نكاد نطرق ابواب عقد من زمن الخلاص من اصفاد الطاغية ولنجد معاصمنا مكبلة باصفاد اخرى وهي هذه المرة تحمل ختم صنع في العراق بدلا من صنع في امريكا ! نعم هذه هي حقيقتنا صرنا نلمسها بايدينا نحن من يرفض الحرية وبيننا ابو الاحرار ونحن من يرفض المروءة وهي تجاور ابو الفضل العباس ونحن من يرفض العزة وهي تتلألأ عند أمير المؤمنين نحن دون سائر البشر من تحيطنا مكارم الاخلاق ولا ننهل منها الا القليل .
لن اجعل المقال تعدادا لسلبياتنا لاني اخشى على حاسوبي ان ينفجر غيضا فلقد نفذت عندي اعذار الكسلى من ابناء شعبي فثمان سنوات وكما قلت من قبل كافية لتجعل من اللاشيء شيء .
اليوم احببت ان انشر عمل لجنود مجهولين أثروا ان يصححوا ما افسده الدهر على الرغم من ثقل المسوؤلية وربما نعجب عندما نعرف انهن من الجنس اللطيف ، نساء على قدر عالي من المسؤولية والتوجه لكل ما من شأنه ان يحارب عقيدتهن وهن لسن من المريخ انهن عراقيات رساليات في زمن غريب مصطلحات عن ما ذكرت .
ام فاطمة شخصية لطالما حمدت الله لانني تعرفت عليها ملامح تكسوها هيبة الايمان الى حد كبير والعزة والحياء تختلطان في نظراتها وقوة البيان ونبرة لهجته تشده اليك كالسحر باختصار كيان بني على حب ال محمد ولك ان تتصور النتيجة ، غيرتها تثور اذا ما مس الامر العقيدة بالنيل ام الاستخفاف مجاهدة بقوة بيانها وعلمها فليس لها من الجهاد سواه وحقيقة اشعر بانها في كثير من الاحيان مسددة وهي ترتقي المنبر الحسيني فما حضرت لها محاضرة الا وبقيت اياما بعدها معبئة بعز العقيدة ومستلذة بالابتلائات ومفعمة بزهو الولاية ومنتظرة موعدي معها في كل اسبوع مع ركب من الاخوات .
اشهر من الحضور قطفنا فيها ثمار شرح لخطب الامام علي ع وقد احسنت شرحا واجادت تفصيلا وعشقتنا بكلام امير المؤمنين حد الحفظ عن ظهر قلب لبعض الخطب وصولا الى خطبة يتكلم فيها امير المؤمنين عن صفات عباد الله في كل زمان ومكان صفات من ينتصر اولا على ذاته ويعيش عشقا سرمديا مع خالقه وقد اتمت شرح الجزء الباقي من الخطبة منذ ايام خلت لكني هذه المرة كنت شاردة الذهن فلقد هيئتني قبل الجلسة لتلقي خبر انسحابها المؤقت من العمل لاسباب لخصت شرحها في جمل ولتختم النتيجة بأن الركب سائر بقيادة اخرين لحين استرجاع شيء اشعر انها فقدته .
ربما للان الامر يبدو مبهم وخاص الى حد ما لكن ان عرفتم السبب لادركتم انها مشكلة العراق باكمله مشكلة من يحمل المسوؤلية في سبيل الله وما يلاقي من جراء ذلك .
الاخت لم ترضى ان تصرح كي لا تهدم ما بنته من استنهاض الهمم والعمل المضني في سبيل الله مهما كانت الصعاب ولكن من الواضح انها تلقت طعنة من احبابها وان لم تصرح الا بخطوط فقيرة ما ان ربطها ببعضها حتى ادركت ان سهاما قد اخترقت صفاء نيتها السليمة لتتهمها بما ليس فيها .
يبدو ان زهو العقيدة وان كان منشودا ما ان يظهر على السطح على لسان المجاهدين حتى يشعر من ادعى الجهاد وحب نصرة ال محمد (فلا اشكك ابدا في اصل حب ال محمد الفطري غير انني اشكك وبشدة بحب نصرة ال محمد وان انهالت الوعود من السنتنا بان احيينا حياة محمد وال محمد !!! )هؤلاء النخبة ممن انتظروا ان تنتصر العقيدة لسنوات ما ان شعروا بذلك حتى تخاذلوا وهذا التخادل لم يشعروا به فلقد حولته ظنونهم المريضة بوسوسة الشيطان الى تخيلات بان الشخص المقابل ليس مخلص وهنا دقوا اساس الفتنة والتفرقة ثم بدئوا يبنون صرح من الاوهام والقيل والقال ليكتمل الجدار الذي يحجب عنا هذه الانوار والمصيبة انهم لايشعرون ماذا يفعلون .
