المقالات

العلماء .. اين هم ؟

878 21:10:00 2011-10-21

احمد عبد الرحمن

في الغالب حينما يريد شخص ما ان يتحدث عن ثروات العراق وموارده وامكانياته فأنه يذكر النفط والمياه والزراعة والمعادن والسياحة، وقلما نجد من يتحدث عن القدرات والكفاءات والخبرات البشرية التي يمتلكها، ناهيك عن الاهتمام الجدي والحقيقي بها، أي استثمارها بما يساهم في تحقيق التقدم والتطور والازدهار في مختلف المجالات والجوانب.نعرف جميعا ان نظام المقبور صدام، عمل بكل ما اوتي من قدرة وامكانية على تهميش وتغييب وقتل الكفاءات التي تزخر بها البلاد، لاسيما الذين لم يكونوا على استعداد ليتحولوا الى ادوات طيعة وخانعة وخاضعة لنظامه يسيرها كيفما شاء.وهناك ارقام واحصائيات عن اسماء واعداد مهمة وكبيرة على الصعيدين النوعي والكمي لاستاذة وخبراء وعلماء في اختصاصات مختلفة فروا من البلاد، وهناك من القوا في غياهب السجون والمعتقلات، وهناك من علقوا على اعواد المشانق، وهناك من ابعدوا الى اماكن ووظائف ابعد ما تكون عن استحقاقاتهم وامكانياتهم وقدراتهم.يكفي دليلا على استهانة واستخفاف النظام المقبور بالعلم والعلماء والكفاءات والخبرات ان عين شخصا لايحمل شهادة جامعية اكاديمية اولية ولا علاقة له بالعم والثقافة والفكر وزيرا للتعليم العالي والبحث العلمي، ليتسلط ويتحكم بعشرات الجامعات والكليات والمراكز البحثية والاكاديمية، ومئات الاساتذة والتدريسيين بشتى التخصصات وعشرات الالاف من الطلبة، ويكفي دليلا ان يتم تعيين شخص امي لايتعدى كونه جنديا عاديا مسؤولا عن مؤسسة مثل هيئة التصنيع العسكري التي ضمت-بصرف النظر عن اهداف تأسيسها-اعدادا كبيرة من القدرات والكفاءات العلمية الهندسية والفنية..وهلم جرا.وللاسف سقط النظام المقبور وانهار غير مأسوف عليه قبل حوالي تسعة اعوام، ولكن لم يعيد النظام الجديد في البلاد الاعتبار للكفاءات والخبرات العلمية في البلاد، ومازالت السياقات الروتينية والبيروقراطية تشكل عقبات ومعوقات امام الاستفادة منها وتوظيفها واستثمارها بالشكل الصحيح.لايمكن للبلد اليوم ان ينهض من كبوته-او كبواته-ويعالج مشاكله وازماته المختلفة ويتغلب عليها وهي كثيرة وكبيرة ومعقد وشائكة في مجالات الصناعة والزراعة والتربية والتعليم والصحة والاسكان والاعمار والتنمية من دون الاستفادة من الطاقات والخبرات العلمية والاكاديمية.صحيح ان البلد يحتاج الى وزراء ومسؤولين تنفيذيين كفوئين ونزيهين، وسياسيين فاعلين وموارد مالية وثروات طبيعية، لكن كل ذلك لن يكون كافيا بغياب العقول الفذة والمبدعة والقادرة على ان ترسم وتصيغ المسارات الصائبة والصحيحة للتقدم والتطور والازدهار.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور شريف العراقي
2011-10-22
روتين قاتل للعقل العراقي القادم
د.عصام العيبي
2011-10-22
بدون العقول الفذه على جميع الاصعده ، سيبقى العراق متخلف ومنهوب ولن يتطور مهما امتلك من موارد ماليه وثروات طبيعيه.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك