احمد عبد الرحمن
شهدت الايام القلائل الماضية تظاهرات طلابية في عدد من محافظات البلاد، نظمها اعداد من طلبة الصفوف المنتهية الذين لم يحالفهم الحظ في اجتياز امتحانات الدور الثاني، مطالبين بمنحهم فرصة اخرى بأجراء دور ثالث، لاسيما وان القسم الاكبر منهم اخفقوا في درس واحد، وان مجمل الظروف والاوضاع العامة ساهمت بهذا المقدار او ذاك في عدم تمكنهم من تحقيق النجاح في الدورين الاول والثاني.ومعلوم ان القوانين والسياقات العلمية المتعارف عليها في العراق ودولا اخرى كثيرة لاتبيح اجراء امتحانات دور ثالث في اية مرحلة من المراحل، وان اللجوء الى دور ثالث يتنافى ويتقاطع مع المعايير السليمة والمفترض الالتزام والتقيد بها من اجل المحافظة على المستوى العلمي الجيد للطلبة في مختلف المراحل، وبالتالي صنع جيل يمتلك القدرة والاهلية والكفاءة للارتقاء بالبلد والنهوض به وجعله في مصاف البلدان والمجتمعات المتحضرة والمتقدمة.ولكن الظروف والاوضاع الاستثنائية والقاهرة تبيح وتبرر اتخاذ قرارات واجراءات وخطوات استثنائية تنسجم وتتساوق مع تلك الظروف والاوضاع، بشرط ان لايتحول الاستثناء الى قاعدة، لان ذلك يعني التأسيس لمنهجيات خاطئة وبعيدة عن المعايير العلمية السليمة.ولعل مطاليب الطلبة بأجراء دور ثالث تستحق التوقف والنظر بها من قبل الجهات المعنية.فالاوضاع الحياتية والامنية المضطربة التي ادى فيها الطلبة امتحانات الدور الاول وكذلك الدور الثاني، وصعوبة اسئلة بعض المواد الدراسية، وتعذر وصول بعض الطلبة الى المراكز الانتخابية لهذا السبب او ذاك، كل ذلك يستدعي النظر في مطالبتهم من زاوية انسانية لاتصطدم ولاتكون على حساب المعايير العلمية.لابد من النظر بواقعية للظروف المعيشية والحياتية والسياسية والامنية الصعبة التي يعيشها الطلبة بأعتبارها يمثلون شريحة من شرائح المجتمع العراقي، وهذه الشريحة لها ثقلها وحضورها واهميتها.واذا كانت الدولة-الحكومة تأخذ بنظر الاعتبار الاوضاع والظروف الاستثنائية بعين الاعتبار في كثير من المسائل، فألاحرى والاولى ان تكون مطاليب الطلبة بدور ثالث من بين تلك المسائل الكثيرة.
https://telegram.me/buratha