بقلم .. رضا السيد
منذ فجر التاريخ والعراقيون يعيشون فيما بينهم بشكل طبيعي ومتفاعل ، لان القواسم المشتركة التي تربطهم كثيرة ومتعددة بغض النظر عن الدين والمذهب والقومية والعرق إلى ما شاكل ذلك .فالمصلحة الوطنية والأرض المشتركة كانت من اكبر تلك القواسم التي يرتبط بها الشعب العراقي مع بعضهم البعض ، وبالتالي فهم مصداق لقول أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) " الناس صنفان فما أخ لك في الدين او نضير لك في الخلق " . وهذه المقولة من أروع وابلغ القوانين التي تعتبر الناس سواسية ، وتؤكد على إن انتمائهم لا يجب أن يكون وفقا للقومية او للمذهب بل لابد أن تكون الثوابت الإنسانية والوطنية هي الأساس الذي تقوم عليه المعايشة بين الجميع ، وهذا ما اقره الدستور العراقي الجديد . فما نريد أن نقوله هنا يتعلق بمدينة عراقية هي اصدق مثال لما تكلمن عنه لاحقا .. ألا وهي مدينة كركوك تلك المدينة التي تعتبر مصداقا حقيقيا للتنوع المذهبي والقومي والعرقي والديني . ولكنها الان وللأسف الشديد تعاني من مشكلة وأزمات كبيرة سببت الإرباك في هذه المدينة للجميع بل في العراق . فصراعات السياسيين العراقيين حول هذه المدينة راحت تؤثر بشكل سلبي على طبيعة العيش فيها إذ أنها تحوي على قوميات كثيرة أهمها القومية التركمانية والعربية والكردية بالإضافة إلى بعض الأقليات الأخرى التي لها ثقلها وتاريخها وهويتها العراقية , والتي عاشت على هذه الأرض منذ الآلف السنين وتعاملت بشكل طبيعي مع بعضها البعض . وألان فأن هناك خططا وأجندات معينة لا تريد لهذه المدينة الغنية بمواردها الطبيعية أن تستقر او أن تستثمر تلك الموارد في خدمة أبناءها . وهناك من يريد أن يجعل تلك المدينة حكرا على مكون معين ويدعي بأنها ملكه الشخصي او بمعنى أخر أنها تخص أبناء قوميته ، ناسيا او متناسيا إن هذه المدينة بما لها من ثوابت وتاريخ كبير لا يمكن أن تخضع لأهواء وإرادات بعض السياسيين الذين ربما يبحثون عن أي وسيلة لنيل ما يخدم أجندتهم .؟ لذا فعلى كل من يحدثون أنفسهم بان مدينة كركوك تابعة لهم أن يعلموا جيدا ويوطنوا أنفسهم إن مدينة كركوك هي مدينة عراقية ( خالصة ) لا تخص مكون دون غيره بل هي للجميع أكرادا وتركمانا وعربا وأقليات . لهم جميعا نفس الحقوق وعليهم كلهم نفس الواجبات
https://telegram.me/buratha