المقالات

القمة العربية مَن يغيب عن حضورها..؟

634 23:13:00 2011-10-17

الكاتب / مصطفى سليم

تدور مناقشات عربية لتحديد مصير القمة القادمة للجامعة العربية وإمكانية انعقادها في العراق وحسب ما كان متفقا عليه مسبقا،و على ضوء ما تردد من تقديم دول المجلس التعاون الخليجي طلبا لتأجيلها أو إلغائها على خلفية التصريحات العراقية سواء الشعبية أو الرسمية على أحداث البحرين وموقف العراق منها . منطقتنا التي تعاني كثيرا مشاكل,سياسية منها واقتصادية واجتماعية خاصة في الأشهر الأخيرة بعد الإحداث التي حصلت واجد بان العراق حريص على القمة العربية القادمة لأسباب عديدة تأتي في مقدمتها بان هذه القمة التي لو قدر لها وعقدت في بغداد في موعدها ستخرج العراق من تبعيات الاحتلال الأمريكي الذي ضل هو الحاجز الكبير بين العرب وتعاملهم الايجابي مع العراق من جهة ,ومن جهة ثانية ستكون رسالة ود يرسلها العرب للعراق مفادها:أننا معكم وستكون صفحة جديدة في العلاقات العراقية العربية التي شابها الحذر والجمود في السنوات الماضية . القادة العرب تقع عليهم مسؤولية احتضان العراق بسنته وشيعته وعربه وكرده,لان ترك العراق معاقبا عربيا يعني في ما يعنيه بأنه قد يجد في تركيا وإيران وربما أمريكا ما يسد به الفراغ العربي الذي سيتراكم أكثر فيما لو تم إلغاء القمة العربية التي لم تستعد لها الحكومة العراقية فقط بل استعد لها الشعب العراقي بكل مكوناته وبالتالي فان ثمة خيبة أمل ستصيب الشعب العراقي من جراء هذا الإلغاء أو التأجيل خاصة وان دوافع هذا التصرف ناجمة من اتخاذ موقف شعبي عراقي أملته القيم الإنسانية والرسالات السماوية ولم يكن موقفا سياسيا بقدر ما هو إنساني داعم لنضال الشعوب في حريتها.وهذا الفراغ الذي ربما يتصوره البعض دبلوماسيا فقط بل هو يتعدى ذلك للكثير من مفاصل الحياة العامة في العراق وفي مقدمتها الجانب الاقتصادي المهم جدا ,خاصة إذا ما عرفنا بأن حجم التبادل التجاري بين العراق وإيران مثلا اقترب من عشرة مليارات دولار سنويا,وأكثر من ستة مليارات سنويا مع تركيا, مضافا الى ذلك انفتاح العراق على دول أسويه مثل كوريا الجنوبية واليابان عبر شركاتها التي تتهيأ للعمل في العراق في مجالات عده ,مع وجود تحركات عراقية كبيرة صوب الاتحاد الأوربي , كل هذه من شأنها ان تقوض الحاجة العراقية للعرب كشركاء.السبب الثاني الذي يحرص عليه العراق يتمثل بان هذه القمة ستعطيه الشرعية العربية التي افتقدها منذ نيسان 2003 وما زال يفتقدها حتى هذه اللحظة ,وبالتالي فان انعقاد القمة في بغداد كحدث سياسي من شأنه ان ينعكس اقتصاديا على دول المنطقة التي لها مصالح اقتصادية كبيرة في العراق, ومنطق العقل والتعقل يفرض المحافظة على هذه المصالح لا التفريط بها خاصة وان هنالك أكثر من دولة غير عربية قادرة على ان ترسل شركاتها واستثماراتها للعراق كما اشرنا لذلك وشهدناه في جولات التراخيص النفطية والغازية.أما العرب فتقع عليهم مسؤولية كبيرة في احتضان العراق وعدم تركه يبحث عما يحتضنه ويسد الفراغ العربي في هذا البلد الذي يتعطش لعلاقات جديدة وجيدة مع إخوته وجيرانه قائمة على أساس متين وليس واهنا ينقطع برغبات البعض.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك