بقلم: مصطفى ياسين
لم يعد هناك معيار يحتذا به أو مقياس يعمل على أساس بتحديد الأزمة الحقيقة من غيرها المفتعلة،وعند ضياع تلك الضوابط لا يستطيع احد من معرفة الأشخاص الذين يقفون خلف تلك الأزمات،وما هي دوافعهم..؟! لان مبدأ الاستئثار بالسلطة والمناصب تصاعد في داخل بعض الجهات ولدى الإفراد بالشكل لا يصدق ووصل الى درجة تحكم منابع السيطرة الأخرى بما هو ابعد من ذلك بكثير ,و حسن الظن لم يعد يحجز حيز في ذهنية المواطن,ليصل الى الهيمنة على العقل والإدراك ليداعب فيه الفكر واحتكار الواجهات الدينية والسياسية والاجتماعية,مما ولد طبقة منافقة استطاعت ان تفرض حضورها نتيجة الهالة الإعلامية المسخرة لهذا الغرض,و التي تحذوا في ركبها وفي مسيرتها ففي غمرة تداعيات خلط الأوراق السياسية والمذهبية , والتي يكمن خلفها لاعبون كبار وصغار تضامنوا معا من اجل هدف واحد , يقف المرء أحيانا مندهشا وهو يسمع ويرى ويلمس الأكاذيب والافتراءات التي يتم تسويقها في ساحتها العربية والعراقية خاصة ,حين نجد فيها العجب العجاب ,حينما يحلو للبعض (من داخل العملية السياسية ومن خارجها) ان يكيل الاتهامات والأباطيل والأكاذيب جزافا وبدون وجه حق , حتى يعتقد من يسمعهم إنهم يعيشون في كوكب أخر غير الأرض,أو دولة ما خارج العراق ودون ان يرف لهم جفن أو يتحرك لهم ضمير ,وأنى لهؤلاء ان يخجلوا من أنفسهم أو من الآخرين ,لقد أخذنا نسمع في الآونة الأخيرة إعادة لسيمفونية صدئه تفوح منها رائحة الكراهية والحقد والضغينة ,وتعزف على أوتار الفتنه الطائفية ,وذلك حينما بدأ المهرجون يلصقوا التهم والخزعبلات في تاريخ الأغلبية في العراق نازعين منهم تاريخهم وعروبتهم وإسلامهم وحتى عراقيتهم ،و لتطويق وقطع روافد الأفكار والمعتقدات الهدامة المنطلقة من مبدأ التكفير التي تبنته الأيدلوجية الوهابية ,وإدراكا منها الحاجة التسامح ورفض التطرف والإفراط في التزمت الديني ورفضا لجميع أشكال الإرهاب،والدكى من ذلك كله إننا لم نسمع ردا يرقى لمستوى وحجم الافتراءات ألمقدمه من قبل هؤلاء المرتزقة،ولا اعرف متى سيتم الرد عليهم وإيقاف لعبتهم القذرة ،وربما ان البعض يذهب في راية الى الاعتقاد بتركهم ومن منطلق(الباطل يموت بتركه) أو ان الرد على السفيه ليس بصحيح،ولكني أقول وما الضامن أنهم لن يؤثروا ويغرروا الآخرين، ولاسيما ان تجاربنا الماضية بدأت بنفس الطريقة والعلاج كان غائبا وكما يحدث اليوم،الم يحن الوقت لإيقاف تلك المزايدات الرخيصة في زمن لا يوجد في العراق ارخص من الدم فيه..
https://telegram.me/buratha