سعد البصري
ربما إن المرحلة القادمة التي ستمر بالعراق ، ستكون الأصعب على مر تاريخه ، لان من يستقرئ الوضع الحالي الذي يعيشه العراق بمشهده العام لا يتفاءل بأن هناك انفراج في اغلب الأزمات التي تمر بالعراق الان.فهناك هجمة شعواء يتعرض لها العراق وللأسف الشديد ، وان الكثيرين لا يعون حجم هذه الهجمة ويتعاملون مع الأمور حسب آنيتها ووقت حدوثها ولا يفكرون بما قد يمر بالعراق خلال المرحلة القادمة كون المشهد السياسي العراقي قد طغى على جميع المشاهد ، فالكثير من الجوانب الحيوية بالعراق معرضة للخطر. ولكن أهم ما يتعرض للخطر الان في العراق الان هو الإنسان ( المواطن العراقي ) بكافة أطيافه ومذاهبه وقومياته إذ إن الهجمة المنظمة القادمة لا تفرق بين عراقي وأخر . فالتنظيمات الإرهابية التي أعلن عن تعرضها لضربات قوية ومتواصلة من قبل القوات الأمنية العراقية تعود الان لتلمم أطرافها وترتب أوراقها وفق عمل منظم وعلى جانب عالي من التنسيق ، وهي بذلك تتهيأ لتعاود نشاطها بشكل جديد وأكثر تأثيرا على الوضع العراقي ككل والحكومة العراقية ( المنتخبة ) على وجه الخصوص . فالعمليات القادمة وكما أفادت به التقارير والمعلومات ستكون نوعية أكثر مما هي عددية ، بالإضافة إلى استخدام طريقة جديدة في إدارة وتنفيذ العمليات الإرهابية الجبانة وهي ( العمليات التكنولوجية ) او ما يطلق عليها الان ( الجيل الثالث ) الأكثر تطورا من سابقيه . ففي وقت شاطر الأميركيون الرواية المحلية العراقية عن تفكك القاعدة وبداية انهيارها ، فوجئ الجميع بعمليات نوعية كتفجير المباني الحكومية في الانبار، في سيناريو مكرر للمرة العاشرة بذات الطريقة . وكذلك تفجير انتحاري يستهدف مجلس عزاء في منطقة بعيدة عن مركز مدينة الحلة لكنها قريبة جدا من نقطة تفتيش رسمية. ثم تفجير مركز للشرطة واحتجاز قادته كرهائن في منطقة بعيدة أيضا عن مركز محافظة الانبار. وخلال هذه الأحداث، كُشِفَ النقاب عن تحول جديد في تنظيم القاعدة يشير إلى انقراض ما يسمى بالجيل الثاني من القيادات وظهور جيل ثالث زعم صحافيون ومحللون سياسيون إنهم من ( الشباب الذكي) والذي يجيد الاختباء والتخفي، في أشارة أولية على إن الخصم الجديد لن يكون سهلا. فالجيل الثالث قصة مختلفة تماما ، وعلى الأجهزة الأمنية العراقية أن تكيف عقليتها وتوحد جهودها وتنظم صفوفها مع التطور النوعي الذي يتأتى من قدومهم إلى مشهد التنظيم . فهذا الجيل يضم الأحداث من ذوي قتلى قيادات وعناصر القاعدة من الجيلين الأول والثاني الذين قتلوا خلال العمليات المسلحة التي شهدتها المناطق الساخنة والتي كانت تضم خلايا إرهابية في بعض المحافظات العراقية . ووان أكثر ما يميز هذا الجيل هو إن القيادة الجديدة مجهولة بالنسبة لعناصر الأمن العراقيين، إذ لم يكن لديهم نشاط علني في العمليات المسلحة، وهم من الشباب الذين يمتلكون قدرات علمية واسعة كإتقان التكنولوجيا والخبرة في استثمار الإعلام، والقدرة على التواصل مع المجتمع من دون التعرف على خطورتهم أو أهدافهم . الذي افهمه من كل هذا إن على القيادات المسؤولة عن الملف الأمني في العراق بكل تفرعاته أن تنتبه جيدا للخطر القادم والعمل على ابتكار وإبداع خطط جديدة وحديثة ومواكبة لما يقوم به العدو لان ( الحذر ربما يقي من القدر ) وهذه المسؤولية لا تخص جهة دون أخرى او مكون دون غيره بل إن هذا الموضوع يهم جميع العراقيين ولابد على الجميع أن يساهموا في حماية وامن البلاد ، كما لابد على الجميع أن يتعاونوا على كشف أي مخطط من شأنه إرباك الوضع الأمني في العراق .
https://telegram.me/buratha