المقالات

الكل لديه حصانة إلا ...

996 13:21:00 2011-10-20

حامد الحامدي كاتب وإعلامي عراقي

( الحصانة ) مصطلح بات يسمعه العراقيون كثيرا منذ احتلال العراق من قبل الولايات المتحدة الأمريكية في نيسان 2003 . وهو مصطلح يخص الكثير من المحسوبين على الحكومة العراقية ، وليس فقط الوزراء والنواب او من هو مشمول بالحصانة .فالجيش الامريكي وبعض شركات الحمايات الشخصية لها أيضا حصانة وربما إن هناك ممن تم إعطائهم هذه الحصانة لا يعلم بهم الشعب العراقي . فأصبحت الحصانة حجرا يلوذ به كل من يسمح لنفسه العبث بمقدرات الآخرين . والغريب بالأمر إن أي جهة لا يمكن أن تقوم بأي إجراء رسمي ضد أي شخص يتمتع بهذه الحصانة ، وهو بذلك خط احمر لا يمكن للحكومة وغير الحكومة تجاوزه مهما كانت الظروف ، وبالتالي فان هذا الموضوع بات يشكل مشكلة خطيرة ؟؟ وهي إن هناك جهات او شخصيات تمارس أعمالا غير قانونية وتتستر بذريعة الحصانة . فهناك لقاءات مستمرة بالخفاء تارة وفي العلن أخرى بين الأمريكان وبعض السياسيين العراقيين للضغط على السيد رئيس الوزراء لكي يعطي حصانة للجنود او ( المدربين ) الأمريكان في العراق ممن سيبقون بعد الانسحاب الامريكي المزمع في نهاية هذا العام . إلا أن المالكي يرى أن الأمر خارج اختصاصه ملقيا بالكرة في ملعب البرلمان باعتباره صاحب الاختصاص، ( أي إن الموضوع محسوم ) ونقل عنه في حديث سابق انه قال " نحن كحكومة لا نستطيع إعطاءكم أكثر من حصانة المدربين العراقيين وهي التي تمنع ملاحقة المدرب في الجرائم التي ترتكب داخل المعسكر أما خارجه فيحاسب وفق القانون العراقي"، الأمر الذي تم رفضه من قبل الأميركيان لأنهم يريدون أن تكون الحصانة بالنسبة للمدربين الأمريكان أوسع من ذلك ، فالحصانة الان بالعراق راحت تعطى لكل من هب ودب وربما حتى إن بعض الإرهابيين او من يساندون الجماعات الإرهابية لديهم حصانة . أما المواطن العراقي المسكين الذي هو أكثر المتضررين بهذه المعادلة فالحصانة مرفوعة عنه لأنه وحسب تلك المعادلة لا يستحقها كونه مشروع دائم في خدمة المحصنين من الوزراء والنواب والمسؤولين والقوات الأمريكية ! . فـ( ابن الخايبة ) كما اعتاد العراقيون أن يسموا أنفسهم محروم من كل شيء ، لا امن ولا أمان ولا حصة تموينية ذات مفردات صحية وجيدة ولا تعيينات ولا كهرباء ولا بنية تحتية ولا زراعة ولا صناعة ولا ..؟؟. وأخيرا وليس آخرا ... ولا حصانة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك