الكاتب:عمار احمد
تنظر وتتابع المرجعية الدينية بقلق واستياء وعدم رضى عن الواقع القائم في البلاد بجوانبه السياسية والامنية والاجتماعية، وقد عبرت المرجعية عن مواقفها ورؤاها حيال ذلك الواقع في مناسبات عديدة، وافصحت عن الحلول التي تراها صحيحة ومطلوبة بعيدا عن المجاملة والمحاباة لهذا الطرف او ذاك. وفي كل اسبوع وبالتحديد في خطب صلاة الجمعة تطرح كثير من المسائل المهمة والخطيرة والحساسة من قبل الخطباء وتطرح ايضا الحلول المناسبة والواقعية. والتراجعات الكبيرة في الاوضاع الامنية في الاونة الاخيرة جعلت هذا الموضوع يتصدر بقية الموضوعات في اغلب خطب ائمة الجمعة.معتمد المرجعية الدينية في محافظة كربلاء المقدسة السيد احمد الصافي يقول في خطبة الجمعة الاخيرة (إن المسألة الأمنية يمكن أن تُحل ولكنها تحتاج إلى مجموعة مقومات ومجموعة أشخاص يتبنون الحل حقيقة، والذين يذهبون إلى إن المسألة الأمنية لا تُحل فأعتقد إن هذا كلام غير صحيح، ويمكن أن يقال بهذا الصدد إن المشكلة الأمنية لا يراد لها أن تُحَل ؟! أي إن هناك عناصر خارج أو داخل اللعبة السياسية تريد أن يبقى الملف الأمني على ما هو عليه). ويضيف السيد الصافي قائلا (إن الجريمة الآن بدأت تنتظم أكثر وبدأت التفجيرات والاغتيالات تأخذ جانبا علميا دقيقا واستهدفت شخصيات متنوعة، ولا يخفى إن هناك أيادي خفية وذكية تحرك هذا الموضوع، فأما أن يعبر الإرهابي نقاط تفتيش مثلا ً أو يتعاون مع بعض نقاط التفتيش أو يكون جزءا من أجهزة متنفذة بالدولة ويهيئ لهذه الحالة الإجرامية.. وهناك حالة أخرى يظهر منها إن هناك تدريب من الدرجة الأولى واستعداد وتبني واضح لمثل هكذا عمليات نوعية لإرباك الوضع الأمني. والخلل الذي بات الجميع يشخصه بدقة يرتبط بعوامل مختلفة منها بقاء المواقع الامنية العليا شاغرة، وضعف القيادات الامنية وعدم نزاهة البعض منها، واستشراء الفساد في مختلف المؤسسات، ناهيك عن الازمة السياسية المزمنة والمستفحلة في البلاد. ومثلما يقول السيد الصافي إن العراق يمر بمرحلة خطيرة وتعاطي الأجهزة الأمنية تارة نقول إنها مستعدة لمكافحة الجريمة المنظمة وتارة لا نقول كذلك، وعدم وضوح الموقف الأمني يرجع إلى تصريحات متضاربة من قبل الكتل السياسية ولابد هنا أن نصل إلى حالة نقول فيها إلى هنا ويكفي !! لابد أن يكون الإخوة بمستوى المسؤولية .. وان هذه المسألة أصبح الكلام فيها نفعه ُ قليل جداً وغير مجدي. من المسؤول عن ذلك ؟ ومن هي الجهة التي تضطلع بالمسؤولية ؟! نحن بحاجة إلى أن يخرج إلينا احد المسؤولين ويقول نعم أنا أتحمل الإخفاقات الأمنية لأنني لم اهتم بهذه المسؤولية بالشكل الجيد ... لم نرى مسؤولا يقول أنا أتحمل المسؤولية. واذا كانت اعداد قوات الجيش والشرطة الامن والاستخبارات تتنامى وتتزايد بأستمرار من اجل تحسين الاوضاع الامنية فأن مايجدر قوله هنا هو ان الامن لايقتصر على زيادة اعداد المنتسبين وشراء الاسلحة ونشر السيطرات ونقاط التفتيش في الشوارع والازقة والمدن واشاعة اجواء العسكر، وانما لابد من وجود الخطط والعقليات والسياقات الامنية، وتقوية الجانب الاستخباراتي. اذ (اننا نحتاج إلى صناعة أمن والآن الأمن صناعة علمية .. فالعراق مساحته مساحة صغيرة مقارنة بدول العالم .. علينا إن نستفيد من خبرات الآخرين لتطوير الجانب الأمني.. كيف نستطيع أن نصنع شخص أمني؟ اصنعوا كفاءات أمنية يحافظون على أرواح الناس.. مثلا ً هذه نقاط التفتيش من المسؤول عنها وعن الأشخاص الموجودين فيها وأنا لا أقصد هنا نقاط تفتيش المناطق الحساسة في الدولة وإنما اقصد كل النقاط التي تبدأ في الحدود إلى أعمق نقطة في البلد، من المسؤول عن هذه القضية ؟).. هذا مايقوله ويتساءل عنه السيد احمد الصافي وكل ذلك معقول ويجب ان تكون هناك اجوبة وتوضيحات مقنعة وعملية عنه.وحلول ومعالجات، والا فأن التراجع والتدهور ستواصل ويستمر.
https://telegram.me/buratha