الكاتب ..عمران الواسطي
بالرغم من وجود أجندات لا تريد للعراق أن ينهض من جديد ، وتحاول أن تضع العراقيل والمطبات أمام عودة نشاطه وتفعيل دوره في المنطقة . بالاضافة إلى ما أصاب الكثير من المسؤولين من أمراض ليست جسدية وإنما نفسية تتمحور في حب السلطة ومحاربة كل من يريد أن يقصيهم عن كراسيهم بأي شكل من الأشكال، وتحت أي ظرف ، حتى لو تبين أنهم غير كفوءين وغير قادرين على إدارة ملفاتهم ، وبالتالي فأنهم يساندون تلك الأجندات من حيث يشعرون او من حيث لا يشعرون . فهم يعتبرون خوفهم من أن يتم إقصائهم من كراسيهم بما يقومون به ( شجاعة ) ولكنها من نوع أخر . ـ فعلى الرغم من وجود هؤلاء ـ إلا إن هناك في الطرف الأخر دعوات وبيانات وتوصيات وتوجيهات تصدر من قبل الجهات غير الحكومة التي يهمها مصلحة الشعب العراقي واقصد بها ( المرجعية العليا ) .التي طالما أعلنت من خلال بياناتها ووكلائها ومعتمديها في كل المحافظات إن الخطر الذي يداهم العراق وشعبه كبير جدا ولابد من مواجهته والقضاء علية او تحجيمه على اقل تقدير ، ولكن الآذان الصاغية لخطابات المرجعية قليلة جدا . فقد قال سماحة السيد احمد الصافي في خطبة الجمعة المباركة بالصحن الحسيني المطهر حول ما يتعلق بمثل هذا الموضوع ( إن المسألة الأمنية يمكن أن تُحل ولكنها تحتاج إلى مجموعة مقومات ومجموعة أشخاص يتبنون الحلول الحقيقية ، والذين يذهبون إلى إن المسألة الأمنية لا تُحل . فأعتقد إن هذا كلام غير صحيح، ويمكن أن يقال بهذا الصدد إن المشكلة الأمنية لا يراد لها أن تُحَل ؟! أي إن هناك عناصر خارج أو داخل اللعبة السياسية تريد أن يبقى الملف الأمني على ما هو عليه ؟!. وإن الجريمة الآن بدأت تنتظم أكثر وبدأت التفجيرات والاغتيالات تأخذ جانبا علميا دقيقا واستهدفت شخصيات متنوعة، ولا يخفى إن هناك أيادي خفية وذكية تحرك هذا الموضوع، فالعراق يمر بمرحلة خطيرة . وتساءل سماحته عن المسؤول عن كل ذلك ؟ ومن هي الجهة التي تضطلع بالمسؤولية ؟! نحن بحاجة إلى أن يخرج إلينا احد المسؤولين ويقول نعم أنا أتحمل الإخفاقات الأمنية لأنني لم اهتم بهذه المسؤولية بالشكل الجيد ... لم أر واقعاً مسؤول يقول أنا أتحمل المسؤولية . إننا الان نحتاج إلى صناعة أمن والآن الأمن صناعة علمية .. فالعراق مساحته مساحة صغيرة مقارنة بدول العالم .. علينا إن نستفيد من خبرات الآخرين لتطوير الجانب الأمني.. واكرر سؤالي .. كيف نستطيع أن نصنع شخصا أمنيا؟ اصنعوا كفاءات أمنية يحافظون على أرواح الناس.. مثلا ً هذه نقاط التفتيش من المسؤول عنها وعن الأشخاص الموجودين فيها وأنا لا أقصد هنا نقاط تفتيش المناطق الحساسة في الدولة وإنما اقصد كل النقاط التي تبدأ في الحدود إلى أعمق نقطة في البلد، من المسؤول عن هذه القضية ؟!! ) . اعتقد إن الكراسي والمناصب والمميزات قد أعمت عيون الكثيرين بحيث راحوا لا يفكرون إلا في كيفية المحافظة عليها ، وإنهم إذ يسمعون تعليمات المرجعية فأنهم يقدروها ويحترموها ، ولكن الواقع غير ذلك ( لان لا وجود لتطبق تلك التوجيهات ) . وتبقى النتيجة أنهم يخافون على كراسيهم أكثر مما يخافون على دماء ابنا بلدهم .
https://telegram.me/buratha