الكاتب ..عمران الواسطي
قال تعالى (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ ) صدق الله العظيمان التكلم عن مثل هؤلاء الرجال ، هو التكلم عن طريق ذات الشوكة الذي يتعهد على كل من يسير فيه أن يكون متهيئا لما يصيبه في كل لحظة ، ويضع الموت بكل أشكاله وخصوصا ( الغادر ) منه نصب عينيه . وتاريخ العراق يشهد على إن الكثيرين من الأفذاذ والقادة والعلماء والمراجع ووكلاء ومعتمدي المراجع قد قضوا نحبهم في هذا الطريق وبشكل متعاقب وبشتى أنواع القتل . فالكثير من المؤمنين كان الموت بانتظارهم على يد النظام البائد وجلاوزته في السجون والمعتقلات ، كما حدث لسماحة السيد محمد باقر الصدر ( قدس ) وعشرات الآلاف غيره عندما رفض الانصياع لأوامر الطغاة، وتارة أخرى يكون بالغدر بواسطة الصفقات والاتفاقات على تصفية شخصية دينية او علمية معينة حتى لو كانت تلك الشخصية خارج العراق كما هو الحال في السيد محمد مهدي الحكيم ( قدس ) وغيره الكثيرون من العقول العراقية . ومرة ثالثة يكون القتل بواسطة الجلاوزة البعثيين الذين كانوا لا يتوانون في تقديم وإظهار ولائهم للنظام البائد خوفا وطمعا ، فكانوا هم يد ذلك النظام التي يبطش بها من خلال قيامهم بقتل العلماء والمراجع بشكل يندى له جبين الإنسانية كما حدث في قتل المرجع الشيخ مرتضى البروجردي والشيخ علي الغروي ( رضوان اله عليهما ) وغيرهم من فضلاء وعلماء الحوزة العلمية في النجف الاشرف .ويستمر مسلسل الغدر ويطول طريق ذات الشوكة ليصل إلى سماحة السيد محمد صادق الصدر عندما تم اغتياله بطريقة مفبركة ومدروسة هو ونجليه ( قدس ) . ومرة رابعة يكون القتل على أيادي خفية وغير معلومة التوجهات ، أيادي إرهابية لا تريد لهذا البلد الخير وسعت منذ سقوط الطاغية إلى رصد الأموال والإمكانيات في سبيل ضرب الشخصية العراقية بكل أشكالها وعلى رأسها علماء ومراجع الدين ، بحيث شهد العراق موجة كبيرة لتصفية العلماء والعقول العراقية في مختلف الاختصاصات والعلوم ، . ولكن أكثر ما يميز تلك الجرائم النكراء هو اختيارهم لعلماء الدين والسعي ورائهم بدون كلل او ملل . فذهب ضحية تلك الأعمال الإرهابية الجبانة والمدبرة عددا ليس بالقليل من القادة والعلماء والمجتهدين هذه الأعمال التي كان رأسها تنفيذ المؤامرة الدنية التي طالت سماحة السيد محمد باقر الحكيم ( قدس ) والثلة المؤمنة التي كانت تصلي في حرم الإمام علي ( عليه السلام ) ، وهكذا يستمر هذا الطريق ومعه يستمر مسلسل الاغتيالات والقتل وها نحن نشيع عالما أخرا ومعتمدا من معتمدي المرجعية العليا وهو الشيخ ( مهند المعمار ) رحمه الله تعالى ، الذي طالته أيادي الغدر والخيانة بعد تأديته لصلاتي المغرب والعشاء في احد مساجد مدينة كربلاء المقدسة ليلتحق بركب الشهداء الإحياء .اعتقد إن مثل هذه الأعمال الإجرامية الجبانة وغيرها من الأفعال الشنيعة التي لا تمت لا للدين ولا للإنسانية بصلة سوف لن تفت من عزم الشعب العراقي بل ستكون حافزا ومنطلقا لتقديم قوافل أخرى من الشهداء في سبيل نصرة الحق وإعلاء كلمته . قال تعالى ( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تبديلا ) صدق الله العظيم
https://telegram.me/buratha