المقالات

كل شيء بالعراق للبيع

983 11:22:00 2011-10-18

بقلم .. رضا السيد

لقد عاش الشعب العراقي منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة في بداية القرن الماضي ، وهم لا يعلمون ما يوجد لديهم من موارد يمكن أن يستفيدوا منها لدعم اقتصادهم وتطوير مدخولاتهم الفردية بحيث انك عندما تسأل أي عراقي عن ما سيكون عليه بالمستقبل فأنه سيقول لك مباشرة ( الله كريم ) او ( ربك يسهل ) او غير هذه الكلمات التي اعتاد على التلفظ بها العراقيون كونها تخرج منهم بشكل عفوي وغير متكلف .ولكن وبعد سقوط النظام البعثي في نيسان 2003 ، شاهد العراقيون بأم أعينهم إن كل شيء بالعراق له ثمن وقيمة ، وان كلماتهم السابقة باتت تعتبر من الماضي ؟؟ لان الحاضر يحتم عليهم أن يفكروا بأمور أكثر جدية وتسهم في زيادة مدخولاتهم . فتعلم الشعب العراقي أن يضع يده في كل شيء لان كل ما موجود بالعراق ممكن توظيفه لصالح مصلحة معينة .ولكن ما يثير الاستغراب إن هناك طرق للبيع والكسب الغير قانوني ظهرت بشكل كبير وربما معلن في بعض الأحيان ، وهذه الطرق او الظواهر باتت تشكل ظاهرة خطيرة بالنسبة للتجارة عند العراقيين او غير العراقيين ممن جعلوا الفرد العراقي محور تجارتهم ؟! ، وهذه التجارة الخطيرة يمكن أن يزاولها الكثير من ضعاف النفوس الذين يستغلون الطيبة العراقية تارة او يستغلون حاجة وفقر بعض العراقيين لمزاولة تجارتهم تارة أخرى . والتجارة الجديدة التي أتحدث عنها هي تجارة الأعضاء البشرية التي باتت اليوم ومنذ عام 2003 تجارة مربحة بشكل خيالي ، فالكثير من العراقيين ممن ضاقت بهم سبل العيش راحوا يعرضون أعضائهم البشرية للبيع سواءا في العراق او خارجه ليتمكنوا من إقامة مشاريع صغيرة او قضاء حوائج لهم من خلال بيعهم لأعضائهم . فبعض تلك الأعضاء كالكلية باتت تباع بمبالغ ربما يعتبرها البعض كبيرة ولكني اعتبرها زهيدة جدا مقارنة مع ما بيع من أعضاء للإنسان العراقي وما تمثله من أهمية له في استمرار حياته ، بالاضافة إلى ما يسببه هذا الموضوع من تأثير مباشر على نفسية وقيمة الفرد العراقي . فـ( 70000 ) آلاف دولار ثمنا لكلية هو مبلغ زهيد جدا . بالاضافة ذلك ما هو المشروع الذي يمكن أن يقام بمثل هذا المبلغ مع الأخذ بنضر الاعتبار الصعوبة الكبيرة في إقامة المشاريع في العراق ونحن نمر بهذا الوضع السياسي والأمني المرتبك . على كل حال فمن المفروض على الحكومة العراقية أن توفر العيش الأمن والمستوى المعتدل للفرد العراقي حتى لا يقوم ببيع أعضاءه البشرية ، وخصوصا إذا ما علمنا إن موارد العراق التي لا تسمح بمثل هذه الظواهر كثيرة ويمكنها إذا ما استثمرت بالشكل الصحيح ، وكان لكل فرد عراقي حق فيها أن تغطي حاجة العراقيين الأمر الذي لا يضطرهم لبيع أعضاءهم البشرية .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك