. محمد علي الدليمي
حسب الاتفاقية الأمنية الإستراتيجية المبرمة بين الحكومة العراقية من طرف والقوات الأمريكية الموجودة في البلاد من طرف أخر ان تنسحب جميع القوات القتالية والعسكرية من العراق في الحادي والثلاثين من شهر كانون الأول عام 2011 م والقوات الأمريكية تريد تمديد بقاءها وبذرائع عدة,وهناك تسريبات أعلانية لا يستبعد ان تكون مقصودة، إشارة الى وجود انقسامات بين البيت الأبيض والجيش حول عدد الجنود الذي يبقون هناك , فوزارة الدفاع الأمريكية تريد أبقاء قوات كبيرة وقويه بينما ترغب إدارة الرئيس الأمريكي بإبقاء عدد قليل جدا من الجنود ,بحيث يمكن سحبها بسهولة في المستقبل و ان الرئيس الأمريكي وافق على أبقاء ثلاثة ألاف جندي فقط في العراق لإغراض التدريب بعد نهاية هذا العام ,بينما يحاول عدة جنرالات في الجيش الأمريكي أبقاء نحو 14 إلف الى 12 إلف جندي,وقد اشتكى القادة من ان وجود 3000 جندي كقوة يمكن استعمالها فقط لإغراض تدريب القوات العراقية ,وليس كقوات قتالية أو ان القيام بأي نوع أخر من العمليات ,ونقاش الخبراء حول الوقت الذي يمكن لجيش الولايات المتحدة ان يترك فيه البلاد .ويجادل العديد من الضباط والخبراء بان يكون لديهم حضور كبير وغير محدود في العراق ,بينما تبدوا أدارة الرئيس مصره على خفض عديد القوات وتحديد عملياتها .الجيش الأمريكي والعدد من الخبراء قامو بجهد مشترك لإقناع الطرف العراقي والإعلام في بعض الأحيان( بان أمريكا تحتاج للبقاء في العراق لوقت غير محدود وحججهم الرئيسية في ان العنف سيعود ),وان السياسة ستبقى متوقفة .كما ان القوات الأمريكية تحتاج للحفاظ على السلام على طول المناطق المتنازع عليها .القوات الأمريكية تحتاج أيضا لعمليات مكافحة الإرهاب ضد القاعدة في العراق كما ان العملية السياسية قد سارت بشكل بطيء منذ الانتخابات التي جرت في آذار الماضي .والبلاد ما زالت في طور النمو بالنسبة للعملية الديمقراطية التي أصيبت بعدة مشاكل مؤسساتية مثل الفساد.لكن من جهة أخرى فان هذه الحجج تعاني من عدة مشاكل فمن ناحية النزاع على الأقاليم ,لم تعمل الولايات المتحدة على تخفيف التوترات فالدوريات المشتركة التي أقيمت على طول المناطق المتنازع عليها أبقت الوضع كما هو عليه ثم انسحب الأمريكان من معظم تلك المناطق ,كما ان مستقبل تلك المناطق مرهون بالصفقات السياسية ,وليس بأي وجود عسكري لذا فأن وجودهم المستمر سوف لن يحل القضية أما بالنسبة للساسة العراقيين ,فهم منقسمون بتنافسات طويلة المدى ومهما فعل الأمريكان من اجل كسب العراقيين ,فأنهم لن يكونوا قادرين على حل تلك الخلافات,كما ان هذا يمكن فعله من خلال الجهد الدبلوماسي للسفارة في بغداد.ولا يتطلب ذلك وجودا للجيش كما ان هناك حقيقة سياسية هي ان الحكومة العراقية والأحزاب المشاركة في العملية السياسية ,لا تستطيع أبقاء وجود أمريكي كبير في العراق لان الناس بشكل عام وكذلك العديد من السياسيين لا يريدونهم ان يبقوا وكلما طال بقاؤهم ازداد الاستياء ضدهم ,وهذا ما دعا قادة الكتل السياسية الى الدعوة لإبقاء عدد صغير من القوات لإغراض التدريب .اغلب القتال في العراق في المرحلة القادمة سيكون محددا بتطوره الاقتصادي والسياسي وهذا ما يمكن التأثير عليه بشكل أفضل من قبل السفارة الأمريكية وليس بإبقاء عدد كبير من القوات.(وهذا الاستنتاج جاء بمخططات أمريكية منقولا عن مقالاتهم)..ولكن واقع الحال يقول خلاف ذلك كليا فانا أمريكا تخطط للبقاء أطول مدة لأسباب أخرى،وهي غير خفية بالمرة عن احد، والاطمئنان الى ما ستؤول أليه نتائج التغير في المنطقة التي يهددها ربيع الثورات العربية والصحوات الإسلامية المستمرة،وما يزيد من شهية أمريكا بعد الارتفاع الكبير لأسعار النفط وأزمة الديون الأمريكية والانتكاسة الاقتصادية التي تهدد العالم..
https://telegram.me/buratha