سعد البصري
ما تزال أفلام الحرائق في وزارات ومؤسسات الحكومة العراقية تشهد رواجا كبيرا ، وباتت تكون الحل الأمثل للكثير من المشاكل التي تواجه المسؤولين بحيث يتم القضاء من خلالها نهائيا على أي مصدر يمكن أن يكون دليل إدانة او مستمسك او وثيقة قانونية تستخدم للإطاحة بالمسؤول .أما إن حدوث هذه الحرائق بسبب التماس الكهربائي فان هذه الخدع أمست لا تنطلي على الشارع العراقي ، والعراقيون الان يعلمون تماما إن أسلوب الحرائق في مؤسسات الدولة هو الأسلوب الناجح لإخفاء كل شيء نهائيا . ليس هذا فحسب بل إن أفلام الحرائق الحكومية أصبحت لها أجزاء بحيث إن بعض الوزارات في الحكومة تشهد بين الحين والأخر عرض جزء جديد من هذه الأفلام كما هو الحال في وزارة النفط العراقية . فقد أعلنت وزارة النفط يوم الاثنين الماضي عن اندلاع حريق في مبنى وزارة النفط، مؤكدة أنه ألحق أضرار بمكتب قسم الاستكشافات النفطية ،وان الحريق لم يأتي على أي وثائق مهمة ( فالحريق حدث فقط للتخلص من الحشرات الضارة ) ؟؟ . كما صرحت بعض المصادر في وزارة النفط إن الحريق نتج عن تماس كهربائي ؟! ، وان كوادر الوزارة تمكنت من إخماده من دون أن يصل إلى الأقسام الأخرى . ويعد هذا الحريق هو الثالث الذي يطال مبنى وزارة النفط العراقية بعد الحريق الثاني الذي اندلع في الثاني من شهر كانون الثاني الماضي، في الطابق الثاني والذي طال حضانة للأطفال، ومكتب خاص بدورات تأهيل وتعليم الحاسوب، فيما نشب الحريق الأول في الطابق الثالث الذي يضم قسم الحسابات الخاصة بوزارة النفط عام 2007. وهكذا تستمر هذه الأجزاء من أفلام الحرائق بدون انقطاع ، لان الأرباح التي تأتي نتيجة إنتاج مثل هذه الأفلام كبيرة جدا ولا يمكن أن تنقطع لان المصالح السياسية والشخصية في إنتاج هكذا أفلام كثيرة ومتشعبة . أما الخسائر التي يخلفها مثل هكذا حريق فلا احد يذكرها ، ولا وجود لجهة تعلن مسؤوليتها عن الحادث . ومن ثم فان هذا الحريق وغيره وبعد إجراء التحقيق يتم تسجيله ضد ( التماس الكهربائي ) الذي لو كان له لسان ونطق فسيقول ( أنا برئ مما تزعمون ) .
https://telegram.me/buratha