عبدالله الجيزاني
في العراق ومنذ تشكيل اول حكومة عراقية سيطرة الاقلية على مقاليد السلطة في البلد،واعتبرت البلد ملك لها ام الاخرين فهم رعايا لهذه الاقلية،وليس شركاء في البلد،وفي زمن نظام البعث الصدامي اصبحت هذه الظاهرة واضحة بشكل كبير،بحيث وصل الى ان مدير مدرسة ابتدائية في اقصى الجنوب اما ان يكون من الاقلية او ممن يقدموا فروض الطاعة والولاء لهم من خلال تنظيمات عصابة البعث التي سميت ظلما حزب،وكتب له فكر ورفع شعارات يستخدمها عند الحاجة ضد رعاياه من قبيل الوطن والوطنية والولاء،ووضع تهم جاهزة لمن يقول مع نفسه لا لتسلط الاقليه او يشك بنظرة من عيونه اوحركة او إيمائه بيده اورجله او انه لايجيد تقديم فروض الولاء والطاعة لنظام حكم الاقلية الذي كما قلنا غلف بحزب البعث،واصبحت الوطنية تقاس بمدى ولاء الشخص لهذه الاقلية حتى وصل بالبعض من ابناء الاكثرية وغيرهم من مكونات الشعب العراقي الاخرى ان ترك مذهبة ودينه وحتى طريقة كلامه ولهجته ليتشبه بالاقلية،كي يستطيع ان يحصل على رضا الاقلية الحاكمة والا ماعلاقة المسيحي طارق حنا(بالعجل واليول،وغيرها من الالفاظ)،وعندما ندقق في تاريخ حكم الاقلية لهذا البلد نجد صفحات سوداء من الخيانة والغدر وتبديد ثروات الوطن،اضافة لضرب كل مقومات النهوض فضلا عن نشر الفساد بجميع انواعه في مؤسسات الدولة،ومانعاني منه الان من فساد مالي واداري ماهو الا استمرار لنهج اشاعه حاكم الاقلية الذي اختلف مع اسياده في تل ابيب وواشنطن واقتضت مصالحهم اسقاط حكمه لاسباب كثيرة لسنا في صددها،وبعد سقوط حكم الاقلية رفعوا شعارات الامس البراقة الكاذبه التي ليس لها في الواقع تطبيق ووجود،والسبب واضح ومعلوم هو ضياع كرسي الحكم من هذه الاقلية والتوجه لبناء دولة الاكثرية التي تستند الى صندوق الانتخابات،واصبح كل شيء في البلد في نظر الاقلية خيانة وعمالة ، وكل ماتأسس له الدولة خطأ،وتنفيذ لاجندة خارجية وبيع للوطن،وواحده من هذه الامور عند كتابة الدستور ملئت الدنيا صياحا،ان الدستور امريكي وان العراق سيقسم وغيرها من الشعارات التي لاتغني ولاتشبع وهي شعارات تعودت عليها الاقلية منذ زمن طويل لاستغفال البعض واعدام البعض،واهم مااثار الاقلية طرح مشروع الامركزية او الفدرالية في العراق وهو نوع من انواع الحكم في العالم،وقد نجح نجاح كبير وباهر في بعض مناطق العالم واخفق في بعضها والخلل اكيد ليس في النظام لكن في التطبيق،وطرح في العراق كنموذج يمكن ان يعتمد وظل تحت طاولة النقاش في اروقة الكتل السياسية بعضها اعترض وبعضها اراد التطبيق بصورة اخرى وحتى ممثلي الاغلبية من ضمن هذه الكتل ممن تحفظ على هذا النظام،لكن الاقلية كما اسلفنا اتخذت هذا الامر حجة كبيرة لتوسيع دائرة الاتهام ضد الاغلبية التي شكلت الحكومة كنتيجة طبيعية للديموقراطية،وللاسف استصحب حتى ابناء الاغلبية شعارات الامس،واخذوا السباحه بنفس تيار الاقلية التي تخفي حقيقة ماتهدف،وهذا الاستغفال انتج حصول القائمة العراقية على اصوات كثيرة من اصوات هذه الاغلبية،وبعد ان يأست الاقلية من عودتها الى الحكم الذي وعدتهم به القائمة العراقية،اصبحوا دعاة للفدرالية ومارسوها في عدد من المحافظات الشمالية والغربية،وحولوا الوزارات التي حصلوا عليها الى وزارات تمثل طائفة واحده،وايضا فشل معظم وزرائهم في ادارة هذه الوزارات ووزارة التربية دليل واضح للعيان،اذن هم الان نموذج حي للتهم التي اتهمت بها الاغلبية بالامس،فهل سيستغفل احد من ابناء الاكثرية من جديد بشعارات ذبح عليها ابنائهم،وجربوها وخبروا الكذب والادعاء فيها ،ان علاقة الاكثرية مع الاقلية كانت ولازالت هي علاقة حب من طرف واحد،كلما اخلصت الاكثرية للوطن ولمكوناته،زادت هذه الاقلية من دلالها وشروطها،شاركوا في الحكومة،استفادوا من الامتيازات لكنهم ظلوا حكام في النهار وارهابيين في الليل،شاركوا في كل مفاصل الدولة لكنهم ظلوا معارضة ويتصرفون ويقولون اقوال المعارضين،اذن مطلوب وقفه جديه لممثلي الاغلبية بتوحيد جهودهم وتجميد خلافاتهم،والتعامل مع الاقلية وفق حجمها الحقيقي في الوطن،وتشكيل حكومة اغلبية حسب نتائج الانتخابات وترك الحب من طرف واحد لكونه في بعض الاحيان يتحول الى مذلة...
https://telegram.me/buratha