المقالات

اغتيال ام احتيال ‼

665 13:29:00 2011-10-14

ابو هاني الشمري

كلنا يتذكر الحملات الاعلامية والدبلوماسية التي شنتها الولايات المتحدة على الدول التي تقف بالضد من نهجها الاستفزازي ... فتدمير العراق بعد ان ادى رئيسه السابق المقبور الدور المطلوب منه بالتمام كان من اولوياتها لانه اصبح يشكل خطرا على مصالحها ...فكانت حملتها الدولية المعروفة حول تصنيع العراق للاسلحة الكيمياوية والبايولوجية كافية لتوضيح وجهة نظرنا... والحملة التي قادتها وتقودها حاليا ضد العديد من الدول يندرج تحت فقرة تقوم بتضخيمها ومن ثم جعلها المنطلق لتحشيد الدعم الدولي وبالتالي البدء بأصدار قرارات مجحفة تحت مظلة الامم المتحدة وعن طريق صفقات سياسية مع الدول الكبرى اولا واستحصال موافقة الدول التي تسير تحت سوطها ثانيا.هذا هو النهج الذي تتبعه حسبما يراه كل المراقبين لسياسة الولايات المتحدة مع اعدائها.بالامس قامت الدنيا ولم تقعد على ايران ... لانها خططت لاغتيال السفير السعودي في الولايات المتحدة كما تقول التقارير الاستخبارية الامريكية‼المثير في هذا الخبر السخيف والغبي هو ان اميركا تريد ان تحشد الدول من اجل استصدار المزيد من العقوبات على ايران‼وهنا تبرز العديد من التساؤلات امام المتتبع لهذه الامور السياسية لكي يصل الى نتيجة منطقية ... ومن هذه التساؤلات سؤالين مهميناولهما ... لماذا اختارت الولايات المتحدة السفير السعودي وليس الاسرائيلي مثلا لكي تتهم ايران بالتخطيط لاغتياله؟وثانيهما ... لماذا تخطط ايران لاغتيال السفير السعودي في الولايات المتحدة الامريكية وليس في دولة اخرى مثلا؟جواب السؤال الاول يكمن وراءه كسب ود الدول العربية (الخليجية بالذات) من اجل تحشيد دولي لاستصدار عقوبات اخرى على ايران لانه لو كان السيناريو اغتيال السفير الاسرائيلي مثلا فان هكذا خبر لن يأخذ صداه داخل المنظومة العربية وبالتالي سيكون مصيره الفشل .. الامر الآخر هو ان ايران تعدت الخطوط الحمراء للدول الصناعية ... فهي قد اصبحت على اسوأ الاحتمالات مكتفية صناعيا .. واكبر دليل على ذلك هو حينما اصدر مجلس الامن قرارات بمنع تصدير بعض التكنولوجيا الى ايران ومنها النفطية حدثت بعض الارباكات داخل ذلك البلد في بداية القرار مما ادى الى شحة بعض المشتقات النفطية ومنها البنزين ولكن سرعان ما قامت بأنشاء اكبر مصفى في منطقة عبادان قضى على الشحة نهائيا ‼ هذه الطفرات الصناعية الايرانية اضافة الى ولوجها عالم الصناعات التكنولوجية المتقدمة كالفضاء والصناعات العسكرية والذرية جعلها الهاجس الكبير الذي يؤرق امريكا وربيبتها اسرائيل حينما وجدت ان القرارت السابقة التي استصدرتها من داخل قبة مجلس الامن ضد ايران غير كافية ... لذلك بات من الضروري استصدار المزيد من القرارات وخصوصا اذا ماعرفنا ان هناك لوبي صهيوني مؤثر داخل المؤسسة السياسية الامريكية يدفع باتجاه المواجهة ضد ايران.اما الاجابة عن السؤال الثاني فهو حتما لاتاحة الفرصة للولايات المتحدة وليس غيرها كي تتخذ الاجراءات الضرورية من العقوبات والتحرك نحو الدول الاخرى لتحقيق هذا الهدف وربما التنسيق مع مملكة آل سعود من اجل شن هجمات ومن داخل اراضي المملكة ضد اهداف ايرانية محددة كالمفاعل النووي الايراني مثلا ومن خلال هذا العذر السخيف‼ وبحكم القرب من ايران ...ذلك لان مملكة آل سعود لها شريط حدودي طويل على الجانب الاخر من الخليج العربي مع ايران.فإذا كان السيناريو هو اغتيال السفير في دولة اخرى غير امريكا فحتما سوف لن تكون هناك فرصة للولايات المتحدة للتحرك بحرية كما هي عليه الان‼الحملة اولا بدأت باعلان اميركا الخبر ومن بعده تحركت مملكة ابن سعود ومن خلال وزير خارجيتها الذي قال ((ان شعار ايران هو اما ان تكون معي او انك عدوي ‼) وهذا القول هو بالضبط الفكر الذي تغذيه المؤسسة الدينية السعودية لاتباعها داخل المملكة وخارجها وليس ايران كما هو معروف للجميع .. ويبدو ان وزير خارجية مملكة آل سعود صار يتهم غيره بما يملكه من بضاعة كاسدة .. وهذه بداية غير موفقة لحملة الاغتيال المزعومة...التحرك الآخر كان نحو الجامعة العربية من اجل كسب ود اعضائها للوقوف بوجه تلك المؤامرة المزعومة... وتصريحات ممثل المملكة صارت تعاد كل حين عبر وسائل الاعلام وبالخصوص قناتي العربية والجزيرة اللتين تغذيهما الانظمة الخليجية في السعودية وقطر على التوالي . اما الولايات المتحدة فقد سبقت السعودية بالتحرك نحو دول الاتحاد الاوربي والدول التي لها تأثير في مجلس الامن بل وقامت بمنع التعامل مع بعض (البنوكـ) الايرانية حسب ماتشير الاخبار كبداية لتوسيع حملة العقوبات التي تريد فرضها على ايران. ولكي نحلل مصير هذه الحملة الامريكية السعودية الجديدة ضد ايران يجب ان نتذكر ان السفير السعودي في امريكا حي يرزق (اطال الله في عمره المخزي وعمر جلالة طويل العمر ابو متعب‼) ولم تطلق عليه رصاصة واحدة او تفجر عليه قنبلة او يشتمه شخص ايراني حينما يمر موكبه في شوارع الولايات المتحدة الامريكية ... فهل ستقوم الدنيا ولا تقعد ويجتمع مجلس الامن وتتحرك الدول على نية مزعومة لايران باغتيال السفير السعودي وليس هناك من احد خدش السفير او خدش كرامته التي تمتهنها امريكا بهذا الاسلوب المستهجن والذي يجبر السفير وحكومته على الكذب من اجل كسب ود ورضا امريكا‼الامر الآخر المهم هو ان العالم كله يعرف ان هناك مشاكل كثيرة بين الولايات المتحدة الامريكية ومملكة ال سعود من جهة وبين ايران من جهة اخرى فهل من المنطقي ان تقوم ايران بهذه المحاولة التي لو ارادت فعلها كما تزعم امريكا فهذا بلا شك يدل على تهور ورعونه وهو مالم نلمسه في سياسية ايران لانها في موقف الاتهام دائما من قبل امريكا ومؤيديها فليس من المعقول ان تقدم على مغامرة كهذه وعمليات اغتيال المسؤولين ليست من شيم المؤسسة الحكومية الايرانية كما هو بين من تصرفاتها طيلة حكمها الذي امتد الى اكثر من 30 عاما ‼ اضف الى ذلك هو ان امريكا تدعي ان هنالك شخصين ايرانيان خططا لتلك العملية المزعومة ... احد هذين الشخصين هو من اشد المعارضين لنظام الحكم الحالي في ايران بل وخرج في العديد من التظاهرات في الولايات المتحدة ضد النظام الحالي ومنذ العام 2001 وهناك ادلة مصورة لهذا الشخص وهو يشارك في تظاهرات مناهضة ضدهم تمتلكها الحكومة الايرانية كما اشارت بعض الشخصيات في لقاءات متلفزة‼ .... فلماذا ينقلب هكذا شخص معارض للحكومة بين ليلة وضحاها ضد امريكا ويتبع مخطط الحكومة الايرانية في محاولة اغتيال السفير المزعومة‼! وهل ان جهاز الاستخبارت الايراني من القوة بحيث يخترق المنظومة الاستخبارية الامريكية ويخطط ويتآمر داخل الولايات المتحدة طيلة هذه الفترة رغم انه لاتوجد سفارة ايرانية هناك لكي تدعم هكذا تحرك استخباري على اقل الاحتمالات.. مملكة آل سعود باتت تخاف الربيع العربي الذي اصبح يقض لها مضجعها فهي لم تزل تحارب كل الثورات العربية ضد حكامها (كما فعلت مع ثورة تونس ومصر والبحرين) عدا حكومة بشار لسبب طائفي معروف... حتى وصل بها الحال الى ان ترسل قواتها الى البحرين لاخماد ثورة شعبها الشيعي ضد حكومته المتهرئة وهو خط احمر فعلته مقابل سكوت الديمقراطية الامريكية عن ذلك والذي له ثمن يجب ان تدفعه حكومة آل سعود (قد آن اوانه) خوفا على سقوط هذا النظام المدجن لمصالحها‼ وها هي اليوم تدفع الثمن حينما تدخل في غمار هذا المخطط الامريكي الذي سوف لن يحظى بتأييد دولي متوقع لانه سخيف التخطيط والفكرة ولم يتقبله حتى المواطن الامريكي نفسه ... وربما ستغامر مع امريكا بأستخدام قواعدها لضرب ايران من داخل اراضيها وهو امر ستندم عليه تلك الممكلة وخصوصا وان المنطقة لاتحتمل اي حرب حتى وان كانت محدودة

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور شريف العراقي
2011-10-15
عدو عدوي صديقي
د. ام حسنين
2011-10-14
تتعرض بعض الدول الاسلامية منها ايران واخواتها حملات شرسة بدأت بتمثلية مضحكةمبكية نعلم سناريوه لكن المبكي هناك عقول غبية طائفية حتى القذارةيااخي الشمري واللّه لاتوجد كلمة اصف هولاء الحمير من دول العربان.الذي يحزنني لماذاهولاء يتلذون بسفك دماء الابرياء؟ لي صديقة اقول لها كل مشاكل الدنيا منكم تضحك انا معكِ! لكن انتم اناسكم دمويين؟ فقلت لها على اساس انتم ملائكة. انتم على مصالحكم تقتلون شعوب، وترين اليوم العراق خير مثال منذ عقود والدماء تسيل دون توقف الايكفيكم ذلك؟ اقول ربما هذا صحيحا العلة فينا.صدام
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك