المقالات

التفجيرات الأخيرة .. سياسة مبرمجة

622 22:26:00 2011-10-15

سعد البصري

في اغلب الأحيان ( وخصوصا في العاصمة بغداد ) تحدث الانفجارات ، التي يذهب ضحيتها العشرات من الأبرياء بسبب ما يجري في المشهد السياسي العراقي كونه المؤثر الأكبر في ما نشهده من أحداث في العراق ، فالخلافات السياسية والتقاطعات وعدم التفاهم والتشنجات التي أزمت الأمور كثيرا ، بالإضافة إلى التهديدات التي تظهر بين الفينة والفينة بين السياسيين من جهة ، ومن قبل الجهات والجماعات المسلحة والإرهابية من جهة أخرى ، وكذلك مسألة انسحاب القوات الأمريكية من العراق وما يسببه هذا الموضوع من حساسية لدى بعض الأطراف ومدى تأثيره وأبعاده ودلالاته على المشهد العراقي برمته . كل تلك الأسباب جعلت الشارع العراقي يمر بفترة احتقان كبيرة نفست بعض الجهات عنها بواسطة الأعمال الإجرامية والإرهابية التي طالت الأبرياء من الذين لا علاقة لهم بما يجري خلف أبواب السياسيين العراقيين وما يدور بينهم من صفقات واتفاقات ومساومات . ففي سلسلة متكررة من الاعتداءات والتفجيرات في مدينة بغداد استهدفت الشرطة العراقية سلسلة تفجيرات في أنحاء متفرقة من بغداد مما أسفر عن مقتل 28 على الأقل وإصابة العشرات . ثم تلا هذه العملية ما جرى في مدينة الصدر من وقوع أربعة انفجارات متعاقبة أودت بحياة عدد من المواطنين الأبرياء ، وأبرزت هذه السلسلة من التفجيرات المنسقة فيما يبدو المخاوف بشأن هجمات المسلحين في الوقت الذي تستعد فيه القوات الأمريكية للانسحاب بحلول نهاية العام الجاري . كما وجاءت الهجمات بعد إعلان الحكومة أنها ستؤجل تسليم الجيش المسؤولية الأمنية في المدن إلى الشرطة لقلقها من احتمال عدم استعدادها لذلك . فالتفجيرات الأخيرة على ما يبدوا جاءت متزامنة مع مجموعة من الأحداث السريعة التي أعلن عنها في المشهد السياسي ، بحيث يرى المهتمين بالشأن العراقي إن هذه السلسلة من التفجيرات تأتي بشكل مبرمج ومخطط له جيدا كون إن منفذي هذه التفجيرات يختارون دائما المناطق التي كانت تشهد في وقت من الأوقات أكثر سخونة في بغداد ؟؟ ومع ذلك يبقى الجانب ألاستخباراتي مفقودا او شبه معدوم نهائيا عند المسؤولين على الملف الأمني في العراق ، الأمر الذي زاد الإرباك في المشهد العراقي وسمح بإعطاء فرصة للجماعات الإرهابية في تنفيذ الهجمات بشكل مباغت وسريع . ومن كل ذلك لابد على القائمين على الملف الأمني أن يعلموا إن العدو يستخدم سياسات معينة ومدروسة .لذا يتعين على السادة في الملف الأمني العمل على تطوير قابلية القوات الأمنية واستثمار الجهد ألاستخباراتي العلمي بشكل فاعل وجدي حتى لا تعود الجماعات المسلحة لتنفيذ مثل تلك التفجيرات .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك