حامد الحامدي كاتب وإعلامي عراقي
تعتبر وزارة الصحة العراقية واحدة من الوزارات العراقية التي يتم صرف ملايين الدولارات عليها سنويا ، ويتم جلب الآلاف من الأجهزة الطبية المتطورة عالميا سواءا بواسطة عقود الشراء من قبل الوزارة او بواسطة التبرعات من قبل المنظمات والجهات الخيرية العالمية التي تهتم بصحة الفرد العراقي . ـ لازالت ـ هذه الوزارة الحيوية ليست بمستوى الطموح ، بل إن الأمر ازداد سوءا ، كون هذه الوزارة لم تقدم ما يجب عليها تقديمه من خدمات طبية للمواطن العراقي بحيث راح المواطن يبحث عن بدائل كثيرة تمكنه من معالجة ما يصيبه وأفراد عائلته من أمراض .ووزارة الصحة في واقع الأمر هي من جعلت المواطن يبحث عن تلك البدائل لأنك حينما تذهب إلى أي مستشفى او مستوصف تابع لوزارة الصحة فانك لا تجد إلا المعاملة الخشنة والروتين المزعج وحبوب ( البراسيتول والفلاجين ) .! أما الأدوية الأخرى المهمة فهي موجودة في الصيدليات التي تقع بالقرب من المستشفى الحكومي . إذ إن هناك ( تعاون متبادل ) او مصالح مشتركة بين المستشفيات الحكومية والصيدليات الأهلية بالاضافة إلى العيادات والمستشفيات الخاصة .فالعناية والرعاية الصحية باتت لا تستحصل في المستشفيات الحكومية كما إن الكثير من مرافق المستشفيات الحكومية قد أكل عليها الدهر وشرب ، وحتى التجديدات والترميمات والتطوير الذي يحدث في المستشفيات الحكومية فانه خاضع لإرادات واتفاقيات بين بعض الأطراف ، وإذا بما تم انجازه من أعمال لا يواكب وحجم الأموال المصروفة والمواصفات الصحية التي لابد أن تتوفر في ما يتم القيام به من أعمال .أما الأمراض التي تسمعها وأنت داخل المستشفى الحكومي فهي كثيرة وربما إن هناك أمراضا لم تسمع عنها أبدا .؟! وعندما تسأل عن العلاجات فانك تجدها إما نفذت او يتحتم عليك جلبها بأسعار خيالة من الصيدليات الأهلية . هذا من جانب ، ومن جانب أخر فان المسؤولين على بعض المفاصل المهمة بالمستشفى الحكومي لا يتعاملون مع المرضى ( الذين هم من أبناء جلدتهم ) بالشكل العقلاني والمنطقي بل إن اغلب معاملاتهم تكون بشكل متشنج وعصبي ، وكأنك تريد أن تأخذ شيئا من أموال ( أبائهم ) .فالمسؤول عن الجهاز ( السونار ) يتعامل بالمحسوبية والعلاقات وغالبا ما تجده خارج غرفته وهذا الكلام ينطبق أيضا على بعض العاملين في المختبرات بالاضافة إلى إن دوام هؤلاء ينتهي بعد اقل من ساعتين من بداية الدوام الرسمي ، كما إن هناك معوقات تصادف المريض وخصوصا إذا ما قال له مسؤول جهاز السونار إن الجهاز معطل ويجب عليه أن يذهب إلى العيادات الخاصة ، وكذلك فان مسؤول المختبر غالبا ما يخبر المريض بأن التحليل ( الفلاني ) لا يوجد إلى في المختبر الفلاني خارج المستشفى . وهكذا مجموعة كبيرة من المعوقات والفساد الإداري والترهلات وعدم الشعور بالمسؤولية . لذا على وزارة الصحة أن تقوم بعمل لجان خاصة ونزيهة ووطنية لمتابعة مثل تلك الحالات التي لا تخدم مصلحة وصحة المواطن العراقي .
https://telegram.me/buratha