الكاتب ..عمران الواسطي
مما يثير الاستغراب لدى المواطن العراقي إن الكتل السياسية التي انتخبها وتحمل الأمرين حتى يوصل نوابها إلى مقاعد البرلمان ، وسدة الحكومة ، لازالت منشغلة بمصالحها الشخصية والفئوية والحزبية ، متناسية مصالح الشعب العراقي الذي ضحى من اجلها ، وتسعى دائما إلى زيادة حجم امتيازاتها ومناصبها في الحكومة العراقية .ليس هذا فحسب بل راحت هذه الكتل تبحث عن طرق جديدة لكي تحافظ على وزنها حتى لو كانت تلك الطرق غير مشروعة ، كالضغط لإخراج بعض المجرمين من السجون العراقية بأي وسيلة كانت وبأي ثمن حتى ولو على حساب دماء الأبرياء وعلى حساب المصلحة الوطنية العراقية . فقد كشفت بعض المصادر عن محاولة بعض القوى السياسية المشاركة في الحكومة استغلال قانون العفو العام لأجل إخراج قيادات معينة في الجماعات الإرهابية بذريعة المصالحة الوطنية . وإن كتلا سياسية شريكة في الحكومة تسعى لاستغلال قانون العفو العام من اجل إخراج مجرمين تسندهم دول إقليمية تدعم هذه الكتل ماديا ومعنوياً. ومع شديد الأسف فأن القانون في العراق بدأ يأخذ منحى سياسيا من اجل إرضاء الأطراف التي دخلت شريكة في الحكومة وكانت في فترة ما تدعم ما يسمى بالمقاومة ، لاسيما أن الكثير من قياداتها متهمة بارتكاب جرائم بحق الشعب العراقي يتوقع الإفراج عنهم وتحت عنوان المصالحة الوطنية ، كما أن الأطراف التي تدافع عن المقترح الحالي لا تفكر بخروج الأبرياء من المعتقلات بقدر ما تريد الإفراج عن قيادات الجماعات المسلحة، وان المسودة الحالية إذا ما أقرت بهذه الصيغة ستحقق رغبة هذه الأطراف . وهناك كتل سياسية تتربص من اجل إقحام المقترح الحالي بنصوص تسهم في إخراج الكثير من المجرمين من السجون وهو ما ترفضه القوى الوطنية الساعية إلى شمول الأبرياء بالعفو مع تعويضهم عمّا لحقهم من ضرر . فما يحدث الان من استغلال لهذا القانون او استغلال بعض المسؤولين لمناصبهم الرفيعة في الحكومة العراقية هو أمر في غاية الخطورة إذ لا يمكن أن يتم العفو والمصالحة مع من تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء من أبناء الشعب العراقي ، ولا يمكن لأي عاقل أن يسمح بحدوث مثل ذلك الشيء ، كما إن على السياسيين العراقيين أن يفهموا جيدا إن هناك تجربة مر بها العراق عندما قام النظام البائد بإعلان العفو العام عن المسجونين والمحكومين وبالتالي خلق أجواء جديدة لتفعيل الجريمة ، وبذلك انتشرت العصابات الإجرامية في كل أنحاء العراق .وألان أنا أخاطب السياسيين الوطنيين ( فقط ) وأقول لهم ( أليس فيكم رجل رشيد ) إن ما تقومون به ليس صحيحا وان نتائجه ستكون وخيمة وخطيرة . وعلى السياسيين الشرفاء أن لا يسمحوا لمن يريدون أن ينفذوا أجندة معينة أن يعيدوا الكرة من جيدي الأمر الذي يعيدنا إلى بحور الدماء التي تخلفها العصابات الإجرامية .
https://telegram.me/buratha