سعد البصري
في النظام الحكومي ونتيجة لما يحدث من إرباكات وتلكؤات او ربما للمكافئة في بعض الأحيان او حتى للتمويه ، تجري مجموعة من التغييرات الحكومية بين الحين والأخر . ولكن أن تحدث هذه التغييرات في أماكن حساسة ومهمة هو ما يدعو إلى الاستغراب ، لان الموضوع لا يعدوا إما أن هناك تقصير ، وهذا التقصير كبير جدا او إن هناك صفقة سياسية يراد منها تمرير موضوع معين . ولكن يبقى السؤال المهم والحيوي .. هل إن ما يجري من تغييرات سوف يكون في محله .. او بمعنى أخر هل إن التكتيك الجديد جاء عن دراسة ووضوح في الرؤيا أم إن الموضوع جاء ارضاءا لأطراف معينة ، او خدمة لمصالح بعينها . ( هذا هو بيت القصيد ) كما يقولون . فقد صرحت مصادر رفيعة وقريبة من جهاز المخابرات العراقي بأن هناك خطة قد وضعها القائد العام للقوات المسلحة ورئيس الوزراء نوري المالكي تقضي بغربلة المؤسسات الحكومية الأمنية ، وخصوصا جهاز المخابرات العراقي . حيث أمر المالكي بنقل اللواء ( رائد شاكر جودت) من موقعه داخل الجهاز إلى مدير محطة تابعة للجهاز في الخارج ، وطرد ( علي برواري) مدير أمن الجهاز وتعيين بدلا عنه ( جبار الموسوي) ، وكذلك أمر بنقل قيادات أخرى خارج الجهاز، وسوف تتوسع الغربلة داخل الجهاز حتى تشمل مؤسسات أمنية أخرى في العراق . إننا هنا لا نعلم إن كان الخبر صحيحا أم كاذبا ولكن ما أقدم عليه السيد المالكي قد يكون خطوة في الاتجاه الصحيح إذ إن هيمنة مجموعة معينة على جهاز مهم كجهاز المخابرات العراقي هو أمر خطير جدا . كما إن المصلحة الوطنية تقتضي بان تكون هناك إجراءات من نوع خاص لان العراق مر بمشاكل وأزمات كثيرة تحتم على صاحب القرار أن يضع أمامه إن ما يجري في جهاز المخابرات من وجود مجموعة من اللوبيات المسيطرة عليه لابد أن ينتهي ، كما لابد أن يكون هناك من يعمل لمصلحة العراق والعراقيين فقط بعيدا عن الطائفية والقومية والمنفعة الشخصية . وإذا ما سلمنا وقلنا إن ما يجري من تغييرات قد تم بالفعل فإننا الان ننتظر ما تؤدي إليه هذه التغييرات وإلا فإننا حينها سنقول إن شيئا لم يتغير وبقى ( نفس الطاس ونفس الحمام ) .
https://telegram.me/buratha