المقالات

15 سنة صديقي لا اعرف اسمه

1119 20:02:00 2011-10-20

قلم : سامي جواد كاظم

حكاية ارويها لكم عايشتها انا في زمن الطاغية كنت ومن على شاكلتي نبحث عن اي منفذ لبيع الكتب الدينية لكي نطلع على الثقافات المستجدة التي تخص ديننا من جهة ومن جهة اخرى احاول ان اعيد مكتبتي التي حرقها والدي رحمه الله بسبب خوفه علينا من الطاغية ، ومع كل يوم خميس تكون لي جولة على ارصفة كربلاء وخصوصا المعزولة او تلك التي تعرض كتب نفهم منها ان صاحبها يخفي غيرها ومد جسور الثقة معهم يكون عسير جدا لخوفه وخوفي من ازلام ابن العوجة .ومع مرور الايام وثق احدنا بالاخر وبدانا التعامل بالكتب الممنوعة المستنسخة بجهاز استنساخ عادي وتعاملنا على مستوى تجارة ونشر كتب وكانت اكثر الكتب رواجا في حينها كتب التيجاني ، كنت اوصيه على ما اريد وهو يطلعني على الجديد ونتفق على مكان بعيد بعد صلاة المغرب على ان توضع الكتب في اكياس نايلون سوداء والسعر واحد لان مخاطر المهنة لاتسمح بالتعامل .وامتدت شبكتنا لاقوم بايصال كتب الى شخص في شارع المتنبي اسمه ابو تقى وكنا نحذر من ضابط بالامن خبيث اسمه خالد السامرائي برتبة رائد ، وكثيرا ما كنا نترك كتبنا التي هي راسمالنا على الرصيف اذا ما احسسنا بكمين وكم من مرة تمت مصادرتها . وزادت العلاقة وتحسنت الطباعة فقمنا بطباعة الكتب على جهاز الريزو وذلك من خلال التعامل مع شخص اخر في الكاظمية اسمه جاسم ابو احمد وقد قمت بطباعة كتاب للسيد صفاء الغريفي شقيق الشهيد السيد كمال الدين الغريفي مجانا لنشر فكر اهل البيت وكان كتابه عندما تشرق الشمس من المغرب وكتب اسم المؤلف عبد الله الحجازي خوفا من الطاغية ، وتاجرنا بالمئات بل حتى بالالوف واستطعنا التجارة بالكتب الاصلية عن طريق الشمال واكثر الاشخاص في التعامل معي كان صديقي الكربلائي ذلك الشاب النحيف الاسمر ، واذا لم اراه في خميس ما اكون في غاية القلق عليه ولا اخشى على روحي لانه لايعرفني ، دام تعاملنا اكثر من خمسة عشر سنة ، لم نمنح الحكومة فرصة لكي تقبض علينا وقمنا بايصال الكتب الى مناطق عدة وكانت كل حلقة لا تعلم بالحلقة الاخرى ابدا، وسقط النظام وشاءت الاقدار ان اراه على دراجته الهوائية والتي هي بعينها التي كان يستخدمها سابقا سلمت عليه وسلم علي ، هل تعلمون انني سالته ما اسمك وهو سالني ما اسمك لاننا كنا لا يعرف احدنا الاخر باسمه .بعد هذه الحياة المريرة والتي تمر علينا ايام نترك بيوتنا او نغير طريقنا حتى لايكشف امرنا ووفقنا بفضل من الله عز وجل ، بعد هذه الحياة اليوم اصبحنا على الهامش حيث الذي القي القبض عليه اصبح هو البطل ومنح صفة سجين سياسي وشرعت قوانين هي بعينها قوانين النظام السابق في منح الامتيازات لشريحة معينة دون غيرهم بمجرد استبدالهم بكلمة سجين سياسي . فالاولوية في التعيين للسجين السياسي والاولوية للمناصب العليا للسجين السياسي والاولوية في احتساب الرواتب للسجين السياسي والاولوية في المنح للسجين السياسي والاولوية في منح الاراضي للسجين السياسي والاولوية لكل شيء يريد ان يحصل عليه المواطن هي للسجين السياسي .نعم هنالك من ذاق ظلم الطاغية في السجون ويستحق كل الامتيازات ولكن هنالك اكثر منهم من ذاق ظلم الطاغية خارج السجون وقد يكون غيرهم افضل منهم لانه لم يمنح البعثيين فرصة لالقاء القبض عليه ولانه كذلك فقد سقطت حقوقه .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
