المقالات

السياسة .. أساس وأساسيات

618 13:01:00 2011-10-17

الكاتب ..عمران الواسطي

ليس كل من يعمل في مجال السياسة في هذا الوقت يمكن أن نطلق عليه اسم ( السياسي ) . فالسياسة كما هو معلوم لها أساسيات وأيدلوجيات يحتم على من يخوض في غمارها أن يكون مطلعا على مكامنها ومخابئها الكثيرة التي ربما في لحظة من اللحظات يمكنه أن يقلب الموازين لصالحه . وكل ذلك بفضل السياسة . كما إن الذي يعمل في السياسة لابد أن يكون حاصلا على الإمكانيات العلمية والشخصية العالية التي تؤهله للعمل في هذا المجال ، ولا اقصد بالإمكانيات هنا الشهادة الجامعية الأكاديمية فقط ، بل إن الشخصية القوية والإلمام بالأمور ومتابعة الأحداث ومعرفة ما يدور في المشهد السياسي والتصدي لهذا العمل بقوة هو من أهم الإمكانيات التي يجب أن تتوفر لدى السياسي الناجح بالاضافة إلى عنصر الذكاء والمباغتة التي هي ربما من أهم عناصر النجاح لدى السياسي . وألان في العراق والحمد لله فلدينا من السياسيين ما يمكنهم من أن يعالجوا الأمور بالتعقل والتروي بعيدا عن الاندفاع والتجاوز والتشنجات التي لا تنتهي إلا بزيادة حجم الأزمات ؟؟ ، بل إن مسيرتهم السياسية أثبتت بأنهم أهل لان يتصدوا لمثل هذا الموضوع .فهم على معرفة تامة بكل ما يدور في المشهد السياسي والشارع العراقي وما يحيطه ويمكن أن يؤثر عليه. فهم يتعاملون مع الأمور على أساس علمي ومنهجي وواقعي . ومن هؤلاء السياسيين العراقيين الذين اثبتوا أنهم قادرين على أن يخوضوا بهذا المضمار بكل ثقة هو سماحة الشيخ جلال الدين الصغير الذي ومن خلال حركته الدؤوبة الجدية في سبيل توضيح الحقائق للمواطن العراقي ، وفضح بعض السياسات الخاطئة بات يشكل محورا كبيرا يمكن الاستعانة به في الأمور السياسية . فلطالما كان صوتا للمواطن العراقي في مجلس النواب ودافع بكل قوة عن حقوق المواطن وكانت سياسته التي يتبعها ذات رؤى ومبادئ ثابتة وتستند إلى ارض صلبة . يقول سماحته في خطبة الجمعة في مسجد براثا عن السياسة وأساسياتها (وفي قضية السياسة فأني أعود وأذكر بمبدأ ذكرته هنا عشرات المرات وهو أن في السياسة لا يوجد ما أحبه وما لا أحبه ، فهناك استحقاقات موجودة لإنسان أحبه أو أبغضه ولكن لهذا الإنسان إستحقاقه مادامت الأنتخابات قد أعطته صوتا وقدرة ، فيجب أن أتلائم وأتكيف معه وأن أعمل معه ، فالسياسة ليست التعامل مع الأصدقاء ، فالأصدقاء هم أصدقاء ولا حاجة للسياسة معهم ، ولكن السياسة الحقيقية هي كيفية موائمة حركة الأضداد بالشكل الذي يخدم الناس . فلدينا صراع يكاد أن لا ينتهي وبالرغم من محاولة البعض الرقي بهذا الصراع إلى صراع مبادئ وصراع استحقاقات لهذه الطائفة أو تلك فدعوني أقول أن كل ذلك هراء ، وكذب . فهؤلاء يتصارعون على مصالحهم الخاصة . وأقول بأن من قال أنه يريد أن يحصل على حصة المكون الفلاني فقد حصل عليها ولكنه لم يعطها لأصحاب هذا المكون . ومن قال بأنه يريد أن يحصل على حصة الشيعة أو حصة السنة أو حصة غيرهم فقد حصل عليها ، ولكن هل أعطى للشيعة حصتهم وهل أعطى للسنة حصتهم وهل أعطى للتركمان حصتهم ؟ . لو كانوا قد أعطوا لما بقي هذا الحرمان في المحافظات وتحولت المكاسب التي أخذت باسم هذا المكون أو ذاك إلى إقطاعيات خاصة يعملون بها ما يريدون . أنا لا أدري إلى متى يبقى أهل السياسة يقنعون بما يوجد اليوم ولا يفكرون بطبيعة ما يجب أن يوجدوه ، ولا أدرى إلى متى صاحب السياسة يفكر بأنه معني بغرفته فقط من دون أن ينظر إلى بقية الدار وماذا يجب عليه أن يؤسس له ؟؟ ، وعلى أي حال فإن المشتكى إلى الله تعالى . وأنا لا أنصح الأخوة السياسيين أكثر مما نصحت من وجوب تجسير العلاقة بينهم ) . فليس كل من جلس تحت قبة البرلمان هو بالضرورة سياسي وليس كل من تخرج من كلية العلوم السياسية هو قادر على مجاراة السباق السياسي ، بل إن السياسة تعني انك تستطيع أن تتعامل مع الجميع بدون أن تخسر احد .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك