بطل القصة رجل عراقي سكن الغربة لسنوات طوال انشأ خلالها اسرة مكونة من شريكة حياة وطفلين وكأنهما طيور ذهبية ، الرجل وكما اغلب العراقيين الذين جرتهم الحقوق ومتابعتها صار يتردد على زيارة العراق بلده وذكرياته ومحل اقامة اهله ومحط حقوقه الضائعة .
مرت الايام وجاء طلب الرجل من زوجته ان جهزي نفسك للسفر فالاطفال بحاجة الى اوراق ثبوتية فطاعته الزوجة وكلها ثقة بزوجها ، وصلت العائلة الى مطار بغداد الدولي وما ان خرجوا من المطار حتى طلب الرجل من زوجته الجواز فاعطته اياه وعرج على اقارب لها هناك فقال لها انزلي لن تري جوازك بعد الان وما لك غير طاعتي انا لن اعود الى الخارج فكري وقرري واولادي معي !!.
شابة وفي مقتبل العمر ويحصل لها ذلك ما تفعل وفي بلدها الذي لا تعرف منه الا اسمه حيث انها عاشت خارجه وهذا اول لقاء معه وياله من لقاء . استمرت المفاوضات الدولية فاهل البنت في الخارج وتطلب الامر اسابيع حتى وصلوا اليها لادراك المشكلة وجل المشكلة ان المرأة مستغربة الطريقة التي تصرف بها الرجل فلم يحاول بالطرق السلمية قبلها ابدا وقضية خطف الجواز وتغييب الاطفال عن امهم جعلتها تشعر انها تتعامل مع عصابة .
حاول اهل الفتاة احتواء الامر والجانب الثاني صامت وذهبت برجلها الى مقر اقامته ولتطرد من الباب لانها تاخرت في القرار ! وليس لها رؤية اولادها ! جلست العلوية المنكوبة ببابهم منهارة وتصرخ دون خروج مسلم من دارهم ليحتوي المسالة وما كان من ذويها الا ان حملوها الى جدها موسى ابن جعفر ( ع ) لتنفض دموعها وتبث حزنها ومنه الى مرقد الامام علي ع وهناك ويقسم الحاضرون انها صرخت واستغاثت بحيث التفت لها جميع من كان هناك .
بلدها وكما هو عهدنا به لا يحل مشكلة غير ان سفارة الدولة المقيمة بها استحصلت لها جواز فقد فقدت كل مستمسكاتها من قبل ذالك الغيور والدولة الكافرة هي من تحاول الان البحث عن ابنائها المغيبيين فلقد اخفاهم الاب نهائيا .
عزيزي القارىء ان هناك الالاف النسخ لهذه القصة حصيت العديد العديد منها وهي اعقد من هذه القصة اضعاف مضاعفة ولكني اخترت هذه لثقتي في مصادقيتها .
كل القصص محورها واحد هروب اب من عائلته ورجوعه للعراق واول شي يفعله يتنصل من عائلته وبأوجه مخيفة وطبعا بعدها يلتفت الى حياته بصفته المجاهد الذي غاب عن البلد وليضحك على ذاته المريضة بأن جهاده مستمر ليكمله من الزواج بموظفة ثرية يفضل ان تكون معلمة عانس بسبب ضعف الراتب ايام النظام السابق ولتكفل له حياته ليسطر هو صفحات جهاد جديدة .
لو كان هذا الرجل صادقا في جهاده لاختار ارملة بايتام ولكنهم دائما يبحثون عن الغنية الجميلة ليقللوا نسبه العوانس طلبا لرضى الله !، الغنية تلك ايها الغيور كافلة لعيشتها فما بالك ثاني عطفك عن الارامل .
ليست المقالة معدة للهجوم على الجنس الاخر وقد حاولنا كثيرا غض البصر عن قلة غيرتهم على البلد والعرض حتى طفح الكيل ، نساء كثيرات بالخارج مع اولادها والرجل هارب وهنا لا اقول بانها فضلت الخارج لرفاهته وان كان من حقها ذلك فما دام ان البلد غير امن لها حق الرفض شرعا لا عرفا . لكن معرفتي بالعراقية تجعلني اجزم بان التي تتخلها عن اسرتها من العراقيات عدد قليل جدا جدا واحصائيات تخلي الرجال فاقت هذه النسب بكثير جدا .
المشكلة تتفاقم يوما بعد يوم والذي يزيدها المسؤولون في الحكومة فهم يبعثون لاقاربهم في كافة بقاع العالم ان ارجعوا ليرى الله فسادنا وفسادكم ورسوله والمؤمنون ، والنتيجة عوائل تائهة في الخارج واخرى ترجع وايضا يتركها الرجل وكانه يعاقبها على الايام الصعبة التي عاشت معه ليبني عائلة على انقاض اخرى وليكون الحقد والضغينة هي النتيجة .
حالة الفوضى التي يعيشها المجتمع سهلت الامر على الكثيرين لخلع لباس الحياء فكل شيء جائز وليس عجيبا والعيب بالجيب مثلما هو دارج وياليت الامور وصلت هنا الى حد تفتت الاسر وان كان شي ليس بالهين فربما نعزو الامر لعدم الوفاق او لخلل لدى اي من الطرفين في التعاطي مع الحياة الزوجية وان اوقفنا هنا ان الاعداد غفيرة لايمكن ان تكون الاسباب العادية سببا في هكذا كم غير ان الامر جاوز الحد بل جاوز الشرع .
