الكاتب والإعلامي قاسم العجرش
المنافقون لم يتركوا مكانا صغيرا إلا ولجوه..وهم ومعاضديهم من السياسيين يلوثون كل شيء يضعون فيه ايديهم القذرة. وبالمقابل فإن المثقفين والكتاب الأحرار أضاعوا أقلامهم في زحمة ما أصطلح على تسميته بالحراك السياسي!..فيما تحول بعضهم من الذين يضغط عليهم خواء الأمعاء الى كلاب حراسة منزوعة الانياب. مجرد كلاب للزينة نافذتها الوحيدة للتعبير، تدبيج المديح لأولياء النعمة في الجرائد والمواقع الألكترونية..وفي صف القراء فإنهم يصفون الذي يتحدث عن الفقراء بأنه يكتب كتابات مدفوعة الثمن ويمتلك رصيدا محترما في البنك!..ترى هل يدفع له الفقراء؟!..وماذا يدفعون !؟ ومن أي جيب يخرجون ما يدفعون!؟ والذي يكتب عن الاخلاق يقولون عنه "بطران" في زمن الضنك والحيرة ـ يا أخلاق يابطيخ شبعني اليوم وجوعني غدا، بل أضربني مائة "چلاق"* !؟..والذي يتحدث عن الشرف والنزاهة يقولون أنه عميل للإمبريالية العالمية ومشكوك في ولاءه الوطني وربما هو عميل للموساد وللمخابرات الماليزية مثلا!..والذي يكتب مواضيع دينية يفهم منها أنه "شيعي" فإنه عميل لإيران حتما!!..أما من يكتب في مواضيع مماثلة تفيد أنه "سني" فياويله، إذ أنه من طالبان أو من أبناء إبن تيمية..!.ماذا يريدون؟! ..سأقول لكم ذلك بتركيز شديد:..العلمانيون يريدون إحالة الأديان على التقاعد، وعلى الخصوص منها الدين الأسلامي، فالأديان الأخرى قالت ما لقيصر لقيصر وما لله لله، أو بالحقيقة ما لله أيضا لقيصر على أعتبار أن قيصر ظل الله ووكيله على الأرض ـ أقصد بقيصر كل الحكام وعلى مر العصور ـ ، والحكومات في هذا الزمن الأغبر، زمن الاكاذيب والبهتان والضحك على ذقون المواطنين المغلوبين على امرهم، اصبحت كائنا بآلاف الرؤوس يريد إحالة العقول والألسنة والأقلام والمحابر على التقاعد أيضا، فأي من هذه "الأشياء" يستفز الحكومات..والأحزاب تلعب في حلبة سباق سيارات، لعبة "غميضة الجيجو" أعني لعبة أطفال في حلبة قوامها السرعة والميكانيكا والقوة..وهي بالحقيقة ـ أي الأحزاب ـ كائنات غير مرئية لا تظهر إلا في المناسبات الأنتخابية، وآنذاك تفتح دكاكينها وتتذكر أن هناك ثلاثة أشياء أسماء بعضها مشتق من بعض الوطن و المواطن والمواطنة....كلام قبل السلام: *الچلاق: ركلة على المؤخرة ركلني بها سامحه الله ضابط شرطة برتبة مقدم في زمن صدام وهو اليوم عميد في الشرطة الأتحادية!.. وسجل عندك: المواطن يموت ميتة الكلاب، اما المواطنة ـ الأنثى ـ فتعيش عيشتها!...سلام...
https://telegram.me/buratha