د علي خليف
قراءة الاحداث من حول البلد واستباط مضامينها واستشراف مآلاتها وتوقعات ما يحدث والدعوة لتبني مواقف بحسب ما يحدث من مواقف تنم عن عقل ثاقب وخبرة كبيرة وادراك عميق لتحليل الحدث والتوقع. فما حدث في ليبيا شيء كبير، فنظام قمعي دكتاتوري مستبد استمر طوال اكثر من 42 سنة يسوم الشعب القمع والاستبداد والفقر والتخلف يسقط على يد شعب ثائر في ظل مرحلة وعي الشعوب في ربيع عربي خالص. بقي الموقف الرسمي العربي عامة والعراقي خاصة متردداً حيال ما يحدث وكيفية التعامل مع المجلس الانتقالي الليبي فكان السيد عادل عبد المهدي نائب رئيس الجمهورية أول مسؤول رسمي عراقي يدعو الحكومة العراقية والحكومات العربية والاسلامية الى الاعتراف بالمجلس الانتقالي الليبي ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب الليبي من حيث إن قراءته كانت تتوقع انتصار الشعب الليبي وزوال الطاغية، وكان عبد المهدي أول مسؤول عراقي يتوقع أن يلاقي القذافي نفس المصير الذي لاقاه الطاغية صدام ودعا الى نصرة الشعب الليبي ودعمه في مسيرته نحو الحرية. فكان ما حدث وهذا يدل على القراءة الواعية للاحداث لأن العراق ليس منعزلاً عن العالم وعليه أن يأخذ دوره ويتفاعل مع قضايا الشعوب ويساند نضالها في التحرر من ربقة الدكتاتورية. ولو رجعنا الى الوراء قليلاً لوجدنا في قمة دمشق عام 2008 كيف رد عبد المهدي على القذافي عندما حاول الانتقاص من المحكمة العادلة التي نصبها الشعب للطاغية صدام واستمرت اكثر من عام أمام مرأى ومسمع العالم اجمع مع جيش جرار من المحامين، في حين أن القذافي قتله شعبه ومزقوه ارباً ارباً. فقال عبد المهدي مخاطباً ومشيراً للقذافي في القمة انذاك بما معناه ((أنه لا يحتج على قتل صدام الملايين وحرقهم وحروبه ضد الجيران في حين القذافي يحتج على محاكمة عادلة للطاغوت صدام استمرت اكثر من عام)). وهذه المفارقة فلم يحاكم الشعب الليبي القذافي بل قتله ومزقه و (سحله) في شوارع مصراته وسرت.. الذي نريد أن نؤكده أن الاحداث في المنطقة والعالم لابد أن تقرأ قراءة واعية واعطاء الموقف السباق لانه يحسب في يوم ما وتبنى العلاقات الدولية الجديدة على ضوئها. كقراءة عبد المهدي لما جرى في ليبيا والتي جاءت متطابقة في كل مراحلها وقد بين ذلك في افتتاحياته في صحيفة العدالة وفي بياناته الرسمية الصادرة من مكتبه.
https://telegram.me/buratha