المقالات

اعطني بيتا اسكنه .. ودعني اركب حمارا

802 17:27:00 2011-10-14

عبد الكريم ابراهيم

في مطلع ثمانينيات القرن الماضي ، بدأ يُطرح الى الواجهة مشروع ( مترو بغداد ) الذي يعول له نقل العاصمة الى مطاف الدول المتقدمة ،وبين فترة واخرى يعرض التلفزيون الحكومي في وقتها خرائط وتصاميم المشروع المقترح ،وقائمة اسماء الشركات التي ستقوم بتنفيذه . بعد ذلك اختفت اوراق المشروع في زحمة الصرعات الخارجية وجنون الحروب التي ابتلي بها العراق ، ليعاود الظهور بقوة قبل سنوات قليلة ، لكن هذه المرة بشكل مختلف ، حيث تم تحديد مسار خطوط ( المترو ) ومحطات الانطلاق والتوقف فضلا عن الشركة التي يقع عليها اعداد تصاميم هذا المشروع العملاق المؤمل منه حلّ ازمة النقل والاختناقات المروية التي تعاني منها العاصمة بغداد . المشروع بحد ذاته امنية يحلم بها البغداديون منذ عقود طويلة ، يجعل من مدينتهم واجهة حضارية وينتشلها من سنوات الاهمال والضياع المتعاقبة . في المقابل يرد بعض الذين اكتووا بنار ازمة السكن : ان من الافضل للحكومة في هذا الوقت التفكير في حل اخطر عقدة تواجه العراقيين الا وهي ايجاد مكان ملائم للسكن كما نص الدستور العراقي في احدى بنوده . بعض المعترضين على مثل هذه المشاريع يعللون اعتراضهم ان مجرد التفكير في طرح ( مترو بغداد ) هو نوع من الترف الاجتماعي الذي لم نصل له بعد في ظل وجود ازمات بل كوارث كالقنابل الموقوتة لاتعرف متى تنفجر ،وعلاج مثل هذه المشكلات اولى من مسائلة النقل . ربما يكون الحق مع هؤلاء - في الوقت الحالي على اقل تقدير- لان العراق بحاجة الى الانتقال في حلّ المشكلات المستعصية من الاكثر اهمية حتى نصل الى الادنى . التفكير التدريجي في معالجة القضايا المصيرية واضفاء سمة العقلانية عليها هي التي يجب ان تسود خططنا الفكرية ؛لان القفز وطرح مشاريع جديدة لايمكن ان يفهم الا انه نوع من ترحيل للمشكلة ، او بالاحرى الهرب منها الى اخرى ،وعدم مواجهتها . بعد ان نتخطى مشكلات السكن وطفح المجاري ومدارس الطين والبطالة وجيش الارامل الذي يبحث عن معين ، عندها يحق لنا ان نحلم باشياء جميلة كـ(مترو بغداد ) و (عشرة في عشرة ) وهذا الحلم الاخير اصيب بداء الخرس بعد ان حول ( الشط الى مركه والكصب خواشيك ) .اليوم اهم شيء يفكر فيه العراقي هو السكن بعد ان انشطرت اغلب البيوت الى انصاف وارباع قطع ،ولم تستطع حتى قروض الاسكان حل المشكلة ، بل ان طرح مثل هذه الحلول في الوقت الراهن سيزيد من مرارة الواقع العراقي . هذه المشكلة لاتعالج بضخ الاموال في ظل غياب اهم عنصر يمكن الاستناد اليه وهو قطعة الارض . الحل ياتي من خلال تخصيص الاراضي لشرائح معينة ولاسيما في المحافظات لفك الاختناق السكاني الحاصل في العاصمة ،وقطع دابر الروتين الذي يأكل كل منجز يلوح في الافق .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
العراقي1
2011-10-15
العراق اغلب اراضيه فارغه صحراء طويله عريضه ويمكن لهذه المساحات الارضيه الفارغه ان تسكن فيها مئات الملايين من البشر لكن لاحياة لمن تنادي -حكومه بخيله جبانه وضعيفه وشعب اغلبه نائم اسعار الاراضي والبيوت في العراق خياليه قياسا الارقى دول العالم كان من المفروض وعلى كثرة اراضي العراق الفارغه بلد صحراوي ان تكون اسعار الاراضي والبيوت ارخص من كل دول الجوار وغيرها لان العراق الخدمات فيها يقارب الصفر على الهاويه بينما ترى في بلدان فيها الخدمات اكثر من 90% واسعار البيوت والاراضي فيها هي ربع اسعار العراق
الدكتور شريف العراقي
2011-10-15
على الحكومة توفير مواد البناء باسعار رخيصة
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك