المقالات

قتل المجرم لا يكفي بل يجب مقاضات كل من ساعده على الاجرام

957 04:28:00 2011-10-23

خضير العواد

عندما سيطرَ الغرب على الثروات العربية بدايات القرن الماضي , ومع النهضة التكنلوجية وظهور أجهزة الأتصال المختلفة أصبح أنتقال الثقافة مابين الشعوب سهل جداً , فأنتقلت الأفكار الثورية والحزبية الحديثة الى الشباب العربي وبدأت الساحة العربية تغلي بالحركة الثورية لكي تخرج المستعمرين ومصاصي الخيرات من البلاد العربية , فهيأ الغرب الرجال للساعات الحرجة وعندما تأكد الأستعمار رفض أي وجود غربي من قبل الشباب العربي , طرح المستعمرون فكرة الأنقلابات العسكرية التي سوف يقودها الرجال الذين هيئوا لهذه المهمات , فخلقوا قادة يقودون الساحة العربية من المحيط الى الخليج مع بقاء بعض الدول التي باعت كل شئ للغرب وهي بمثابة خميرة لهم في المنطقة العربية , وهؤلاء القادة الذين عاثوا في الدنيا الفساد والقتل ونهب الثروات وفتح السجون وبناء أنظمة دكتاتورية بوليسية قد أنهكت الشعوب العربية وجعلتها تحتقر الحياة التي يعيشها الفرد العربي للظلم الذي أعتادوا عليه , وقد دعم الغرب كل هؤلاء الدكتاتوريين من صدام حسين وحسني مبارك وزين العابدين والقذافي وعلي عبد الله الصالح وغيرهم وأضفوا عليهم أجمل العبارات وتعاونوا معهم في أحلك الظروف , وقد أطلعوا على كل الجرائم التي كان يرتكبها هؤلاء المجرمين بل كانوا يزودونهم بكل أدوات الجريمة ويحمونهم من الملاحقات القانونية ويخفون جرائمهم بعيداً عن الأعلام , وفرضوا غطاءاً صلداً لهم من كل الملاحقات وهم خلال هذه الفترات يمتصون ما يبغونه من الثروات العربية , مقابل هذه الخدمة التي يقومون بها لهؤلاء المجرمين , أي أغلب الدول الغربية أشتركت في قتل الشعوب العربية مرة بصورة غير مباشرة من خلال أجبار الأعلام على الصمت وأغلاق العيون عن الجرائم التي يرتكبها القادة العرب ضد شعوبهم , أو حماية القادة العرب من كل تحرك ضدهم وتزويدهم بكل المعلومات الأستخباراتية التي تدعم حكمهم والتخلص من كل فرد عربي عنده أمال للتخلص من هذه الحكومات أو لضرب مصالح الغرب , وتارةً تقتل الشعوب العربية بصورة مباشرة ومتعمدة من خلال ألضغط على القادة في قتل الشعوب عند الصحوات الدينية أو الثورية أو كل ما يهدد الغرب ومصالحه , ودفعهم الى بدأ الحروب مع الجيران كحرب الخليج الأولى وحرب ليبيا وتشاد والأجواء المتوترة ما بين الجزائر والمغرب وقطر و السعودية ومصر وليبيا ومصر و السودان وغيرها من المشاحنات التي خلقها الغرب لتحقيق مخططاتهم العدوانية ضد الشعوب وسرقة خيراتها , ولولا الغرب لما بقى الطغات يحكمون لهذه الفترات الطويلة ولكنهم أمدوهم بكل شئ يعينهم على البقاء , ولم يفكروا ولو للحظة بحقوق الأنسان أو الحريات أو الديمقراطيات وغيرها من المصطلحات الجميلة التي يستخدمونها عند الحاجة والخداع , وعندما تتحترق ورقة طاغية من الطغات يتسارع الغرب ليبدأ بالتغير ويقتل المجرم الرئيس لأنه دكتاتور حقير ويظهرون أنفسهم بأنهم حمات المثل الأنسانية بكل عناوينها البراقة فلولا الغرب لم يحصل التغير وهو صاحب الفضل في حرية الشعوب وهكذا تستمر اللعبة التي يلعبها الأستعمار على الشعوب , فهؤلاء يجب مقاضاتهم على كل الأجرام لأنهم شركاء الأنظمة الدكتاتورية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى , وهؤلاء لا يتوقفون بموت دكتاتور او قتله بل يخلقون لكل ظرف من يمثلهم في الحفاظ على مصالحهم , لذا يجب التخلص من سطوتهم بكل الطرق التي يحتاجها التخلص من شباكهم وألاعيبهم , لأنهم مصدر الأرهاب والقتل والأجرام ومفرّخت الأنظمة البوليسية والدكتاتورية , لذا فإذا أرادت شعوبنا العربية الحياة بسلام فعليهم مقاضات الغرب على كل الأجرام الذي أقترف بحق الشعوب العربية من قبل الطغات وحتى يكون رادعاً لكل من يساعد في خلق دكتاتوريات جديدة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك