حامد الحامدي كاتب وإعلامي عراقي
هناك من الأمور التي لابد على السياسيين العراقيين أن لا يقوموا بها ، لأنها تشبه إلى حد كبير جدا اللعب بالنار ؟! ، على اعتبار إن اللعب بالنار يؤدي إلى نتائج وخيمة قد لا يحمد عقباها . ولطالما شهد الشارع العراقي تصريحات ومواقف من قبل بعض السياسيين لا تتلائم مع التشنج الكبير الذي يشهده الواقع السياسي في العراق بحيث يؤثر بشكل كبير على الشارع العراقي لان أي مشكلة تحدث بين السياسيين سوف تلقي بظلالها مباشرة على المواطن العراقي وحياته اليومية ، فيكون هو المتأثر الأكبر في هذه المسالة . ما أريد أن أقوله إننا الان على أعتاب مرحلة خطيرة ومهمة تمر بالبلد ، وهي انسحاب القوات الأمريكية نهاية هذا العام والتي باتت من المشاكل التي شوشت المشهد السياسي العراقي بين مؤيد لهذا الانسحاب وبين معارض من جهة ، وبين معارض في السر ومؤيد في الخفاء . إن بعض الأطراف السياسية ربما تلعب الان لعبة خطيرة قد لا تكون حسبتها جيدا ، ومن ثم فالنتائج التي ستظهر في المستقبل لن تكون مفيدة . وأكثر جهة تختص بهذا الموضوع هي الحكومة العراقية باعتبارها المتصدية الأكبر لما يجري بالعراق ، وبالتالي فأن النتائج سوف تتحملها الحكومة إذا ما أقدمت على خطوة غير مدروسة . فقد ألمح رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي إلى أن حلف الأطلسي (الناتو) قد يكون الأقرب لتأمين مدربين للقوات المسلحة العراقية ، قبل منتصف تشرين الأول الحالي ( أي إن المدربين هؤلاء سيتحولون من قوات أمريكية إلى مسمى أخر هو قوات الناتو ) ، وأكد أن ذلك لن يؤثر على إستراتيجية العلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية أو يثير أي حساسيات قانونية أو سياسية لا داعي لها، و وان العراق ينتهج سياسة ( الأبواب المفتوحة ) مع الجميع على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة . فالمهمة التي جاءت من أجلها القوات الأمريكية قد انتهت ، وسيقام احتفال كبير في البلدين بهذه المناسبة في رسالة للعالم تدلل على التزام الطرفين بما اتفقا عليه( كلا الطرفين يشكر الأخر على إيذاء الشعب العراقي )؟؟ ، وتؤكد على أن خروج الأميركيين تم بالتوافق والتفاهم وسط أجواء احتفالية . فما يعلن عنه في وسائل الاعلام من قبل الحكومة العراقية قد يهدئ الأطراف التي أعلنت كثيرا بأنها لا ترغب ببقاء القوات الأمريكية في العراق ، سواءا كمدربين للقوات العراقية او غير ذلك .ولكن وهذا ما يقوله واقع الحال .. هل إن الولايات المتحدة الأمريكية ستقف عند هذا الحد وتعلن انسحابها من العراق ، وهي التي قطعت ملايين الكيلو مترات والبحار والمحيطات حتى تحصل على موطئ قدم بالعراق كانت تتمنى أن تناله ؟؟ ثم تجازف وتترك ( الجمل بما حمل ) فقط لأجل عيون الساسة العراقيون او بسبب الاتفاقية التي أبرمت بين الحكومة العراقية والولايات المتحدة الامريكي ..؟؟ لا اضن ذلك باعتبار إن سياسة أمريكا هي سياسة رأسمالية تسلطية فكيف وقد وجدت بالعراق ما ينمي هذه السياسة .
https://telegram.me/buratha