فضمن بحثي في الموضوع واتصالي بمكاتب مرجعية تأكد لي بالدليل القاطع ان هناك مأساة بمعنى الكلمة فهناك مكاتب يوجد فيها من يسمي نفسه مميز قضائي وهو عادة معمم الالفية الثالثة يطلق النساء وب 150 الف بحضور الزوج واثنين ممن يخشون الله على طريقة المعمم ويقوم بالتطليق دون سؤال المراة عن حالها الشرعي وهنا يقع الاثم الاكبر فأغلب طلاق هذه المكاتب ليس شرعيا .
وهنا الطامة الكبرى حيث ان اغلب النساء بسيطات وتكتفي بطي الورقة والبكاء دون ان تبحث وراء ان كانت الورقة سليمة او لا ويمكن ان تتزوج ليبنى الباطل على الباطل !! فأي مكاتب تلك وان كانت واعية ستلتجأ الى مكاتب المرجعية حيث ان اغلب عقود الزواج في الخارج شرعية ويقوم المكتب جزاهم الله خيرا بالاتصال بالطرف المقابل وبعد عدة محاولات معه يصلون الى حلول وهنا اذا نسجل الشكر والتقدير الى مكتب المرجعية العليا مكتب السيد علي السيستاني دام الله ظله الوارف فلقد تصدى للكثير من الحالات كذا الكثير من رجال الدين المشهود لهم بالثقة ومخافة الله .
ولكن هناك امر فأحد الاخوات اعطتني كما يقال رأس خيط ابحث به فلقد ارسلت لها ورقة من قبل غيورها وبسبب معرفتها بحالها الشرعي ادركت ان الطلاق باطل مما دفعني بالاتصال بمكتب المرجعية وشرحت له القضية وان الشيخ الموقع صاحب المكتب هو محتال ليس الا لقبوله المبلغ دون سؤال وكتابته بانه سأل منها !! فرد المكتب بانه جهه غير تنفيذية ولا سلطان له عليهم !! وهم يعملون حتى في النجف ! ولكن مع ذلك ساعدوها وعملوا اتصالات مع الجانب الثاني حتى فكوا رقبتها منه . استغرابي في من يحاسب هؤلاء المتلاعبين بالشرع والقانون ومتى ستنتهي هذا الحالة وقد لفت انتباهي بان هناك رجال دين اوصلوا القضية الى مجلس النواب ولا اعلم ان وجدت صدى ام لا ؟
المسألة ليست مسالة غيور خارج ام داخل فما يحصل بالداخل ليس بالافضل فالمراة العراقية مهانة باعلى الدرجات ومن قبل اقرب الناس بل ان الالفاظ السوقية وال ( البصقة ) اجلكم الله هي هديتها من الزوج في احسن حالاته والمحاكم والمحامين شهود على ما اذكر لكني اخترت غيور الخارج بسبب طلاق الشبهة الحاصل فان له اثر كبير على مجتمعنا ومعاذ الله ان يحوي مجتمعنا شبهة كهذه املي في مسؤول مؤمن ( وياله من امل ! ولكن لو خليت قلبت ) يقرء السطور للحد من هكذا مكاتب تنتشر في جميع المحافظات وبشكل ملحوظ ولا متابع للقضية .
الطرح لهذا السبب اولا ولتسليط الضوء على مظلومية النساء في بلدنا ومن قبل اقرب الناس ثانيا ولتسيط الضوء على افة جديدة لتفكيك المجتمع وهي التخلي عن الاسر فمسألة الزواج الثاني في بلد كبلدنا وواقع كواقعنا اعتبره امرا لابد منه لو انه اتى كما اراده الله وكما عمل به اهل البيت ع فكم من ارملة تحتاج الى رجل يدخل بيتها شرعا ويقضي امور منزلها واولادها خاصة لو كان من اقارب زوجها كأن يكون عم اولادها هذا شيء يحفظ الاسلام والمجتمع غير ان ما يحصل الان فوضى عارمة وتنكيل بكل القيم والاعراف وهدم وخلط لكل الاعتبارات نرجو ان تخصص احد خطب الجمعة لهذا الموضوع لتثقيف الرجال حول الزواج الثاني بعد ان سعروا لاهثين خلفه ولنجعل من لهفتهم على اقل تقدير لهفة بفائدة وثقافة دينية فربما ياتي زواجهم بفائدة وبناء للمجتمع وان كنت استبعد الامر فالحالات المسجلة كلها تشير الى كسل الرجال حيث انهم لا يرجون من الزواج الثاني الا مصدر للدخل المادي يريحهم من الاسرة السابقة وحتى وان كانت الاسرة جديدة فهذه صديقتي لها رجل متشدد يضربها ليل نهار وتسبب في خلل سمعها تخبرني بانها ذاهبة الى ايفاد ! فاستغربت كيف قبل اليس صعب المراس ! قالت لا طلب 200 دولار وعلى الايفاد الجاي غير حساب !! .
لنا الله في ما نرى ونسمع وتحية واجلال لكل رجل غيور فعلا وصاحب نخوة اساله عذري فما يطفو على السطح ماسوف عليه ولكن تبقى المروءة والغيرة قلادة في رقاب المؤمنين الغيارى .
واخر دعوانا ان يساعدنا الله لتخطي المحنة وصلى الله على سدينا محمد واله الغر المنتجبين
اختكم المهندسة بغداد
https://telegram.me/buratha