احتملت كثيرا ان يكونوا على صواب لكن ما يشعرني بكذب ادعائهم انه ما ان يرتقي احد هذا المنبر ويصل الى قلوب البسطاء حتى اسقطوه فهل من المعقول ان يكون كل من تصدى لهذه المهمة ليس مخلصا لوجه الله كنت لاقول ربما لو كان كرسي منصب ولكنه منبر والمنبر لا يرجى منه الا وجه الله تعالى ما خلا حالات وهي تفضح نفسها قبل ان ترتدي حذائك مغادرا .
رادار الايمان والشعور به عن المقابل دائم العمل خاصة اذا لم تلوث نفسك بقذارة الدنيا تستشعرهم ويهفو قلبك لهم دون ان ينطقوا بكلمة يجمعك معهم القدر وان كانوا في اطراف الارض هذا ما ادركه واحسه .
غاية مطلبي من العرض ان تجدوا حلا لي ولها لها كقائد املنّا بالكثير والان يريد الانزواء قليلا وان كان من حقه غير ان صعوبة المرحلة تجعل من ذلك امرا له مردود سلبي ، وحلا لي اريد ان اساعدها ولا اعلم كيف بعض الاحيان ادافع وبقوة لكني اشعر انها ترسل لي اشارة بنظراتها ان لا تنشري ثقافة عبادة الاشخاص فلقد نالنا من اذاها الكثير ولكني استصعب ان نفرط بمن يستحق لارضاء من لا يستحق وليكف فمه . هي تعتقد ان الناس ليسوا اغبياء لتمر عليهم هذه القضية وانا بالعكس اشعر بانهم ليسوا اذكياء بما يكفي ليدركوا ابعاد هكذا مواقف ولماذا نراهن بسفينة نجاة الامة ومعادلتها المبنية على ان القيادة لمن هو اقرب لرضى الله ولو كره المشركون .
الموضوع له ابعاد كثيرة لا تضمها السطور ولكن فعلا هي قضية شعب وليست جلسة وان ضمت عشرات المؤمنات فمشاكل هذه الخلية هي مشاكل بيت النحل كله .
ولما كنت دائما المزاحمة ومتطلبة من القراء الاعزاء ولهدف ذا وجهين الاول التواصل مع طريقة تفكيركم من جانب والاستفادة من رؤياكم من جانب اخر اتمنى ان توجهوا لها تعليقات وانا سأنقلها من جانبي عسى لهذه التعليقات ان تشافي قروحا في نفسها وان كانت هي اقوى من ان تثخن بجراح الكلمات لكنها تتامل هذه الجروح ولا اتمنى ان تطول مدة التأمل ليستغل من رشق السهام الفرصة وليصدق عليه قول الاما علي ع في خطبته
( واخر قد تسمى عالما وليس به ، فاقتبس جهائل من جهال ، واضاليل من ضٌلال ونصب للناس اشراكا من حبائل غرور وقول زور ،وقد حمل الكتاب على ارائه وعطف الحق على اهوائه ....)
أسال الله ان يديم فينا الامل بوجود هكذا شخصيات وان يريقهم الى مراتب يرضاها وان لاتحزنهم كابة السماء فالغيث في طريقه الينا اللهم عجل الينا بطلعته البهية .
اخواني واخواتي اعتذر منكم ربما يكون كل الامر صغير في اعينكم وكبير في عيني لمكانه صاحب الامر عندي وربما يكون في اعينكم البلاء صغيرا مقارنة بابتلائات تشعرونها دوني ولكن لنخرج بفائدة جبرية وان كنت امقت هذا الاسلوب في الايميلات التي تتحدث عن ترويج اقوال الرسول واهل بيته ع وفي حالة عدم الاستجابة سيحصل كذا وكذا بحيث اتعمد عدم الارسال للغيض الذي ينشب في روحي ويجعلونني لا استلذ بجميل المعاني المرسلة .
سأطلب منكم ان لم تتمكنوا من التعليق ان لا تفوتكم قراءة هذا الخطبة وهي الخطبة رقم 87 من نهج البلاغة فحلاوة معانيها في فمي وحرارتها في اعماقي تجعلني اشتهي ان تكون في افواهكم فلولا هذه الاخت ربما لم امر عليها مدى حياتي فحياتنا اصبح فيها قراءة سورة من القران يوميا انجاز بحد ذاته لا اعلم لماذا على الرغم من الساعات التي نمضيها امام هذه الشاشة ! وحبذا ان تمكنت اسرة من كسر شوكة الشيطان بغلق التلفاز ربع ساعة وقراءة هذه الخطبة امام اولادها فياله من نصر كبير ان حصل هذا الامر وبالمناسبة الخطبة تشرح نفسها ولا تحتاج الا لقلب متوجه.
ان شاء الله يصيبكم الخير في كل حال وان يغسل الله قلوبنا ويمن علينا بأبدان سلمية وعقيدة سليمة لنبني بلدنا الجريح من انفسنا نبدء ولغيرنا نصل وعن البعيد نبحث حتى تشفى كل الجروح على يد صاحب الامر فهل نرتضي السكينة حتى يأتي؟! الجهاد الجهاد ولنبدأ بالذات
اختكم المهندسة بغداد
https://telegram.me/buratha