عبد الغفار العتبي
لايختلف اثنان على أن التاريخ لايتملق لأحد ولا يخشى من احد ويذكر الحقائق التي تمر بها الشعوب كما هي من زيادة ونقصان ويكون موقفه منها صارماً كحد السيف بل وأشد فتكاً منه على مسامع من يريد أن يبحث عن الحقيقة وهذا لايعني أن تخلوا كتب التاريخ من بعض المندسين فيها الذين يحاولون طمس الحقائق وتشويهها أرضاء لرغبات ولاة أمورهم وإملاء صفحاته بما تهوي مصالحهم فيصوروا أليهم الليل الأسود نهاراً وتصرفاتهم الغير مسئولة بالحكم المأثورة ،أن هذا النوع من كتبت التاريخ ولااريد أن اسميهم بالمؤرخين فنظلم أصحاب الأقلام الشريفة مهما رصدت لهم الأنظمة الحاكمة أموالا ومهما أنعمت وأغدقت عليهم بالهدايا ومهما هيأت لهم السبل التي من شأنها أن ترفع من مكانتهم المتدنية ستذهب محاولاتهم أدراج الرياح وستنكسر أقلامهم فوق صخرة الكلمة الحرة النبيلة فالحقيقة تبقى ساطعة كالشمس لاتستطيع غربان التاريخ ان تغطيها ،أن كثيراً من الرؤساء ممن تولوا على مناصب الرئاسة لم يفلحوا في شيء سوى تسطير أمجادهم وجعلها شعارات ترددها شعوبهم شاءت أم أبت وهي كونها لاتتعدى كونها حبراً على ورق والدليل على ذلك أنها سقطت وانتهت في حاوية النسيان بسقوط اؤلئك الرؤساء من منابرهم السياسية بينما نجد القسم الآخر منهم مهما تكالبت عليهم المؤامرات ومهما حاولت بعض القوى أثارت الرأي العام الداخلي والخارجي ضدهم عن طريق دعم أجندات خاصة بها تنفذ مصالحها داخل البلد بقيت أعمالهم ومواقفهم خالدة في ذاكرة التاريخ بقاء الليل والنهار لسبب بسيط أنهم خرجوا شعوبهم من رحم واحد وعاشوا مع شعوبهم سنين الفقر والحرمان وذاقوا معهم طعم الحاجة لاابسط الخدمات هم ما أن تبؤوا مناصبهم العليا كمسئولين في البلد إنخرطوا بين صفوف جماهيرهم يتفقدونهم واحداً تلو الآخر صغرهم وكبيرهم عالمهم وجاهلهم غنيهم وفقيره م كأي فرد بسيط يعيش في المجتمع لذلك كانت تلك الجماهير عوناً وسنداً لهم في مواجهة التحديات ووفاءً منها وإخلاصا بقيت ذاكرتهم تحمل لهم من المواقف النبيلة الشيء الكثير .ومثال واحد على ذالك ما كان يقوم به الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم شهد به القاصي والداني بوطنيته التي عمدت بعض الأقلام المأجورة التي تشوبها واصفتاً اياهه وهو عاش ومات ولايملك بيده خزائن البلد عاش ومات ببدلته العسكرية لقد كان ذالك الزعيم يتجول ليلاً ونهاراً يتفقد شعبه بسيارة وليس معه إلا سائقه .فشتان بين ساسة اليوم وساسة الأمس ...
https://telegram.me/buratha