المقالات

جنوب العِراق والتاريخ المشَرف، والاستحقاق المفقود.

982 23:46:00 2011-10-11

محمد علي الدليمي.

بالرغم من ان مجتمع الجنوب من المجتمعات المتدينة والمعروفة بصبرها وثباتها وقدرتها العالية على التحمل, حيث تجلى ذلك خلال استمرار المواجهة مع النظام القمعي حتى أخر لحظة من سقوطه ,ولكن الألم والبؤس يأخذ مأخذه من الإنسان . فقد كان ليل الظلم طويلا حتى دب اليأس بفرصه للخلاص ومع تحقق هذه الفرصة فأن الأمل بحياة أفضل يكاد يتسرب يوما بعد يوم.إنني لا أريد ان ارفع أهل الجنوب على غيرهم من أبناء العراق,فالعراق, اغلبه قدم من التضحيات وتحمل من الألم الكثير ولكن الفت الانتباه الى ان الجنوب ما زالت حسراته تتقطع في صدره وما زال يعيش الإحباط واليأس من غد سعيد. فاغلب المدن التي كانت موطن الثورات والحركات وشرارة الانتفاضة المباركة وارض الشهداء والمضحين لم تنل حتى تحقيقا تلفزيونيا يعرف بمعاناتها وألمها ولم يصلها إي شيء وما زالت تلوك الألم والأمل ليتجلى في وجوه شيوخها وعجائزها, ويحترق من دخان سيكائرها الكثيف وهكذا عموم الجنوب الذي يرى بان شبابه قد احترق ولم يعد من الأمل في حياة جديدة خصوصا مع الإمراض النفسية والجسدية المتميزة التي تركتها لهم السنوات العجاف..وما هو مؤكد من الوضع ألمعاشي لعموم الشعب العراقي خصوصا الجنوب, فأن الفقر قد ضرب في أعماقه وصار هو الحالة العامة. وإذا كان الحصار على جميع العراقيين ., فأن أثاره كانت في الجنوب ابلغ واشد , ولا يمكن لغير القريب من الحالة ان يتصور حجم المعاناة والألم التي كانت تتحملها العوائل عندما كانت تأتي للبحث عن فرصة لزراعة بعض المحاصيل الشتوية أو الصيفية في مناطق الفرات الأوسط أو الشمال . ولهذه المسألة فصول موجعة من الألم سواء في مجال سوء المعاملة من قبل مالكي الأرض أو من الإجراءات التي كانت تتخذها الأجهزة الأمنية لتلك المناطق بحقهم ,حيث ملاحقة هؤلاء المساكين وفي بعض الأحيان طردهم من المناطق الزراعية قبل جني الحاصل بلحظات.وتصور أحوال الناس وهي تجوب البلاد بحثا عن فرصة لجمع التمر أو حصاد الشلب أو زراعة بعض المحاصيل لا استفاد أنفسهم من سوط الحصا رين الداخلي والخارجي فمن الداخل جفاف الاهوار وتضييق فرص العمل والمطاردة والفقر وكذلك اخذ الرشا والإتاوات المستمرة, ومن الخارج الحصار القاسي الذي كان يمارس ضد العراق كله وهم جزءا منه.ان جحيم الجنوب كبير ولا تكفيه الأسطر والحديث عن معاناة أهلنا في الجنوب ستبقى صرخة استغاثة واسترحام الى كل من لديه إحساس بالإنسانية ان يتدارك الجنوب وأهله ويوليهم الاهتمام الحقيقي الذي يستحقونه , والمهمة الثانية لهذه الأسطر أنها رسالة أمل وتفاؤل الى أهلنا في الجنوب مضمونها , ان الظلم لا يدوم ولابد لليل الطغاة ان ينجلي ويظهر النهار مشرقا...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك