المقالات

اعطني بيتا اسكنه .. ودعني اركب حمارا

738 17:27:00 2011-10-14

عبد الكريم ابراهيم

في مطلع ثمانينيات القرن الماضي ، بدأ يُطرح الى الواجهة مشروع ( مترو بغداد ) الذي يعول له نقل العاصمة الى مطاف الدول المتقدمة ،وبين فترة واخرى يعرض التلفزيون الحكومي في وقتها خرائط وتصاميم المشروع المقترح ،وقائمة اسماء الشركات التي ستقوم بتنفيذه . بعد ذلك اختفت اوراق المشروع في زحمة الصرعات الخارجية وجنون الحروب التي ابتلي بها العراق ، ليعاود الظهور بقوة قبل سنوات قليلة ، لكن هذه المرة بشكل مختلف ، حيث تم تحديد مسار خطوط ( المترو ) ومحطات الانطلاق والتوقف فضلا عن الشركة التي يقع عليها اعداد تصاميم هذا المشروع العملاق المؤمل منه حلّ ازمة النقل والاختناقات المروية التي تعاني منها العاصمة بغداد . المشروع بحد ذاته امنية يحلم بها البغداديون منذ عقود طويلة ، يجعل من مدينتهم واجهة حضارية وينتشلها من سنوات الاهمال والضياع المتعاقبة . في المقابل يرد بعض الذين اكتووا بنار ازمة السكن : ان من الافضل للحكومة في هذا الوقت التفكير في حل اخطر عقدة تواجه العراقيين الا وهي ايجاد مكان ملائم للسكن كما نص الدستور العراقي في احدى بنوده . بعض المعترضين على مثل هذه المشاريع يعللون اعتراضهم ان مجرد التفكير في طرح ( مترو بغداد ) هو نوع من الترف الاجتماعي الذي لم نصل له بعد في ظل وجود ازمات بل كوارث كالقنابل الموقوتة لاتعرف متى تنفجر ،وعلاج مثل هذه المشكلات اولى من مسائلة النقل . ربما يكون الحق مع هؤلاء - في الوقت الحالي على اقل تقدير- لان العراق بحاجة الى الانتقال في حلّ المشكلات المستعصية من الاكثر اهمية حتى نصل الى الادنى . التفكير التدريجي في معالجة القضايا المصيرية واضفاء سمة العقلانية عليها هي التي يجب ان تسود خططنا الفكرية ؛لان القفز وطرح مشاريع جديدة لايمكن ان يفهم الا انه نوع من ترحيل للمشكلة ، او بالاحرى الهرب منها الى اخرى ،وعدم مواجهتها . بعد ان نتخطى مشكلات السكن وطفح المجاري ومدارس الطين والبطالة وجيش الارامل الذي يبحث عن معين ، عندها يحق لنا ان نحلم باشياء جميلة كـ(مترو بغداد ) و (عشرة في عشرة ) وهذا الحلم الاخير اصيب بداء الخرس بعد ان حول ( الشط الى مركه والكصب خواشيك ) .اليوم اهم شيء يفكر فيه العراقي هو السكن بعد ان انشطرت اغلب البيوت الى انصاف وارباع قطع ،ولم تستطع حتى قروض الاسكان حل المشكلة ، بل ان طرح مثل هذه الحلول في الوقت الراهن سيزيد من مرارة الواقع العراقي . هذه المشكلة لاتعالج بضخ الاموال في ظل غياب اهم عنصر يمكن الاستناد اليه وهو قطعة الارض . الحل ياتي من خلال تخصيص الاراضي لشرائح معينة ولاسيما في المحافظات لفك الاختناق السكاني الحاصل في العاصمة ،وقطع دابر الروتين الذي يأكل كل منجز يلوح في الافق .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
العراقي1
2011-10-15
العراق اغلب اراضيه فارغه صحراء طويله عريضه ويمكن لهذه المساحات الارضيه الفارغه ان تسكن فيها مئات الملايين من البشر لكن لاحياة لمن تنادي -حكومه بخيله جبانه وضعيفه وشعب اغلبه نائم اسعار الاراضي والبيوت في العراق خياليه قياسا الارقى دول العالم كان من المفروض وعلى كثرة اراضي العراق الفارغه بلد صحراوي ان تكون اسعار الاراضي والبيوت ارخص من كل دول الجوار وغيرها لان العراق الخدمات فيها يقارب الصفر على الهاويه بينما ترى في بلدان فيها الخدمات اكثر من 90% واسعار البيوت والاراضي فيها هي ربع اسعار العراق
الدكتور شريف العراقي
2011-10-15
على الحكومة توفير مواد البناء باسعار رخيصة
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك