المقالات

استثمار عراقي بالسبابة والابهام /

829 14:06:00 2011-10-20

حافظ آل بشارة

كثير من ارباب السلطة يلقون خطابات فارغة حول الاعمار والاستثمار والتنمية ويعلم الخطيب وسامعوه ان اي حديث عن الاستثمار والاعمار في ظل الفساد حديث كاذب صاحبه مغرض او جاهل ، لي صديق يعمل اداريا في محطة تعبئة بنزين أهلية في مدينة تشتهر بالنزاهة ، المحطة مشروع استثماري نهض به أحد رجال الأعمال المتدينين من أهل المنطقة ، صديقي يتحدث كشاهد عيان يواكب الحدث يوميا ، قال : نذهب أولا الى مبنى المحافظة لنتسلم ورقة حصة اسبوعية من البنزين ، الموظف صاحب الشاربين الغليضين يرمقنا وهو مبتسم ببشاعة ويمد يده وهو يفرك الابهام بالسبابة علامة التوريق ، والاشارة تدل على مئة الف دينار ثابتة يتقاضاها هذا اللص الغامض لقاء تسليمنا ورقة الحصة ، نأخذ الورقة ونقصد مركز الشحن وقد اصطحبنا معنا صهريج المحطة ، يستقبلنا موظف لطيف المظهر ذو ابتسامة عريضة ، يرمقنا بنظرة عميقة ثم يمد اليد نفسها ليفرك السبابة بالابهام علامة التوريق ، مئة الف تسلم اليه نقدا خوف تلاعبه بالعداد ، ويخرج الصهريج ثقيلا محملا بالبنزين وعند باب الخروج تجتمع عصبة رجال مدنيين وعسكريين مسلحين وغير مسلحين واصوات الحاكيات في كل مكان وكأن حربا ستندلع بعد لحظات يطلبون ابراز ورقة جواز الخروج ، يجتمعون كمخلوقات مفترسة باشكالهم الكريهة ثم يتقدم اليه كبيرهم يبتسم ببشاعة كاملة ويمد يده وهو يفرك الابهام بالسبابة وهي اشارة الى مئة الف دينار تسلم اليه وان لم يحصل عليها منع السائق من المغادرة بتهمة نقص اجراءات السلامة ! وينطلق الصهريج وحين يصل الى نقطة معلومة في الصحراء يتوقف فجأة على جانب الطريق وينزل السائق بدشداشته وكرشه وشاربيه الغليضين ينظر من طرف خفي الى بيت قديم في المزرعة القريبة وفجأة ينطلق من ذلك البيت الخرب سرب من الاطفال القذرين يحملون عشر عبوات بلاستيكية من فئة 20 لترا ، وكلما امتلأت عبوة تلقفوها عائدين الى البيت العتيق ، ويختتم المشهد بيد السائق يمدها الى كبيرهم يفرك السبابة بالابهام علامة تسليم ثمن مئتي لتر ، يصل الصهريج الى المحطة ويستقبله العمال ويبدأون بتفرغ الحمولة في المخزن ، بعد لحظات يتقدم حشد من العسكريين يطوقون المحطة ، من هؤلاء الرجال الاشاوس ؟ انهم حماية قائد عمليات المحافظة جاءوا يريدون حصته المجانية ومعهم صهريج صغير ! وعصابة عسكرية ثانية وثالثة حماية فلان ، و حماية علان ، يقول صديقي : افتح السجل وعلي ان احصي مجموع ماقدمنا من رشوات لهذه الحصة ومجموع ما اعطيناه من البنزين خوفا وطمعا ومجموع ما سرقه السائق فيبقى لدينا مقدار لا يسد رواتب موظفي المحطة ، ما هو الحل ؟ الحل واضح ومكرر ، اعزلوا نصف الكمية المتبقية ليبيعها فريق الغلمان التابعين لنا على الارصفة بسعر السوق السوداء ، والنصف الآخر يباع بسعر المحطة وهو لا يكفي الا نصف عدد السيارات التي تقف بالدور منذ عشر ساعات فقط . بربكم هل هذا مشروع استثماري وما هو مصير هذا المستثمر المسكين ؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك