاق حد قطع الانفاس , الازمة في العراق ازمة لا يمكن ان نطلق عليها تسمية ازمة طائفية او ازمة صراع مع اجندات بعثية او ارهابية بل هي ازمة سياسية داخلية بين اطراف مشتركة في الحكم ومختلفة في توزيع الادوار والمناصب ومن الواضح انهم يعترفون بذلك فالامر لا خلاف عليه ولكن الاختلاف هو هذه الازمة السياسية التي سببها واصلها هو غياب الثقة فاذن الازمة ازمة ثقة مفقودة بين الاطراف المتبارية دفع بالامور ان تتجه نحو اسوء ما يكون وانسحب هذا الامر برمته على الاوضاع الاخرى ارتباطا مع التدهور السياسي فنجد تراجع خطير في الوضع الامني مع وجود تراجع اقتصادي واضح , قد نختلف وقد نطالب بمكاسب و لكن دعونا ان لا ندع العراق يتأخر ويتراجع بعدما انقذوه ابناءه من الهاوية التي كاد يسقط بها في عامي 2005 و2006 والاتفاق امر لا بد منه للخروج من عنق الزجاجة .
https://telegram.me/buratha