بقلم .. رضا السيد
لقد عاش الشعب العراقي منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة في بداية القرن الماضي ، وهم لا يعلمون ما يوجد لديهم من موارد يمكن أن يستفيدوا منها لدعم اقتصادهم وتطوير مدخولاتهم الفردية بحيث انك عندما تسأل أي عراقي عن ما سيكون عليه بالمستقبل فأنه سيقول لك مباشرة ( الله كريم ) او ( ربك يسهل ) او غير هذه الكلمات التي اعتاد على التلفظ بها العراقيون كونها تخرج منهم بشكل عفوي وغير متكلف .ولكن وبعد سقوط النظام البعثي في نيسان 2003 ، شاهد العراقيون بأم أعينهم إن كل شيء بالعراق له ثمن وقيمة ، وان كلماتهم السابقة باتت تعتبر من الماضي ؟؟ لان الحاضر يحتم عليهم أن يفكروا بأمور أكثر جدية وتسهم في زيادة مدخولاتهم . فتعلم الشعب العراقي أن يضع يده في كل شيء لان كل ما موجود بالعراق ممكن توظيفه لصالح مصلحة معينة .ولكن ما يثير الاستغراب إن هناك طرق للبيع والكسب الغير قانوني ظهرت بشكل كبير وربما معلن في بعض الأحيان ، وهذه الطرق او الظواهر باتت تشكل ظاهرة خطيرة بالنسبة للتجارة عند العراقيين او غير العراقيين ممن جعلوا الفرد العراقي محور تجارتهم ؟! ، وهذه التجارة الخطيرة يمكن أن يزاولها الكثير من ضعاف النفوس الذين يستغلون الطيبة العراقية تارة او يستغلون حاجة وفقر بعض العراقيين لمزاولة تجارتهم تارة أخرى . والتجارة الجديدة التي أتحدث عنها هي تجارة الأعضاء البشرية التي باتت اليوم ومنذ عام 2003 تجارة مربحة بشكل خيالي ، فالكثير من العراقيين ممن ضاقت بهم سبل العيش راحوا يعرضون أعضائهم البشرية للبيع سواءا في العراق او خارجه ليتمكنوا من إقامة مشاريع صغيرة او قضاء حوائج لهم من خلال بيعهم لأعضائهم . فبعض تلك الأعضاء كالكلية باتت تباع بمبالغ ربما يعتبرها البعض كبيرة ولكني اعتبرها زهيدة جدا مقارنة مع ما بيع من أعضاء للإنسان العراقي وما تمثله من أهمية له في استمرار حياته ، بالاضافة إلى ما يسببه هذا الموضوع من تأثير مباشر على نفسية وقيمة الفرد العراقي . فـ( 70000 ) آلاف دولار ثمنا لكلية هو مبلغ زهيد جدا . بالاضافة ذلك ما هو المشروع الذي يمكن أن يقام بمثل هذا المبلغ مع الأخذ بنضر الاعتبار الصعوبة الكبيرة في إقامة المشاريع في العراق ونحن نمر بهذا الوضع السياسي والأمني المرتبك . على كل حال فمن المفروض على الحكومة العراقية أن توفر العيش الأمن والمستوى المعتدل للفرد العراقي حتى لا يقوم ببيع أعضاءه البشرية ، وخصوصا إذا ما علمنا إن موارد العراق التي لا تسمح بمثل هذه الظواهر كثيرة ويمكنها إذا ما استثمرت بالشكل الصحيح ، وكان لكل فرد عراقي حق فيها أن تغطي حاجة العراقيين الأمر الذي لا يضطرهم لبيع أعضاءهم البشرية .
https://telegram.me/buratha