همام عبد الحسين الكرخي
مهما بلغت قوة الحاكم ومهما توسع نفوذه وامتدت جذور سلطانه الى ابعد نقطة من حدود دولته السياسية ومهما زاد في ترسانته العسكرية عليه ان لايفرح كثيراً وان لايطمئن للشعارات والهتافات البراقة التي تخترق مسامعه كل يوم من قبل حاشيته والتي وماهي ألا مجرد لقلقة لسان .وان لايغتر بهالة المنصب التي أحيطت به بعد تربعه على كرسي الرئاسة وينسى ماضيه وحتى وان كان متكئاً على وسادة أصدقائه الذين أوصله الى سدة الحكم بطريقه أو أخرى وهذا ليس عيباًاو ذنباً مادام الهدف هو إنقاذ الشعب من سطوة سلطان جائر أذاق شعبه ويلات الحروب تلك الحروب التي ليس فيها ناقة ولاجمل .وصادر حقوقه المشروعة في التعبير عن مطالبه وعانى الاضطهاد بأنواعه السياسي والاجتماعي والرياضي ووضع اقتصاد بلده على حافة الهاوية وترك ثروة البلاد في مهب الريح ليتلقفها المداخون له في الداخل والخارج وينثرونها على ملذات موائدهم ،لكن العيب أن ينسى ذلك الحاكم وأتباعه الأهداف الحقيقية التي جاءوا من اجلها وجعلوها شعاراً لااسقاط النظام السابق وهي رفع الظلم والمعاناة عن كاهل الشعب تلك المعاناة الني كانوا هم يوماً من الأيام ضحية لها . أن معظم السياسيين الذي يتبوؤن الآن مناصب عليا في الدولة كانوا عرضه لاضطهاد وغطرسة النظام السابق ودفعوا ثمناً باهضاً نتيجة مطالبتهم بالحرية ونقدهم للأوضاع المزرية التي التي خلفتها حماقات النظام السابق المتكررة نراهم اليوم وبعد أن أزيح ذلك الكابوس المرعب التي جثم على صدورنا لأكثر من ثلاثة عقود بسيناريو حرب دفع ثمنه الشعب العراقي الذي ضحى ومازال يضحي ليس طمعاً في منصب او جاه وإنما لنيل حقوقه المشروعة بالعيش في حياة حرة كريمة يسودها الأمن والسلام ولااضنها مطاليب تعجز عقول السياسيين عن إدراكها ومن ثم تحقيقها ، تراهم اليوم وكأن أفواههم قد ألجمت وكبلت أيديهم وأرجلهم بسلاسل الحيرة مكتفين برفع الشعارات المأثورة التي يتشبث بها المتورطون الذين يحاولون الخروج من مأزقهم الذين لايحسدون عليه ،وحتى لايتساقط هؤلاء السياسيون وتسقط معهم هالة المنصب كما بدأت بعض الانظمه العربية تتساقط نتيجة الغضب الجماهيري من الأوضاع المزرية التي يمرون بها والتي هي بلاشك أسوأ حالاً من أوضاعنا بدأت تتساقط ولم تنفعها شفاعة الشافعين من أصدقائهم في الغرب ...نقول لهم انتبهوا وخذوا حذركم وتعلموا الدرس مما يجري لبعض الانظمه في المنطقة تلك الأنظمة التي كانت أكثر قوة واشد بأسا واحكم قبضه على شعوبها ومناصبها والتي أصبحت كريشة في مهب ريح لاتعرف مستقراًً لها أبدا ...
https://telegram.me/buratha