جواد ابو رغيف
لاشك أن تعدد وسائل الأعلام والانفتاح الذي صاحب تغيير النظام بعد العام (2003) اوجد تباين وانقسام في الآراء بين أوساط الرأي العام العراقي، فقد عده البعض واحدا من أهم الانجازات التي تحققت بعد زوال النظام بسبب الموجة الكبيرة من الرسائل الإعلامية التي بدأت تصل إلى المتلقي عبر الرسائل المتعددة (المقرؤة ـ والمرئية ـ والمرئية المسموعة )كون السياسة الإعلامية في ظل النظام السابق عزلت الشعب العراقي عن العالم الخارجي فظلت أسيرة لأيدلوجية واحدة متمثلة بحزب النظام جعلت من الشعب العراقي لايطلع على مايدور في العالم الخارجي الذي تحول الى قرية صغيرة بفعل تلك الوسائل الإعلامية ،بيد أن قسما آخر يرى أن الانفتاح اللامسؤل لوسائل الأعلام تحت ذريعة حرية التعبير هي العلامة التي تستحق التوقف والنظر اليها بعين الاهتمام والمسؤولية فلا يحد من الحرية الا الحرية نفسها والحرية يجب أن تتوقف عند حدود الآخرين وعدم الإساءة للذوق العام وبالذات الإساءة لمنظومة العائلة العراقية التي عرفت بالتزامها وتماسكها في ظل اعتي الظروف التي تعرض لها الشعب العراقي بدءا بالحروب وليس انتهاء بالحصار وآلة الجوع الممنهجة التي أريد لها أن تهدم العائلة العراقية (فما ضرب الله قوم بسوط أوجع من الفقر )بيد أن غيرة العراقيين وعزتهم جعلتهم ينتزعون لقمة العيش من بين فكي الأسد كما يقال واستطاعوا أن يؤمنوا عيشهم الكريم وحافظوا على نواة المجتمع الرئيسية وهي العائلة ،وبالتالي الحفاظ على المجتمع بأسره ،وبعد فشل آلة التجويع في النيل من العائلة العراقية !أطلت علينا بعض القنوات الفضائية الإعلامية والتي كانت لفترة قريبة قناة العائلة العراقية حيث تمكنت من كسب جمهور كبير عبر برامجها المتنوعة ببرامج تافهة تدعو إلى الانحلال والرذيلة من خلال استقطاب بعض المهرجين الذين لايضحكون ألا على أنفسهم ومن هم على شاكلتهم حيث يتناولون نكات رخيصة الغاية منها إرباك المنظومة القيمية الاجتماعية للعائلة العراقية التي تعد اللبنة الأساسية للتوازن الاجتماعي وبالتالي ضمان الاستقرار والأمن الاجتماعي !وحذر باحثين اجتماعيين من أن هذا الدور الخطير الذي تلعبه تلك القنوات لايقل خطرا عن موجة الإرهاب التي تضرب البلاد فكلاهما يطيران بجناحي الرذيلة والتفكك وهذا ماتسعى اليه قوى الشر التي لاتريد للعراق وأهله الخير.
https://telegram.me/buratha