المقالات

يشبهوننا في حزن الامهات

594 09:48:00 2011-10-24

/ حافظ آل بشارة

يشبهوننا في حزن الامهات / حافظ آل بشارةبدأ موسم دراسي جديد في الجامعات ، تتفجر في اعماق الروح ذكريات حميمة ، عنفوان الشباب والأمل والغضب ، حشد من الأصدقاء ، حشد من الاعداء الاديولوجيين المحبوبين يملأون نادي الكلية وحدائقها نقاشات لا تنتهي ، دائرة مناظرات ساخنة تتقافز فيها اسماء المفكرين والشعراء والفلاسفة من كل مشرب ، دائرة نقاشات لا تنقضي من شباب الشيوعية المثقفين يقابلهم شباب الحركة الاسلامية المثقلين بالحزن والفاجعة والترقب ، فريقان من الاصدقاء والصديقات المثقفات القويات الشخصية اللواتي لا نرى مثلهن اليوم ، شوط متواصل من المعارك الكلامية على طاولات الاستراحة وخليط الشاي والحلوى وسجائر السومر والاقسام الداخلية ، الاسلاميون والشيوعيون ، ذلك الحب ، ذلك الصفاء ، تناقض فكري نشيط ومذهل من اقصى الالحاد الى اقصى التصوف ، ومن اقصى سلطة البروليتاريا الى اقصى ولاية الفقيه ، بالحادهم الشبابي الضاحك المبني على المقولات الجاهزة المحبوكة بعناية والمعلبة مع حججها البرهانية ومغالطاتها الشهيرة ، نحب نقاشاتهم لانها تشحذ همم الفريق المقابل ، نترك دروسنا ونذهب دائخين متوترين بين المكتبات لنغترف الردود المضادة ونرتب افكارنا ونحبك مشروع مناظرة جديدة ونأتي في الصباح معبأين بالجدل العقيدي الذي ما ان اضأنا منه زاوية حتى اكتفشنا الف زاوية يلفها الظلام ، ولم تستمر تلك الحياة الحافلة بالنقاش والاكتشاف على اعلى المستويات ، فقد برز لنا فريق المتربصين من الطلاب البعثيين الذين هم شرطة أمن سري ، كانت أسماؤنا تدرج في تقاريرهم التي تضع الاسلامي والشيوعي في مربع واحد اسمه اعداء الحزب والثورة ، نتشابه مع الشيوعيين في الشاي والسجائر وقراءة المصادر والتحضير لمناظرات جديدة ، نشترك معهم في صفتنا كصيد ثمين في قبضة كلاب الصيد القمعي من زملاءنا ، نشبههم تماما عندما نودع مكبلين معصوبي الاعين في سيارة (اللاندكروز) الشهيرة ذات الزجاج المظلل التي تقف عند باب الكلية كل ظهيرة ، نشترك معهم ايضا في مساحة الزنزانة (2 في 2) وفي طريقة الاعدام كل منا يرتقي المشنقة هاتفا بأسم امامه ، ونشترك مع اؤلئك الأخوة عندما يخلعون منا ملابس الجامعة ونلف بعد اجراءات الاعدام بخرق وسخة ونلقى في مخزن الجثث في دائرة الطب العدلي وهو غرفة غير مبردة (2 في2) ويأتون اباؤنا بحثا عن الجثث ، آباؤنا وآباؤهم متشابهون كل منهم يعتمر العقال ويرتدي الصاية وقد تلثم بيشماغه علامة الفاجعة واحتقنت عيناه لانه يرفض البكاء امام امهاتنا نحن الاثنين ، أمهات متشابهات في لون (الجرغد) والفوطة والعباءة ورائحة القرنفل ، متشابهات والطين على رؤوسهن علامة الذهاب لدفن عزيز خرج من الكلية ولم يعد ، نتشابه في طريقة شد توابيتنا الهادئة على ظهور السيارات. ذكرى بعيدة ودمعة ساخنة لارواح الشهداء الجامعيين في العراق بكل مشاربهم ، لماذا لا يذكرهم أحد كم هي تكلفة باقة ورد حمراء ؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك