المقالات

صفات العترة الطاهرة (ع) (الصفة الرابعة)

797 17:49:00 2011-10-23

صفات العترة الطاهرة (ع) (الصفة الرابعة)========================عزيزي القارئ اليك صفات العترة الطاهرة (ع) في حلقات من اصدارات المجمع العلمي للدراسات والثقافة الاسلامية في النجف الاشرف من تاليف الدكتور الشيخ عباس الانصاري واعداد الشيخ حيدر الربيعاي

صفة العدالة=============

* معنى العدل والعدالة وحقيقتهما:العدل لغة: هو التسوية بين الشيئين.واصطلاحاً: هو ان يُثيب على الحَسَنة الحَسِنه ويعاقب على السَيئة السِيئة، كما جاء في القرآن الكريم: (مَن جاءَ بالحَسَنة فَلهُ عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلايجزى إلا مثلها وهم لايظلمون) .والعدل خلاف الجور.العدل عند المتكلمين: هو العلوم المتعلقة بتنزيه ذات الباري تعالى عن فعل القبيح والاخلال بالواجب .* أما العدالة ـ فهي الملكة الراسخة بحسب الحقيقة .والعادل: هو الواضع كل شيء موضعه.وحقيقة ذو العدل ـ هو الذي لايميل به الهوى فيجوز في الحكم، ومنه ما ورد في الحديث الشريف:(من المنجيات كلمة العدل في الرضا والسخط) .* حقيقة العدل:بعد بيان ما تيسر لنا من خلال فهم بعض النصوص القرآنية المباركة والتي اُولت أو فسرت بحق أهل بيت العترة الطاهرة على لسانهم (صلوات الله عليهم أجمعين) لانه لولا ذلك الكشف في اظهار بعض حقائهم لما تمكّنا من ادراك ذلك اليسير.وبعد استعراض معنى العدل والعدالة بايجاز، نستطيع ان نقول لايمكن تطبيق هذه المعاني وبالاخص الاصطلاحية منها الا من خلال اهل بيت العصمة (عليهم السلام)، لانهم المصداق الناطق للقرآن الكريم، وان ما تقدم في الاية المباركة، هو صورة من صور العدل الالهي.وبما ان اهل البيت (عليهم السلام) هم الصورة الخارجية والمظهر التطبيقي للقرآن الكريم المتجسد في الحقيقة الانسانية التي تلائم هداية البشرية وفطرتهم السليمة التي فطرهم الله تعالى عليها (فطرت الله التي فطرَ الناس عليها) .ولانهم عِدل القرآن الذي لاينفك عنه بنص حديث الثقلين: (أيها الناس اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ابداً).اذا لايمكن ابراز حقيقة العدل الالهي وبيانها الا من خلالهم (عليهم السلام)، وعلى هذا نحتاج الى بيان حقيقة العدل عند اهل البيت.فما هي تلك الحقيقة؟العدل، وعدالة اهل البيت(عليهم السلام): بما ان العدل من اسمائه تعالى وهو مصدر أقيم مقام الاسم، وان الله تبارك وتعالى أمرنا به، وعلمنا بما فوقه وهو التفضل، وامره سبحانه وتعالى تجسد لنا في كتابه العزيز وتعليمه بما فوقه عن طريق نبيه المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم)والمعلم الاول لتعاليم الله تعالى وبيان احكامه ومن بعده الائمة الاطهار (عليهم السلام)، قال تعالى: (شهد الله أنه لا اله الا هو والملائكة وأولوا العلم قائماً بالقسط) اي انه تعالى حكم بالعدل في خلقه اذ دبَّرَ امر العالم بخلق الاسباب والمسببات والقاء الروابط بينهما وجعل الكل راجعاً اليه بالسير والتكامل.لذا كان اهل البيت (عليهم السلام)، عدل كتاب الله عزوجل في ارض الله تعالى وهم حجته في اقامة ما فيه على العالمين، فهم الذين وضعوا كل شيء مواضعه بين الناس، لانهم كانوا يرون اقامة عدله تعالى كذلك كما روي عن امير المؤمنين ذلك حيث قال: (العدل يضع الامور مواضعها) وهذا المعنى يستكشف في موارد كثيرة من القرآن الكريم، كما أشير لبعض منها عند ذكر معاني العدل، مضافاً الى الروايات الواردة عنهم، والعقل يحكم بذلك ايضاً، كما أن العلماء في هذا المجال اجمعوا عليه.ومن هنا نعرف ان لكل شيء واضعاً خاصاً يقتضيه، والعدل هو رعاية ذلك الوضع مع عدم الانحراف الى جانب الافراط أو التفريط، بمعنى ان كل شيء بحسبه، واهل البيت (عليهم السلام) هم الواضع الحقيقي لهذا المقتضي ـ العدل ـ بل هم عين المقتضي، لانهم كانوا المصداق الحقيقي الحي والسلوك الناطق لذلك لانهم وضعوا الامور مواضعها من دون اي افراط أو تفريط، فاعطوا كل امر ما يستحقه طاعة لله تبارك وتعالى وامتداداً لعدله، لمعرفتهم الحقيقية بالحق جلا وعلا وبما يرضيه حقاً، كما جاء في الحديث النبوي الشريف:(يا علي ما عرف الله الا أنا وأنت...) .لانهم جسدوا القرآن الكريم بما فيه ـ ظاهراً وباطناً ـ في المجتمع الاسلامي، وهذا هو معنى العدل التكويني.وبهذا يثبت ان عدلهم تكويني لاتشريعي، بمعنى التزامهم بالشريعة المقدسة فحسب وانما اشتملت عدالتهم على جميع مراتب العدل، لانهم كانوا يرون ان السموات والارض انما قامت بالعدل، كما روي عن النبي الاعظم (صلى الله عليه وآله وسلم): (ان بالعدل قامت السموات والارض) .وبوجود العدل النوراني مولانا الحجة المنتظر ثبتت السموات والارض (لولا الحجة لساخت الارض باهلها) .وقد ورد ايضاً في الحديث القدسي: (ما خلقت سماء مبنية ولا ارضاً مطويةً الا لأجل هؤلاء..) .اصحاب الكساء، فهم علة الوجود ـ وجود الكون والمخلوقات ـ .اذا هم حقيقة العدل الالهي وبهم قامت السموات والارض، بل ما وجَدَتا الا لاجلهم فهم علة ايجاد السموات والارض حدوثاً وبقاءاً.

اصدارات المجمع العلمي للدراسات والثقافة الاسلامية في النجف الاشرف

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك