قاسم الخفاجي
لم ارد العودة لهذا الموضوع لولا بعض اللغط من هنا وهناك وهو امر طبيعي في خضم الجدل العارم الذي يجتاح العراق حاليا.اولا يجب القول ان الدول التي منحت الامريكيين الحصانة في 87 دولة ان هذه الدول واقعة تحت مستوى الاضطرار وليس العراق كذلك.اليابان دولة مهزومة من قبل اميركا بفعل حرب طاحنة بين الطرفين معروفة النتائج.نتج عنها توقيع اليابان على اتفاقية الهزيمة وبضمنها حق التواجد العسكري الامريكي مع الحصانة وقد تقبلت اليابان هذا الواقع المرير على مضض ولازالت تعاني منه لانه مفروض عليها.اما بقية الدول فهي اما دول صغيرة وبحاجة للحماية كقطر او دول تعيش فقرا مدقعا حيث تنال اعانات امريكية مجزية لاعالة سكانها كالاردن وفي كل تلكم الحالات لايخرج الامر عن الذل الصريح فمن يحميك او يبقيك على قيد الحياة فهو سيدك وانت عبده.ومن امثلة الشواهد على مصاديق الحصانة التي يتشبث بها الامريكيون هي انه في حالة ان جنديا امريكيا قتل وزيرا عراقيا او برلمانيا عراقيا او حتى رئيس جمهورية العراق .فلن يحاكم الجندي او يقبض عليه داخل العراق وانما يرسل الى اميركا لمحاكمته وهميا وعبر مسرحية معروفة الفصول والنتائج فهل يوجد عراقي صاحب كرامة يقبل هذا. ربما يقول البعض ان هذه افتراضات فاقول ان الكثير من هذه الافتراضات تحولت الى اهانات واقعية وقد وقعت بالفعل من قبل جنود امريكيين لنواب في المنطقة الخضراء قبل اعوام خلت لذا فلا عجب .وفي مثال اليابان شواهد حية حيث يقوم الجنود الامريكيون بين فترة واخرى باغتصاب فتيات يابانيات ولاتتمكن اليابان من محاكمة الجندي الغاصب لان الحصانة تحميه.وعندما يقوم الاهالي في جزيرة اوكيناوا بالتظاهر والمطالبة بتحصيل الجندي الغاصب يخرج اليهم ضابط امريكي قائلا لدينا الحصانة ولدينا اتفاق مسبق ولاجدوى من تظاهراتكم . فهل توجد غطرسة اقسى من هذا المستوى.واذا ما حوكم الجندي الامريكي في اميركا طبعا فليست اكثر من مسرحية فلو استحق المؤبد يحكم عليه بخمسة اشهر لا يقضي الانصفها في الحبس معززا مكرما.وقد حصل هذا الامر لجندي امريكي قتل عائلة عراقية كاملة ثم اغتصب فتاة قاصر من ضمن العائلة وقتلها . فحكم بالسجن لبضعة اشهر في مهزلة مخجلة وقد اطلق سراحه قبل ايام والقصة مشهورة.وكل اجراءات المحاكمة تمت في امريكا حيث ان القاتل استنادا للقانون الامريكي يفترض اما ان يعدم او يسجن مدى الحياة.اما العراق فمن حقه ان يفرض شروطه عند اصرار الامريكيين على البقاء وهم يعرفون الطريق الى الكويت وانا لم اذكر الحرب ولم ادع لها .بل قلت ولازلت اقول ان الامريكيين هم حماة ورعاة الكويت ولديهم السبل لشق الطرق باتجاه الحلول التي يرغبون عندما تتطلب الضرورة.وبما ان المنطقة تمر بمتغيرات هامة ويعاد تشكيلها فمن مصلحة اميركا ان تعيد الكويت للعراق ضمن نظام ديمقراطي دستوري. يؤمن شراكة اقتصادية حقيقية للكويت والعراق ويؤسس لمستقبل مشرق وامل واعد لدولة قوية ومهابة. فكل شئ يحدث سلميا وضمن حدود المنطق والعقل والعالم يتغير ولاشئ ثابت اذا ما علمنا ان المصالح هي من تقود الدول والشعوب سواء الصغيرة منها او الكبيرة. اذا كنتم تريدون اتخاذ بلدنا مركزا للتجسس على دول اخرى فيجب ان يكون لذلك ثمن مناسب نقرره نحن لاانتم. ايها الامريكيون اعيدوا الينا كويتنا فعندذاك فقط يكون للصداقة طعم معكم و تتحقق لدينا مصداقيتكم ان فعلتم ولن تعجزكم الوسائل فلديكم لكل باب الف مفتاح.قاسم الخفاجي- ماجستير علوم سياسية
https://telegram.me/buratha