بقلم .. رضا السيد
من المفروض إن كل من تصدى للمسؤولية في الدولة العراقية من كتل وأحزاب وتيارات ومنظمات وقوائم انتخابية ، ووزراء ومسؤولين ونواب ، هم من أكثر الناس خوفا على المصلحة الوطنية العراقية ، ومن اشد الناس حرصا على تقديم الأفضل للمواطن العراقي ، الذي كان ينتظر من هذه ( المجموعة ) أن تسهم في رفع المعانات التي تركها على عاتقهم النظام البائد .ولكن ما حدث لم يكن يتوقعه الكثيرون إذ إن من نتكلم عنهم كانوا هم او اغلبهم أول المنتفعين وأخر المضحين ، ولم يهمهم سوى مصالحهم وكيفية المحافظة على الامتيازات التي حصلوا عليها بأي ثمن وبأي طريقة ــ أقول من المفروض ــ إن هؤلاء هم من احرص الناس على نجاح العملية الديمقراطية الجديدة وخدمة المواطن ، ولكن يبدوا إن الظاهر غير ذلك ؟؟. فالاتهامات والتقاطعات والمنافع والمحاصصة والمحسوبية وأوراق الضغط والمساومات وغيرها هي من أخذت طريقها لكي تكون محورا رئيسيا فيما يدور الان بين بعض الكتل السياسية ، ولا يجود للمصلحة الوطنية أي حضور في ما يجري الان بين تلك الكتل . فكل يوم وعبر وسائل الاعلام المختلفة نسمع ونشاهد ونقرأ إن هناك اتهامات متبادلة بين بعض الكتل السياسية هي من عقدت الأزمة وزادت المشهد العراقي ضبابية وعدم وضوح .وهذه الاتهامات المتبادلة لم تكن يوما ذات نفع بل أنها شكلت العقبة في طريق إنجاح المشروع الوطني وهي بذلك لن تجلب إلا الخراب . فالقائمة العراقية تتهم قائمة ائتلاف دولة القانون والأخيرة تتهم التحالف الكردستاني وهو بدوره يتهم كتلا أخرى . ليس هذا فقط بل انتقلت عدوى الاتهامات إلى النواب العراقيين والمسؤولين في الحكومة ( الموقرة ) ، فغالبا ما نسمع إن النائب الفلاني يتهم المسؤول الفلاني من الكتلة الفلانية والنائبة في القائمة الفلانية تتهم المسؤولين والنواب والشخصيات في مناصب معينة وهكذا ، ويستمر مسلسل الاتهامات الذي لن يسبب كما قلنا إلا خراب البيوت . بينما الوضع بالعراق يزداد تشنجا وتعقيدا والأمر تسير إلى الأسوأ ، بحيث إن الكثير من المشاريع والقوانين والاستثمارات معطلة لانشغال كل من في الحكومة بهذه ( الاتهامات ) وكل واحد منهم منشغل إما باتهام غيره او بإبعاد الاتهامات عنه . والنتيجة بلد لا يعرف أين سيكون مصيره او ماذا يخبئ له المستقبل .
https://telegram.me/buratha