علي حسين غلام
صرح أكثر من مسؤول كبير في التحالف الكوردستناني على ضرورة تحرك الكورد لأستقلال أقليم كوردستان كدولة مستقلة، ومن الواضح والكل يعلم أن هذا التصريح يدخل في باب السجال والتجاذب السياسي على الساحة العراقية، إلا إن فرض المحال ليس بمحال ونفترض أن أقليم كوردستان أصبحت دولة كوردية مستقلة، وتساؤلنا ما هو مصير الكورد الفيليين خارج أقليم كوردستان؟ إن لهذا الموضوع إنعكاسات وتداعيات كبيرة على الكورد عموماً والفيليين خصوصاً وفي الحقيقة هناك هواجس مشروعة ومخاوف مبررة لدى الفيليين لما ستؤل اليه الامور وماذا سيحدث بعد الإستقلال الكوردستاني لذا يستوجب التوقف في هذه المحطة المفصلية والتفكير بعقل وذهن جمعي ووجدان ملهم بالبصيرة والحكمة والدراية لبورة صيغة توافقية لورقة عمل وخارطة طريق تحدد كل المفاهيم والمتطلبات والتوقعات للتداعيات والتحديات للمرحلة الإنتقالية العسيرة بالنسبة للفيليين والقيام بخطوات تمحيصية لتقرير مصيرهم بما يتناسب والمصلحة الفيلية لتجنب التهميش أو أبعد من ذلك ، وعليه لابد من مناقشة ودراسة وتحليل كل ما يتعلق بالشأن الفيلي الإجتماعي والتاريخي والسياسي والإقتصادي والفكري والثقافي لكون الموضوع على قدر كبير من الأهمية بل والخطورة التي تهدد مكانة وتحدد وجود ومصير مكون عراقي أصيل يتسم بالقيم والمبادئ الإنسانية النبيلة، وللإجابة على هذا السؤال لابد أن نستنطق الواقع بكل معطياته لمعرفة أين تكمن المصلحة العليا للفيلية ومدى توافقها وملائمتها مع الظروف والأحداث والحيثيات التي سوف تستجد من جراء هذا الإستقلال وبما يضمن الديموغرافية الفيلية وعدم تعرضها الى التغيير السلبي والإقصاء والتهشيم، وكذلك نستعرض الحقائق بحيادية وعقلانية وموضوعية لإستقصاء الحقيقة الدامغة التي تضع النقاط على الحروف ولا تنحاز الى جهة دون جهة أخرى ولا على حساب المصلحة الفيلية والتي تتناسب مع غايات وأهداف وطموحات ورغبات وأمنيات الفيلي لتأمين المستقبل بكل مسمياته للجيل الحالي والأجيال القادمة وفق حسابات منطقية ومحسوبة لاتؤثر فيها العاطفة والإنحياز لإنها تحدد مسار أمة له كيان وإطار إجتماعي وجغرافي له خصوصية وسمات معروفة للجميع، وندرس أدق التفاصيل بكل ما يتعلق بمفردات العيش الكريم في ظل الوضع الجديد آخذين بنظر الإعتبار عزة النفس والكرامة الفيلية، وكذلك نحاكي الزمن القريب ونستحضر التاريخ لمعرفة حقيقة أنتماء وجذور تواجد المكون الفيلي التاريخي والسلبيات والإيجابيات التي ستتركها لبقاءه أو لمغادرته للكنف الذي عاش فيه قروناً طوال ونثير كل الأحاسيس والمشاعر لإستنهاض الميولات والإتجاهات لتحديد المسارات التي تحفظ هيبة ومكانة الفيلي ولا تجعله أداة ومطية لأية جهة تَسلبْ منه هويته القومية والعقائدية وأن لايصبح سلعة رخيصة يشترى ويباع في سوق النخاسة وفق منطق القوي والضعيف والأكثرية والأقلية والولاية والوصاية والتابع والمتبوع، فالسيناريوهات والإحتمالات كثيرة وصعبة وبعضها معقدة وشائكة تحتاج الى التمعن والتفكير العميق في إتخاذ القرار النهائي وكما أسلفنا هو مصير أمة، وأكثر هذه الإحتمالات تشابكاً هو كون الكورد الفيليين يعيشون خارج أقليم كردستان وضمن مناطق مشتركة مع القومية العربية والقوميات والأثنيات الأخرى حيث أنصهرت كل المفاهيم الاجتماعية والثقافية في بوتقة واحدة، وأصبحت للعوائل الفيلية جذور عميقة في مناطق تواجدها الحالي وبفعل التاريخ الطويل عبر عقود وقرون إنشطرت هذه العوائل لتزداد أعدادها الأسرية والفردية، وبالتالي الإندماج الفطري في هذه المجتمعات المشتركة والتطبع والتماثل بالعادات والتقاليد واللغة والفلكلور التي هي أقرب الى الموروث الفيلي الإجتماعي والتاريخي فضلاً عن تلاقح الأفكار والرؤى وتشابهها في أغلب الآحيان وتقريبا تم غلق كل أبواب الإختلاف والخلاف في هذا الموضوع، إضافة الى الأمتداد الإجتماعي الأفقي من خلال تبادل الزيجات بينهم وبين الأقوام والمذاهب الأخرى إضافة الى مفصل مهم وفي غاية الأهمية وجوهري ألا وهو العامل الإقتصادي حيث كثير منهم يرتبط بأعمال تجارية أو مشاريع إقتصادية يمتد الى عدة عقود، ووضع يمكن القول من الصعب بل من المستحيل ترك هذه التجارة أو ذاك العمل وهذا المشروع، ناهيك عن ارتباط شريحة واسعة من الموظفين بكل أشكالهم في دوائر الدولة وكذلك المتقاعدين وأصحاب الأملاك والعقارات والمزارع والحقول وغيرهم...وغيرهم ويطول الحديث في هذا الموضوع، على كل الفيليين أخذ الموضوع بجدية وحرص لكي لا تتكرر المآسي وعدم الأتكال على الآخرين في تحديد مصيرنا ووضعنا ومستقبلنا وعدم التهاون مع أي طرح لا يتوافق مع العقل والمنطق، والمباشرة في تحديد الإطار الفيلي وإتجاه بوصلته بغية معرفة المشوار والطريق الذي سوف يسلكه والشروع في تبني المشروع الفيلي الجديد ومد جسور التواصل والتفاهم والتعايش السلمي وتوضيح معالم المستقبل وما يترتب عليه من حقوق وواجبات ومساواة والإستحقاق الوطني والقومي والعقائدي قبل أن يقع الفأس بالرأس نتيجة ردود أفعال غير منضبطة ونتحمل وزراً ثقيلاً، ويضيع الخيط والعصفور وحينها لا ينفع الندم وعض الأنامل...؟؟؟
https://telegram.me/buratha