العراق
2011-10-22
نعم هناك الالاف من الشعب العراقي ناضل ضد النظام السابق ولم يمسك او يلقى القبض عليه وهناك من هاجر او ترك العمل تهمشوا ولم تعطى الحقوق لهم ولم يذكروا بشيء فهذا التهميش اظهر الانتهازيين في الوثوب على السلطة في العراق لذلك ساءت الاوضاع في العراق وسببها هو التهميش للوطنيين والشرفاء من العراقيين الذين جعلوا من النظام السابق خائفا لما سيحصل له فتحية وسلام الى شهداء العراق والى السجناء السياسيين والى من ناضل ضد النظام السابق باي صورة من الصور والان العراق يدفع الشهداء فهل من تكريم لهم لقد تناست الحكومة
سامي جواد كاظم
2011-10-22
اشكر كل الاخوة المعقبين على مقالي وانا واثق ان الاخ الجادرجي لو اراه بالوجه اعرفه ولكن لا اعرف اسمه فكان هذا حالنا عندما التعامل لا يعرف احدنا اسم الاخر وها هو يشهد على نفس المجرم الذي كنا نخشاه السامرائي وانا متاكد هنالك الكثير من على شاكلتي بل افضل مني في جهادهم وكما قال الاخ بشير انها لوجه الله ولكننا ناسف على مصادرة الجهود ومنحها لبعض او الاكثر من السجناء السياسيين
الدكتور يوسف السعيدي
2011-10-21
تحية عطره لاخي وعزيز سامي...لقد ذكرتني بما مضى من التاريخ القريب....وذكر فأن الذكرى تنفع المؤمنين....كنا نستنسخ كل كتاب او نوصي باستنساخه سرا لتوزيعه على الاتباع...وخصوصا ما يهم المذهب المحمدي ...لا بل استنساخ قوائم باسماء المتعاونين سرا مع النظام...ووضعها على اللائحه السوداء...والذين اعانوا الطاغيه في حكمه الدموي....سربت هذه القوائم بعد السقوط المحتوم للطاغيه العفلقي..حتى ان البعض نسبها لنفسها ...ونسي او تنسى الجهود والاهوال التي واجهتنا في سجون الطاغيه الارعن ومعتقلاته ودهاليز امنه ومخابراته.
بشير
2011-10-21
اخ سامي هذا الفعل الذي قمت به مع صديقك انما يجازيك عليه الله سبحانه وتعالى واعلم ان توزيع الكتب المستنسخة كانت من ضمن افعال عديدة جدا قمنا بها ولو وقع احدى هذه الكتب بايدي البعثيين فمصير حامله الموت المحقق فقمنا بنشر فكر ال البيت سنين طويلة واشتركنا بعمليات لتصفية المجرمين والتواصل مع المراجع عبر البراني وغيره لايصال الاستفتاءات المكتوبة يدويا وغيرها من الامور التي قمنابها انما نريد وجه الله وفي غربتنا اقمنا شعائر الحسين ع رغم قساوة سفارات الظالم وعيونهم والان لم نحظى بوظيفة حتى في العراق الجديد
محمود شاكر شبلي
2011-10-21
تحية للمجاهد الغيور الأستاذ سامي ولكل الأبطال الذين كانوا يتحركون بخفة ورشاقة الظل ليبزوا تكبر البعثيين ويفقؤا عيون جواسيسهم..
المهندس الجادرجي
2011-10-20
اخي سامي كم اشتقت اليك والى ايامنا الجميلة المليئة بالمخاطر من اجل الدين والوطن الذي يرخص لهما كل شيء..ولكني احب ان اذكرك باني ارسلت لك رسالة كتبت لك فيها ان الرائد خالد تبين بان اسمه الحقيقي (صلاح مهدي) وبعد البحث عنه تبين بانه ترك منطقته في حي اور الى ديالى ..فنرجو من يعرفه ان يزودنا بالتفاصيل عنه لان يديه ملطغة بدماء الابرياء..حبا بالعراق وشعبه..
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك