المقالات

بين الامس واليوم

780 18:57:00 2011-10-19

احمد عبد الرحمن

لعقود طويلة، ولاسيما العقود الثلاثة التي شهدت سيطرة حزب البعث العفلقي على مقاليد الامور في العراق، تعرض مفهوم المواطنة الى حملات تشويه وتزييف كبيرة من قبل ذلك النظام، ولم تكن الاهداف والدوافع من وراء تلك الحملات غامضة وغير مفهومة، فالنظام البائد سعى جاهدا الى دق اسفين التفرقة بين ابناء الشعب العراقي الواحد مستغلا حالة التنوع القومي والمذهبي والطائفي والديني والعشائري، وراح يصنف العراقيين كيفما يشاء، ويوزع على البعض صكوك الوطنية، ويسلبها من البعض الاخر، ليوصمه بأوصاف عجيبة غريبة. وهكذا اختلطت المفاهيم وانقلبت التفسيرات لها، بحيث بات السارق شريفا، والخائن وطنيا من الطراز الاول، وصاحب المواقف المبدئية متخاذلا وجبانا، والامي والجاهل عالما، والمبدع والمفكر والمنتج جاهلا.وبسبب هذه التصنيفات والتوصيفات باتت المواطنة درجات ومستويات، لتتعرض لنفس ما تعرض له مفهوم الوطنية، وبالتالي حلت الماسي والكوارث والويلات، فالحروب الداخلية اندلعت لتحصد ارواح اعدادا هائلة من العراقيين في الشمال والوسط والجنوب، ومن ثم الحروب الخارجية لتزيد اعداد الضحايا وتلحق افدح الاضرار بالبنى التحتية وبموارد البلاد، ولتشيع العزلة والتخلف والامية والفوضى بدلا من الانفتاح والتقدم والتطور والعلم والمعرفة والثقافة، اضافة الى تحويل البلاد الى سجن كبير، يحتوي على الاف الزنازين الصغيرة وغياهب التعذيب والتغييب، ناهيك عن حملات التهجير القسري بأبشع الصور والمظاهر والاشكال، والحرمان من ابسط الحقوق الاساسية التي اقرتها كل الشرائع السماوية والقوانين الوضعية.ان النظام المقبور حينما راح ينتهج السياسات الاقصائية والتهميشية والدموية الاجرامية، لم يكن يهدف من ورائها الى بناء المجتمع والنهوض والدفع به الى الامام، بل انه كان يهدف الى يحطم اواصر الترابط بين مكوناته المختلفة، ويوفر ارضيات التصادم والتنازع، أي انه اراد ان يقوي ويعزز وجوده على حساب قوة الدولة والمجتمع.واليوم كلنا -كعراقيين-نشهد ونعيش وندفع الاثمان الباهضة لتلك السياسات الخرقاء والحمقاء.واذا كنا جادين في منع تكرار التجربة المأساوية فعلينا ان نقر بأنه في العراق الجديد لايوجد مواطن من الدرجة الاولى واخر من الدرجة الثانية. بل ان الجميع متساوون في الحقوق والواجبات وفق الدستور وان الفرص متاحة والافاق مفتوحة امام الجميع للمشاركة في بناء هذا البلد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك