عماد الاخرس
من البداية أقولها نعم لأداء فريضة الحج ولكن مسؤولية الشعب في المحنه العصيبة التي يمر بها عراقنا الجريح هي الأخرى فريضة !ولابد من التذكير بالأخبار التالية قبل الخوض في المقال.. الأول يتعلق بالحج الجماعي للبرلمانيين العراقيين وإقفال مجلس النواب العراقي أبوابه لأكثر من أربعين يوما بسبب سفر أكثر من مائة برلماني ( ثلث أعضاء مجلس النواب ) لأداء فريضة الحج هذا العام على نفقة الدولة.. والثاني مطالبة المسئولين بتقاسم الحصة الإضافية التي منحتها المملكة العربية السعودية إلى الحجاج العراقيين على أن ينال كل واحد منهم ألف حصة من الستة آلاف.. وبسبب ذلك استقال من منصبه رئيس هيئة الحج والعمرة السيد ( محمد تقي المولى ).. أما الثالث فهو يتناقض كليا مع سلوك المسئولين وجشعهم في الاستحواذ والسيطرة على كل خيرات البلاد والعباد وكما ورد في أولاً وثانياً وهو ترشيح النائب الدكتور ( عبد الهادي الحكيم ) اثنان من المواطنين العراقيين لأداء فريضة الحج كبديل عنه من الحصة الممنوحة له. وبينما نال الخبر الثالث الشكر والترحيب من قبل العراقيين حصد الأول والثاني المزيد من الاستياء والتذمر وللدرجة التي دفع البعض منهم الخروج بتظاهرة في ساحة التحرير للتعبير عن غضبهم من سفر المسئولين تاركين همومهم وتطلعاهم لتحسين أوضاعهم الصعبة خلف ظهورهم !وسأعبر عن استيائي من تعطيل العمل في مجلس النواب وتلكؤه في عدد كبير من الدوائر الحكومية بسبب سفر المسئولين بطريقتي الخاصة.. اقترح أن تبادر هيئة الحج والعمرة على شراء دراجات بخاريه بعدد المسئولين الذين سيؤدون فريضة الحج هذا العام ومن النوع المخصص للاشتراك بالسباقات العالمية وشحنها إلى السعودية لغرض استخدامها من قبلهم في الطواف حول الكعبة الشريفة !ولكي تعرف عزيزي القارئ السر الذي يكمن وراء هذا الاقتراح عليك أن تقرا أدناه هذه النكتة القديمة جدا والتي أتوقع انك سمعتها و لا ضير من تكرارها بشكل مكتوب مرة أخرى !يُذكر إن شخصاً شاهد النائب العراقي السابق ( عزت الدوري ) وهو يطوف حول الكعبة لأداء مناسك فريضة الحج راكبا دراجة هوائيه فسأله .. سيدي النائب .. لماذا تستخدم الدراجة في الطواف حول الكعبة ؟ فأجابه .. لكي أستطيع الطواف عدة مرات ويتم غسل أكبر كميه من ذنوبي.. وأكمل النائب إجابته بالسؤال .. ولماذا تعجب من طريقة طوافي ؟ .. عليك الذهاب ورؤية الرئيس ( صدام حسين ) فهو يطوف راكبا دراجة بخاريه آخر موديل !واعتقد يتفق معي الجميع على إن سفر المسئولين للحج في هذا الوقت العصيب الذي يمر به عراقنا يعتبر من كبائر الذنوب التي تضاف إلى الآلاف التي يحملها كل واحد منهم لأسباب أخرى منها تصنيف العراق ضمن الدول الأسوأ سمعه بين دول العالم والثالث في الفساد.. وهذا بفضلهم !لذا واستنادا إلى العلاقة ألطرديه بين عدد مرات الطواف وغسل الذنوب تم تقديم اقتراحي إلى هيئة الحج بشحن الدراجات البخارية إلى السعودية وبما يتناسب مع عدد المسئولين ليتم الطواف بها من قبلهم وعسى أن يتم غسيل اكبر عدد ممكن من خزين ذنوبهم !وفى حالة عدم إمكانية تنفيذ هذا الاقتراح لابد من السماح للمسئولين العراقيين بأداء فريضة الحج لأكثر من مره خلال العام الواحد لعدم إمكانية غسل ذنوبهم في حجه واحده.وهناك عدة تفسيرات تقف وراء تصميم البعض من المسئولين على أداء فريضة الحج والتنافس والصراع على المقاعد الأصلية والإضافية من حصة الحجاج العراقيين وأهمها.. أولاً .. كمية الذنوب التي تراكمت بذمتهم بدأت تؤرق نومهم وقد تجاوزت حدود الانتظار ولابد من الإسراع في غسيلها .. ثانياً .. قلة خبرتهم وعدم كفاءتهم بسبب استلامهم المسؤولية على مبدأ المحاصصه يدفعهم للهروب من أداء الواجبات المكلفين بها .. ثالثاً.. الاستفادة القصوى من ميزات المنصب في الحقوق ومنها الحصول على تذاكر الحج المجانية وعدم دخول القرعة المفروضة على بقية شرائح المجتمع .. رابعاً.. الإسراع في الحصول على لقب ( الحاج ) والذي يحميهم من مشكلة عدم امتلاكهم أي لقب علمي.. حيث إن اغلبهم لا يمتلكون شهادات ولا خبرات مهنيه .. خامساً .. الإصابة بداء الجشع يجعلهم يفكرون بالكم الكبير من الهدايا التي سترد إليهم بعد عودتهم من أداء فريضة الحج وهم في المسؤولية على عكس ذلك قلتها عندما يكونون خارجها .. سادساً .. الاستفادة من خصوصية المراعاة والتعامل معهم في أداء مناسك الحج وهم في المسؤولية .ولا تغضب عزيزي القارئ من اتهامي لفريضة حج البعض من المسئولين بأنها من كبائر الذنوب فليس من المعقول أن يتوقف إصدار القوانين والتشريعات والأعمال التي تتعلق بمصائر الملايين من العراقيين لأربعين يوم.. و إن حدث هذا فعلا فانه يدل على فقدانهم لكل الأحاسيس الإنسانية وعدم مبالاتهم بهموم شعبهم.إن النواب البرلمانيين تحديداً منتخبون من قبل الشعب لإدارة أمور الدولة وتشريع القوانين التي تساعد على فرض الأمن واستقرار البلد.. أي إن مسؤوليتهم كبيره ومهمة وهم بمثابة أولياء أمورهم .. فهل من المعقول أن يترك الأولياء أمور بلدهم وشعبهم في ظل هذا الوضع المعقد المتشابك من الصراعات السياسية السلبية ..الإرهاب والتفجيرات.. اعتداءات دول الجوار .. الفقر والمجاعة .. ضعف الخدمات وأزمة الكهرباء ..الفساد الإداري والمالي .. الخ .لذا أطالبهم بضرورة تأجيل أداء فريضة الحج إلى ما بعد إكمال دورتهم الانتخابية والمعروف شرعا بان لا خوف على أدائها والحرمان منها مادام هناك نية متمنياً الاقتداء بخطوة الدكتور ( الحكيم ) المباركة في منح حصصهم إلى المواطنين الذي مضى عليهم سنين في قوائم الانتظار.واختم المقال بالسؤال المحير التالي.. هل سيقبل الخالق عز وجل الحج الجماعي للمسئولين العراقيين هذا العام ؟
https://telegram.me/buratha