المقالات

اعترافات بدون حلول

741 10:27:00 2011-10-17

سعد البصري

يقول أهل القانون إن ( الاعتراف سيد الأدلة ) . أي بمعنى أخر إن من يعترف انه قام بفعل ما سيكون هذه الاعتراف دليلا قاطعا على قيامه بالفعل ،هذا إذا لم يتعرض لضغوط معينة ؟؟. والأمر ينطبق أيضا في حالة الشهادة . فإذا شهد اثنان او أكثر على قضية معينة فأن شهادة هؤلاء سوف تؤخذ بنظر الاعتبار وتكون دليلا كافيا على وقوع او حدوث موضوع معين .فالكثير من المسؤولين العراقيين اليوم يعترفون بأن هناك إخفاقات وخروقات وتلكؤات وارباكات في اغلب الملفات الحكومية ، وهم بذلك يضعون أنفسهم في دائرة اللوم والمسائلة كونهم يمثلون كتلا لها ثقلها في العملية السياسية في العراق ، وبالتالي فأن لديهم يدا من قريب او بعيد بما يحدث . لكن ما يفعله هؤلاء السياسيون ربما هو تمويه معين لتغيير وجهة الرأي العام حول ما يتهمون به من تقصيرات او لإبعاد شبهات ربما وضعوها هم أنفسهم نتيجة للتصريحات الغير مدروسة . على كل حال فملفات الحكومة المترهلة كثيرة والدعوات لتفعيلها وتطويرها أكثر وربما يقف على رأس تلك الملفات هو ملف الكهرباء الذي لم يشهد تحسنا ملموسا طيلة الفترة الماضية وهذا باعترافات ( أهل مكة لأنهم أدرى بشعابها ) بأن ملف الكهرباء في العراق لا يتقدم ، بل راح يتأخر أكثر فأكثر والأموال التي صرفت وتصرف على هذا الملف قد تكون أكثر من ميزانية بعض من دول العالم ، ولكن دون جدوى . فالكثير من السياسيين والنواب والمسؤولين في الحكومة العراقية اعترفوا صراحة بأن ملف الكهرباء يعاني من الإهمال والفساد وقد أكل الدهر عليه وشرب ، بدون نتائج يمكن للمواطن أن يلمسها اللهم إلا في الفترات الانتقالية بين الصيف والشتاء وبين الشتاء والصيف التي تشهد انخفاضا ملحوظا في استخدام الكهرباء عند المواطن ، ولكن سرعان ما تعود القطوعات الغير مبرمجة إلى سابق عهدها .؟ فقد اعترف رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي إن الفساد استشرى في الحكومة العراقية ( كالإخطبوط ) وهو الذي يعيق وصول الكهرباء للمواطنين . وان ( مافيا ) الفساد تعيق الإصلاح السياسي والتقدم في البلاد معترفا بأن قطاع الكهرباء العراقي ( يرتع فيه الفساد) . فالمنازل العراقية لا تحصل على الكهرباء من الحكومة سوى لساعات قليلة في اليوم ويتعين عليها استخدام مولدات خاصة لتغطية احتياجاتها من الكهرباء بقية ساعات اليوم وهو ما يشعر المواطنون بصعوبته على الأخص خلال أشهر الصيف القائظ في العراق حيث تربو الحرارة عن خمسين درجة مئوية. وفي الواقع فقد أخفقت الحكومة في التعامل مع هذا الملف والسبب الأساسي في ذلك هو الفساد . ولك عزيزي القارئ الكريم أن تعلم إن هذه الاعترافات صدرت من شخصية تجلس في قمة إحدى الرئاسات الثلاث للبلد ألا وهي رئاسة البرلمان العراقي ، وهو بهذا الاعتراف يقر بأن هناك ما يعيق نجاح العمل الحكومي الذي يعتبر هو ( أي السيد النجيفي ) من أساسياته . فإذا كان من يقف على رأس الهرم الحكومي والذي يعتبر ممثلا للشعب العرقي لا يستطيع أن يعالج مثل هكذا قضية وهو يعترف بها صراحة ، فمن يمكنه أن يعالج هذه الأزمة .اعتقد إن اللوم وحده يقع على المواطن العراقي ؟؟؟.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك