المقالات

سعلوة العمارة وافعى سيد دخيل وتمساح الديوانية

6535 17:54:00 2011-10-19

عبدالكريم ابراهيم

كانت جدتي رحمها الله تهددني دائما بـ( الطنطل ) و ( السعلوة ) ، عندما اقدم على مغامرة جنونية ،اكسر فيها بعض اثاث البيت ،وان هذين المخلوقين سيخطفاني عند الليل . لذا احاول ان ابكر في النوم واغطي رأسي بـ(اللحاف) خوفا وفزعا من القادم المجهول. ذات مرة سألتها عن ماهية ( الطنطل ) و( السعلوة ) فقالت رحمها الله: بانهما مخلوقان عجيبان ، لهما القدرة على تقمص صور الاخرين والتنكر في ازياء عديدة ، وايضا يمتازان ان لهما انيابا طويلة مع شعر كثيف يغطي معظم اجزاء الجسم . هذان المخلوقان دائما ما يتخذان من الشطوط والاماكن الخالية ملاذا لهما في اصطياد فرائسهما . برغم هذه القناعة التي كانت الراسخة لدى الكثير من اهلنا الاقدمين ، فان العلم المعاصر الذي وصل الى مجاهيل الفضاء لم يكشف حتى الآن حقيقة ( الطنطل ) و ( السعلوة) ويرجح اغلب العلماء ان يكونا من نسج خيال البشر الواسع ، ولكن اقول بكل صراحة ان العلم الحديث هذه المرة أخطأ في هذا التصور ،لان الكثير من المصادر المتواترة من مدينة ميسان تؤكد ظهور حيوان مخيف يرتكب اعمالا اجرامية من خطف وبقر للبطون الناس واكل لاعضاء الجسم ، يشابه الى حد بعيد ( السعلوة ). ربما يكون من احفادها الذي استطاع مقاومة التغييرات المناخية والسكانية ،ولم ينقرض كزميله الديناصور .حتى هذه اللحظة برّئت ساحة صديقنا ( الطنطل ) لانه حسب حكايات اجدادنا عن هذا المخلوق الاسطوري لم يركب يوما جرما معروفا ، بل على العكس كان من النوع الطريف ويحب النكات وعمل المقالب ،واحيانا تأخذه الغيرة فيتطوع الى تقدم المساعدة للآخرين من دون مقابل . بل ان بعض اجدادنا ادعى صداقته وتسخيره في انجاز بعض الاعمال الثقيلة والشاقة التي لايقدر الانسان على انجازها . ربما تكون افعى (سيد دخيل ) تتربص بالآخرين بعد ان كانت الاهوار ملجأ لها ،ماحدا بها الى الانتقال الى سكن المدن بعدما اصابها الظمأ ، وهي تمارس هوايتها في لدغ الاهالي الذين يدوسون فقط على طرفها . اما صديقنا الاخير تمساح الديوانية، فهو من النوع المستورد الذي لم يألفه العراقيون من قبل ، ربما عرفوا ( الكوسج ) الذي يسبح في الانهر والاهوار ، اما ان تشاهد هذا الغريب المتسلل من وراء الحدود وهو يمارس هوايته في الاماكن الضحلة ،فهو امر يثير الفزع والذهول ولاسيما ان هذا الحيوان المفترس يملك فكين من القوة بحيث يوقعان باكبر ضحية وان كانت (جاموسة حجية نوعة ). يبدو ان صديقنا التمساح قد ملّ حياة الاسر ،وانتهز اقرب فرصة لحريته لاحت في الافق ، فانطلق يتبختر في مياه نهر الديوانية ،واحيانا يشعر بالضجر فيتمدد على الشاطئ تحت اشعة الشمس العراقية . قد يكون هذا الحيوان الغريب احب حياته الجديدة التي تحتاج فقط الى شفافية في التعامل ومعرفة لائحة حقوق الحيوان . بعد موجة الظهور الحيواني القديمة - الجديدة هذه، قد نسمع بحيوان آخر اتخذ من احدى مدن العراق ملاذا له ، يمارس سطوته على اهلها بكل حرية من دون تدخل السلطات الحكومية ،برغم مناشدات الاهالي للتصدي لمثل هذه الحالات الغريبة التي قد يفسرها بعض اهل الخبرة والاختصاص: بان الظروف المناخية هي التي جعلت تلك الحيوانات المفترسة تخرج من اماكنها، وهم بهذا التفسير ينفندون هذه التهمة عن ( السعلوة ) و (الطنطل ) اللذين يحملان الجنسية العراقية - اباً عن جد - وقبل تشريع قانون الجنسية المزدوجة الذي شمل فقط افعى (سيد دخيل ) وتمساح الديوانية .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الصدري
2011-10-21
خوية هاي كلها كلاوات من ايادي خبيثة معروفة للقاصي والداني يعني بفعل فاعل فلا تصحر جلب الحية ولا هم يحزنون زين منين جانا التمساح انا عمري تجاوز الخمسين وما شفت تمساح بالعراق ولا حتى كوسج والسعلوة هاي هم لعبة جديدة سووها اساتذة صدام اللعين مثل ما سواها هوة ونشر الجريذية قبل في شمال العراق ومدينة الصدر--والقادم اعظم وبس الله سبحانة هو الحافظ ولو بيدهم جان ضربونة بقنبلة نترونية ومثل ما كال الامام علية السلام(من احب ال البيت فليرتدي جلباب الفقر) وليس الفقر المادي هنا بل هي الاذاء من اعداءنا وهذا واضح
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك