علي حميد الطائي
لقد ورد في الحديث الشريف (كفى بالمرء خيانة أن يكون أميننا للخونة ) أي أن يكوم ممن ينصرهم و يؤيدهم ويدعمهم ويحارب لااجلهم لان الخونة والمفسدين لأوطانهم وشعوبهم أنما يقوون ويتكاثرون بمن يساعدهم ويعاونهم ويغطي على خياناتهم ومفاسدهم ويمنع القضاء أن ينال منهم .وقد خاطب الله تبارك وتعالى رسوله (صلى الله علية واله وسلم )(لا تكن للخائنين خصيماً) وهذا الخطاب موجه ألينا فلا ندافع عن الخائنين في شؤون حياتهم . ولانبرر أعمالهم بان نجد العذر لهم بأنهم خانوا الدين وخانوا الحياة، وقد قال أمير المؤمنين عليه السلام (أن أعظم خيانة خيانة الأمة) وخيانة الأمة تتمثل في كثير من الأوضاع والحالات المتنوعة ،فيخون الحاكم أمته فيتعامل معها بالظلم والجور والاستبداد وقمع الحريات ،ويخون الناس أمتهم ،فيتجسسون لصالح العدو حتى يمكنوه من السيطرة عليهم وخيانة الأمة ايضاً هي أن توجه الى الانحراف والتظليل وينال صفة الخيانة أبضا هؤلاء الذين يعملون على أثارة الفتن بين أبناء صفوف الوطن الواحد إن كانت فتن طائفيه ومذهبية أو سياسية ،ويدعون الى التباغض والتحاسد والتحاقد بين الناس في أي موقع من مواقع التحديات والتعقيدات الاجتماعية والسياسية ..وعليه فان كل إنسان يتحرك ليزرع الفرقة ويشيع الفاحشة ويهيئ الظلم والباطل بين الناس ويبذر الحقد بينهم ليمزق وحدتهم ويضعف واقعهم ، هو إنسان خائن لله ورسوله ولامته ووطنه !وعليه فانه في ظل التعقيدات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يعيشها الناس في هذه المرحلة فان كل إنسان يعمل على أن يثير حقداً أو فتنة أو نزاعاً أو يعمل على تعطيل القوانين أو دعم أو تأييد الظالمين أو الدفاع عن السارقين والمفسدين وأبعادهم عن مسألة القضاء والتستر على جرائمهم واختلاساتهم وخياناتهم فهو خائن لله ورسوله ولأبناء وطنه وشعبه !إن علينا ان نراقب الله ورسوله في كلماتنا وأعمالنا وعلاقتنا وفي تأييدنا او رفضنا ، أن علينا ان نحسب حساب الله وحساب الوقوف بين يديه سبحانه وتعالى غداً في كل أمر نفعله او نتركه قبل أن نحسب حساب المصالح والمنافع والمحسوبيات والمنسوبيات والعلاقات الشخصية تجاه أي احد ،فلا نحسب حساب الناس مهما كان الناس في مواقعهم الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ،ولكن علينا ان نحسب حساب الله وحساب التاريخ وحساب الأجيال القادمة التي تنتظر من أن نذلل لها الصعاب ونوطئ لهم الأمور ونقدم لاابنائنا وطنناً عزيزاً حراً كريماً خالي من وجود جيوش الاحتلال وخالي من الحكام الفاسدين وخالي من الخائنين والسارقين ،لاانها مسؤوليتنا وعلينا ان نبادر لها ونعمل عليها حتى تترحم علينا أجيالنا القادمة وعندما يتذكروننا فأنهم سيتذكروننا بخير ..ولا نريدهم أن يقولوا عنا ماذا ترك لنا أبائنا وأجدادنا غير الخيانة والدمار والفساد ، وصنعوا لنا الطواغيت والظلمة وأسسوا أساس المحاصصة والتفرقة والمحسوبية لنا ! فهذه فرصتنا الذهبية التي أعطاها الله لنا وهذه فسحتنا الرحيبة التي أكرمنا الله بها المولى سبحانه وتعالى فلا نضيعها من أيدينا ونلوم أنفسنا بعد فوات الأوان على عدم التعامل معها والاستفادة منها ونحن نمتلك أعظم ميراث لخير امة...
https://telegram.me/buratha