حامد الحامدي كاتب وإعلامي عراقي
لا اعتقد بان الإنسان سوف يكون سعيدا إذا أحس إن جميع من حوله غير راضين على ما يقوم به ، او لا يمكنهم التعامل معه بصورة ايجابية او حتى إحساسه بأنهم يسعون لان يقصوه ، حتى لو كان من الإمكانية ما يفوق ما لديهم جميعا لان مبدأ التفاهم والتوافق قد انعدم تماما ، وبالتالي فأن أول ما يفكر به هو كيف سيكون موقفه من كل هؤلاء ؟؟ . هذا الكلام ينطبق على ما يدور الان في المشهد السياسي في العراق حيث إن هناك بعض الكتل العراقية راحت تعلن وعلى لسان ممثليها من النواب والمسؤولين بسحب الثقة من الحكومة الحالية تارة بسبب ما يجري في المشهد السياسي وعدم التصويت لولاية ثالثة لرئيس الحكومة الحالي السيد نوري المالكي تارة أخرى كما هو الحال مع كتلة الأحرار التي تقوم الان بجمع التواقيع لجميع النواب من أجل عدم تجديد دورة رئاسة الوزراء لمرحلة أخرى ، مما يعني أن السيد رئيس الوزراء الحالي لن يرشح نفسه للدورة المقبلة . كما ودعت القائمة العراقية قبل فترة إلى تعديل بنود وفقرات الدستور خلال ثلاثة أشهر بما أسمته لمنع عودة الدكتاتورية في العراق . اعتقد ــ ربما ــ كما يعتقد غيري إن الحكومة الحالية قد فشلت في إدارة الكثير من الملفات ووضعت نفسها في دائرة ضيقة ولم تكن حساباتها بالشكل العلمي والمناسب ، وبالتالي باتت الحكومة العراقية الان غير منظمة ومتشظية ولا تعلم ما تفعل ، لان العقبات كثيرة والمطبات أكثر ؟؟، وهناك وعود وقرارات واتفاقيات لم تنفذ سواءا مع الكتل السياسية او تلك الوعود التي أطلقت للشعب العراقي ، ومن ثم صار لزاما على الحكومة الحالية متمثلة برئيس الوزراء أن تفكر ألف مرة قبل أن تقدم على مثل تلك الخطوة لان الحسابات التي تم ترتيبها بعد إعلان نتائج الانتخابات وتشكيل الحكومة الذي لم يكن موفق بالشكل المطلوب لم تصب في مصلحة السيد رئيس الوزراء بل خلقت جوا مشحونا بالتقاطعات وتهديدات التي أبعدت العراق كثيرا عن هدفه الجوهري ألا وهو إعادة بناه التحتية وتطوير اقتصاده والقضاء على الملفات الفاسدة وتحسين نوعية الخدمات المقدمة للمواطن . وعلى هذا الأساس فأنا متأكد إن السيد رئيس الوزراء إذا ما انتهت مدة ولايته بدون أن يحصل قبل ذلك الوقت ما يتوقعه البعض ..؟ فلن يكرر نفس المأساة بل سوف يعلن انه لن يرشح نفسه إلى ولاية ثالثة .
https://telegram.me/buratha