المقالات

غياب الثقة سيقودنا الى المجهول.

724 22:18:00 2011-10-17

بقلم: مصطفى ياسين

مؤشرات مخيبه للآمال تكشف للجميع ان ما تقدم عليه الحكومة في ظل هذه الظروف سوف لن يقترب كثيرا من تطلعات المواطنين فطريق عمل هذه الحكومة لا يوصلها بسهولة الى الأهداف التي يفترض تشكيلها من اجلها والدليل على ذلك أنها لم تتمكن على مدى اشهر من إملاء فراغاتها على الرغم من ان المهمة إعدادية وتمهيدية وليست تنفيذية و تتطلب التخصيص والتصويت واستنفار الإمكانات المشفوعة بالمراقبة والمتابعة والانجاز العالي الدقة والانضباط.في ظروف حساسة كالتي تمر بها البلاد يبدوا الخلاف المحتدم على الكثير من النقاط المهمة لرسم خارطة البلاد بدأت تتسع. المجادلون يدركون جيدا ان التعجيل بتسمية الجان والحديث بالكليات دون الدخول في ابسط التفاصيل لا يحل من تعقيد المشهد بشيء وألا يوصل الأمور الى بر الأمان .فالأولويات الوطنية ينبغي ان تتحول الى مسلمات لا يحسن الجدال أو الخلاف بشأنهما , غير ان ما يخوض فيه المتجادلون منذ اشهر يكشف عن حقائق لا نعتقد جدواها في مرحله يراد لها ان تؤسس لمستقبل يحمل جديدا للمواطنين .في مقدمة هذه الحقائق ,غياب القرار المسؤول والمؤهل لتحقيق التوافق على قضايا مهمة,في مقدمتها قضية ترشيح أشخاص أكفاء لتولي مهام الوزارات وفي مقدمتها الأمنية ,وعندما يغيب القرار المتقدم ويظهر قرار الفيتو والاطرادات المتناقضة الأخرى ,فان ذلك سيكشف عن تجريد القرار من عوامل الإلزام والتنفيذ وإعطاء الإطراف حق الفيتو أو الرفض لم يقتضيه من إجراءات ويتمخض عنه من تعليمات وتوصيات.(الإشكال الذي يحول دون البت بإشغال الحقائب الفارغة يتمثل بصلاحية رئيس الوزراء التي تواجه بالتعارض من قبل الكتل السياسية المعنية بتسمية مرشحيها وتقديمهم أليه للنظر في صلاحيتهم والموافقة على استيزارهم,ولذا فان هذه الكتل لا ترضى بتقييم الرئيس ولا توافق على الطريقة التي يجري فيها التفاضل بين المرشحين وتسمية الأكفاء منهم.)من الواضح ان الإشكالية ناشئة عن غياب الثقة بين الرئيس من جهة والمرؤوسين من جهة أخرى في ظاهرة يمكن ان نرجعها الى أزمة القانون الكفيل بوضع كل من الرئيس والمرؤوس إزاء مهامه وصلاحيته ومعرفة ما ينبغي عليه وعليهم ليتمكن الطرفان من إدارة حكومة لا يمكن إدارتها من غير القبول بسلطة الطرف الأول والإقرار بدون الطرف الثاني.مضى الكثير على تشكيل الحكومة من دون ان ترى الكتل السياسية أية جدوى لقراءات رئيس الوزراء أو الإقرار بتوصياته واستنتاجاته ,ومثل هذا الإخفاق يمكن ان ينسحب على صلاحيات الرئيس في موارد أخرى تتعلق بمشاريع إنمائية وطروحات أصلاحية تتعلق بمصير المواطن وحقوقه، بالاقتصاد أو بالبناء والأعمار أو بتشريعات قانونية وغيرها ,لكن جميع هذه الملفات يمكن ان توضع على رفوف الإهمال ,وممكن ان يجري تعليقها أو تضييعها لأسباب تتصل بإرادات الكتل السياسية ولدوافع ترتبط بنواياها وطريقة تفسيرها لصلاحيات الرئيس،والخوف من مجهول يحدق بالعراق والعراقيين..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك